المفتي السابق: لا حضارة بلا عفو ولا تقدم بلا تسامح

  • 3/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن ظاهرة العنف من المشكلات العصيبة التي يجب على المجتمعات البشرية مواجهتها والقضاء عليها في مهدها قبل بناء حضاراتهم.وأضاف «جمعة» عبر صفحته على «فيسبوك»، أن نصوص الكتاب والسنة حثت على ترسيخ فضيلة التسامح والعفو للقضاء على العنف في دعوة حثيثة للمؤمنين للتخلق بها، ومن أمثلة تلك النصوص أمر الله تعالى نبيه ﷺ بالصفح؛ حيث قال: «فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ» وأمر الله تعالى رسوله ﷺ بالعفو عن المؤمنين فقال: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ».وتابع: وبيّن ربنا أن العفو وسيلة لتحصيل عفو الله ورحمته عن الإنسان فقال سبحانه: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، وأثنى الله على العفو ومن يتخلق به فقال تعالى: «وَالْكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ» وقال: «وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ».وأكمل: أمرنا رسول الله ﷺ بالعفو والتسامح وجعلهما عنوانا لحضارة الإسلام، فلا حضارة بلا عفو ولا تقدم بلا تسامح، منوهًا بأن أشكال العفو والتسامح كثيرة، فأمرنا ﷺ بصلة الأرحام، وعلى رأسها نجده يوجه الزوج فيقول: «خيركم خيركم لنسائه وبناته» (رواه البيهقي في الشعب) ووصفته السيدة عائشة رضي الله عنها: «أنه كان في مهنة أهله» (رواه البخاري) أي أنه كان ﷺ يقوم بمساعدة الزوجة في مهامها، تعليمًا لأمته كيف يتعاملون داخل الأسرة، ويقول أنس بن مالك: (خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين، والله ما قال لي أفًا قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟) (رواه البخاري ومسلم) وأمر الزوجة بأن تجعل علاقتها مع زوجها علاقة ربانية، تطلب بها ثواب الله قبل كل شيء، وترجو منه سبحانه وتعالى أن يأجرها في الدنيا والآخرة على ما قد تصبر عليه، قال تعالى: «فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ».واستطرد: ويوجه النبي ﷺ الآباء كذلك فيقول: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا» (رواه الترمذي والحاكم في المستدرك)، ويوجه الأبناء إلى بر الوالدين الذي هو مكافئ التوحيد، فيقول فيما أُوحِى إليه: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، ويأمر الجميع بحسن الجوار، فيقول: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه» (رواه البخاري) ويأمر بصلة الرحم مع فعل أوجه الخير، فقال ﷺ: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» (أخرجه الحاكم في المستدرك)، وهو ما أُجمل في قول الله تعالى: (وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، مضيفا: حتى نقيم تلك النصوص الشرعية يجب أن نعمق في وجداننا قيمة العفو والتسامح.

مشاركة :