واشنطن - وكالات: قالت وكالة بلومبرج الأمريكية إنه عندما حاصرت أربع دول عربية بقيادة السعودية قطر في يونيو الماضي، كانت هناك توقعات واسعة النطاق بأن يتم حل الخلاف بسرعة، كما كان الحال مع أزمة مماثلة قبل ثلاث سنوات. وبدلاً من ذلك، فإن قادة قطر قرّروا المقاومة واختاروا البقاء في الحصار بدلاً من الخضوع للسعوديين، ولفتت الوكالة إلى تعثر جهود الوساطة بقيادة الكويت، وأيضاً وزير خارجية الولايات المتحدة السابق ريكس تيلرسون في نزع فتيل التوتر. وأشار تقرير الوكالة إلى أن السعودية بفضل ثرواتها النفطية ووجود الأماكن المقدّسة الإسلامية لديها، كانت تنظر إلى نفسها على أنها الزعيم الطبيعي لمنطقة الخليج، إن لم يكن الشرق الأوسط بأكمله. وأقوى منافس لها هو إيران، وبالإضافة إلى كونهما منافسين إقليميين، فإن الاثنين يقعان على طرفي نقيض. ولفتت الوكالة إلى أن قطر منذ أن بدأت تنمو ثروتها من صادرات الغاز الطبيعي منذ عقدين، أكدت استقلالها عن السعوديين وسعت إلى علاقات وديّة مع إيران، التي تشترك معها في حقل ضخم للغاز. وقالت الوكالة: إن الجهود التي تبذلها قطر لمكافحة تمويل الإرهاب تلقى إشادة، بالإضافة إلى أن قطر اتخذت إجراءات إضافية لوقف تمويل الإرهابيين نالت إشادة إدارة ترامب. وحول تهمة تمويل الإخوان، قالت الوكالة: إن قطر أكدت أنها تدعم الحكومات والأشخاص الذين قد يمثلون في بعض الأحيان الإخوان المسلمين، مثل مصر عام 2012. ودعا مسؤولون أمريكيون آخرون إلى وضع حدٍّ للتدابير العقابية ضد قطر التي تستضيف مركز العمليات الجوية الأمريكية في المنطقة وآلاف الجنود. وحول قدرة قطر على الاستمرار في هذا الوضع، قالت الوكالة: يود المسؤولون الأمريكيون قول «للأبد» وهم على صواب، لافتة إلى أن قطر هي واحدة من أغنى دول العالم، على أساس نصيب الفرد من الدخل. فهي تحتوي على ممرات شحن وممرات جوية مفتوحة، لذا لا يزال بإمكانها بيع الغاز والنفط، ولا يزال بإمكان شعبها الحصول على فواكه طازجة والبضائع. وأضافت الوكالة: بعد أن أغلقت السعودية حدودها البريّة الوحيدة، فتحت قطر طرق تجارة جديدة بسرعة وانتعشت سوق الأسهم. وقال صندوق النقد الدولي في تقرير يوم 5 مارس إن التأثير المباشر للحصار «يتلاشى» ويتوقع الصندوق أن ينمو الاقتصاد القطري. وقال اقتصاديون استطلعتهم بلومبرج أيضاً أن الاقتصاد استوعب الحصار وأن النمو سيتحسن في 2018.
مشاركة :