مباحثات مكوكية بين بروكسل وواشنطن بشأن الرسوم الأمريكية

  • 3/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الاتحاد الألماني للشركات الصناعية ضرورة أن يؤكد المسؤولون الأوروبيون خلال محادثاتهم الطارئة في واشنطن بشأن الجمارك العقابية التي تسعى الولايات المتحدة لفرضها على واردات الفولاذ والألمنيوم على أن هذه المنتجات لا تمثل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة. وقال ديتر كيمبف إن الشركات في الولايات المتحدة تعتمد على التقنيات الصناعية الألمانية بالذات وعلى المنتجات الوسيطة القادمة من أوروبا.وشدد رئيس الاتحاد على أن الولايات المتحدة ستضر اقتصادها بهذه الضرائب وقال: «ليس هناك من يعيش منعزلا في جزيرة، من يبدد سلاسل القيم يكبح الإبداع ويزيد من أسعار الإنتاج، هذا يكلف رخاء وفرصا». وسيبدأ فرض هذه الجمارك الحمائية وفقا لقرارات واشنطن اعتبارا من يوم الجمعة القادم. وتبرر الإدارة الأمريكية هذه الضرائب رسميا بحماية مصالح سياسية وأمنية لها. غير أن الاتحاد الأوروبي يعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى من وراء ذلك لحماية صناعة الفولاذ والألمنيوم الأمريكية. ويشهد السوق العالمي للفولاذ فائضا مفرطا في الإنتاج يعود نصفه تقريبا للصين وفقا للشركات العاملة في القطاع. ويتم طرح هذه الكميات الزائدة كثيرا عن الحاجة في الأسواق بأسعار منخفضة جدا. لذلك فإن الاتحاد الأوروبي ليس هو المشكلة الحقيقية في ما يتعلق بتوريد الولايات المتحدة الفولاذ. غير أن الولايات المتحدة لا تفرق بين منشأ هذه المنتجات ما يجعلها تتسبب في أضرار للاتحاد الأوروبي هو الآخر.ومن المنتظر أن تكون هناك محادثات بين ممثلين عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في وقت أعربت الحكومة الألمانية عن عدم تفاؤلها إزاء إمكانية حل الخلاف التجاري مع الولايات المتحدة في الوقت المناسب قبل التطبيق النهائي للقيود الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألمنيوم.وقال وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية ميشائيل روت على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل: «نحن الآن - والوقت يمر - بعيدون للغاية عن حل متعقل».وذكر روت أن الخطط الأمريكية لفرض قيود جمركية تستند إلى «قرارات عقائدية وإيديولوجية» للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.وتجري مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون التجارية سيسيليا مالمستروم محادثات في واشنطن حول هذا الشأن، وفي حال عدم استثناء الولايات المتحدة الشركات الأوروبية من فرض جمارك على منتجاتها، يعتزم الاتحاد الأوروبي في المقابل فرض جمارك جديدة على منتجات أمريكية مثل المشروبات والدراجات البخارية والجينز.وقال روت: «لا نريد ذلك بالطبع، لكن في النهاية لا يمكننا كاتحاد أوروبي التسامح مع كل شيء».وتبرر الولايات المتحدة تطبيق القيود الجمركية بالحفاظ على مصالح سياسية أمنية، إلا أن الاتحاد الأوروبي يرجح أن الأمر يدور بالنسبة لترامب حول حماية الصناعة المحلية للصلب والألمنيوم على وجه الخصوص.وقد أعلنت مالمستروم اعتزامها السفر إلى واشنطن حيث تلتقى بوزير التجارة الأمريكي ويبور روس ومسؤولين آخرين. وقالت «الرسالة التي أحملها هي ضرورة استثناء الاتحاد الأوروبي ككل» من الرسوم الأمريكية. وأضافت «نريد العمل مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين في العالم لعلاج جذور هذه المشكلة وهي الطاقة الإنتاجية الفائضة لقطاع الصلب» في العالم.وكان وزير الاقتصاد الألماني الجديد بيتر ألتماير قد وصل إلى واشنطن أمس لنفس الهدف حيث التقى نظيره الأمريكي روس لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق لإعفاء دول الاتحاد الأوروبي من رسوم الصلب الأمريكية الجديدة.وقال ألتماير في تصريحات لإذاعة «أيه.آر.دي» الألمانية «لا أحد يعرف ما إذا كنا سنصل إلى نتيجة بنهاية هذا الأسبوع.. علينا إيجاد حلول وسط».وكانت إدارة الرئيس الأمريكي قد بررت فرض الرسوم على واردات الصلب والألمنيوم باعتبارات الأمن القومي الأمريكي، في حين منحت دول العالم فرصة طلب إعفائها من الرسوم لكل دولة على حدة.ومنذ ذلك الوقت أعلنت وزارة التجارة الأمريكية إجراءات إعفاء الدول من الرسوم. وتتيح هذه الإجراءات للإدارة الأمريكية «توسيع نطاق هذه الرسوم لضمان حماية أمننا القومي، في الوقت نفسه تقليل الآثار غير المرغوبة لها على الصناعات الأمريكية»، بحسب بيان الوزير روس الصادر أمس.وأضاف البيان أن مسؤولي إدارة الرئيس ترامب بمن فيهم روس سيدرسون طلبات الإعفاء من الرسوم مع الوضع في الحسبان اعتبارات الأمن القومي الأمريكي. (د.ب.أ)

مشاركة :