الجلسة الأولى وشهدت الجلسة الأولى مناقشة 5 محاور رئيسة، تضمنت عرض الفرص المتاحة في إقليم شمال الخليج، لكونه مشروعا طموحا بأسلوب جديد ومتكامل لتفعيل التنمية و«رؤية الكويت 2035»، الكويت محطة رئيسة في مبادرة «الحزام والطريق»، إضافة الى تعزيز سياسة الانفتاح وأطر التكامل التجاري والتعاون الثقافي مع الإقليم والعالم، والدور الرائد للقطاع الخاص في التنمية وتوفير التمويل والاستثمار، علاوة على إقرار التشريعات وتطوير الأنظمة من منظور التنمية المستدامة، وترأس الجلسة المدير التنفيذي، عميد مجلس المديرين التنفيذيين لدى البنك الدولي. تعزيز التعاون من جانبه، قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الشيخ ناصر صباح الأحمد، إن قرار تطوير المنطقة الشمالية في الكويت يأتي وفق رؤية واستراتيجية «طريق الحرير» لتكون منطقة استثمارية دولية وعالمية، وبالتعاون مع إيران والعراق، يأتي انطلاقا من المسؤولية المشتركة للجميع، مؤكدا ضرورة تعزير سبل التعاون بين الدول احتراما للشعوب ولتهيئة البيئة المناسبة. وقال إن فكرة المشروع جاءت من أهمية تلك المنطقة وحساسيتها وجغرافيتها، لاسيما قربها من حضارتي بلاد ما بين النهرين (العراق وإيران)، إضافة إلى أن لشط العرب الواقع بينهما أهمية كبيرة، مبينا أن لهذه المنطقة أهمية متميزة، خصوصا في فتح آفاق التعاون مع دولتي الجوار، إيران والعراق، إذ ستصبح هذه المنطقة بيئة خصبة جاذبة للاستثمار والسكن، ومنطقة تجارية حرة استثنائية تخدم شمال الخليج. وذكر أن الكويت كانت ولاتزال تحمل ثقافة ميناء، حيث كانت سابقا أحد أهم وأفضل الموانئ التي كانت تتخذها بريطانيا العظمى لتعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى، فضلا عن انتقال البريد العالمي إليها من البصرة عام 1775. وبين أن مشروع استغلال الجزر ستقوم عليه شركات استثمارية محلية ودولية، على أن يتم استصدار قوانين وتشريعات استثنائية من شأنها تشجيع الاستثمار في هذه المنطقة. وأشار الشيخ ناصر إلى وجود دراسة لدمج مشروعي الجزر ومدينة الحرير، لجعلها منطقة دولية، مستدركا في الوقت ذاته بالقول إن الرؤية أصبحت أوضح من أي وقت مضى في هذا الشأن. وقال إن ثمة مشكلات ومعضلات كثيرة قد تعترض تنفيذ هذا المشروع، من بينها الإدارة والبيروقراطية والدورة المستندية والتركيبة السكانية والتعليم، إضافة إلى الأمن والبيئة، لكن علينا التعامل معها ومعالجتها. ولفت الى أن الكل يعرف ماذا يعني شمال الكويت بالنسبة إلينا وبالنسبة إلى العالم، فالكويت جاورت حضارتين إنسانيتين، كان لهما عطاء عظيم للعالم، فأول الأحرف الأبجدية بدأت من عندهم، والكويت كذلك فيها إحدى الحضارات المهمة». وفي مستجدات التعاون الكويتي مع الدول الأخرى، بين الشيخ ناصر أن الكويت وقّعت قبل عام مع الصين كشريك استراتيجي في الحزام، أو ما يسمى «طريق الحرير» قديما، والآن هناك تعاون كامل في هذا الموضوع، فالكويت تتوقع زيارة الرئيس الصيني قريبا، والصين عملت شيئا مهما جدا، فأقرب المخارج لها هو شمال الكويت، لأن الصين أجرت «جوادر» لأربعين سنة، وهذه هي أقرب منطقة للصين من بعض المناطق الصينية هناك، وبالتالي شمال الخليج أعطاها بعدا ثمينا جدا لاستغلالها والعمل فيها. ولفت الى أن التحول الى 2035 سيكلف مبالغ طائلة، فهل نأخذها من رصيد الأجيال، أم نحصل عليها من أماكن أخرى من خلال استغلالها واستثمارها، ويكون لنا منها عائد كبير من دون المس بحقوق الأجيال المستقبلية؟، ومن هنا جاءت فكرة الجزر ومدينة الحرير. وأوضح الشيخ ناصر أن الدراسة الأولية للجزر قيّمتها إحدى المؤسسات التي تملك الدولة فيها 70 في المئة بأنها مبدعة كمؤشرات مبدئية، وتخلق أكثر من 200 ألف وظيفة غير نفطية ومبلغا يفوق 35 مليار دولار، ولكن الأهم من هذا كله أنها تؤمّن حماية مهمة للبلد.
مشاركة :