على أرض السعادة التي جعلت من الإيجابية والفرح أسلوب حياة، يكون للاحتفال مذاق آخر، في ظل إنجازات كبيرة تحققت، وأخرى لا تزال على قائمة التطبيق والتحوُّل إلى واقع، وسط زخم كبير في الإنجازات والأفكار، وأعين تترقب المستقبل بشغف، وقلوب تهفو إلى الاحتفاء بيوم يُتوِّج السعادة ملكة على العرش. هو احتفاء بالإنسانية في المقام الأول، فكل ما يبث الأمل والسعادة في النفوس، ينحاز لصالح الإنسان، ويحث فكره وعقله على صنع المزيد من النجاحات، وقلبه على التصفيق لها بفرح. «البيان» تواصلت مع بعض الأدباء والمختصين في مجالات السعادة والتنمية البشرية، ليؤكدوا أن الدولة التي تضع الإنسان على قائمة أولوياتها، وتتصدر مؤشر السعادة لسنوات متتالية، كفيلة بتحقيق إنجازات تلفت الأنظار، ولافتين إلى أن سعي الإمارات المتواصل لتضمين السعادة والإيجابية ضمن سياساتها وبرامجها، يزيد تنافسية أفرادها، ويضاعف قدرتهم على الإبداع والابتكار، ليصافحوا دولتهم بإنجازات جديدة غير مسبوقة، ويضعها بالتالي على خط التنافسية العالمية بجدارة. أكدت الكاتبة المهندسة بشاير المنصوري، مدربة في تطوير الذات وصاحبة كتاب «30 خطوة للسعادة»، أن السعادة أصبحت نهجاً شاملاً في الإمارات، يأخذها وأبناءها نحو عالم أفضل، وقالت: تحرص دولتنا الحبيبة على توفير السعادة لنا، ولتعزيز ذلك، قامت بتعيين وزير دولة للسعادة، كما اعتمدت البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي يضم مجموعة من السياسات والخدمات التي تعزز أنماط الحياة الإيجابية. وذكرت بشاير أن الإمارات حققت مؤشرات عدة، تزيد فخر كل مواطن ومقيم على أرضها وقالت: حققت دولتنا المرتبة الأولى عربياً في مؤشر السعادة العالمي 2017، والمرتبة 21 على مستوى العالم كأسعد الشعوب، كما عملت على تضمين السعادة والإيجابية في سياسات وبرامج وخدمات الجهات الحكومية كافة، وبيئة العمل فيها. إبداع ثقافي ولفتت بشاير إلى أن السعادة شملت مختلف الجوانب، مشيرةً إلى أن تركيز الدولة على الإبداع الفكري والفني والأدبي، انعكس على المجتمع بشكل إيجابي لافت، وقالت: تكمن أهمية الإبداع الفكري، في تقديم صورة أخرى للكتابة، بحيث تصير مجالاً خصباً للميولات الشخصية، فعلى سبيل المثال، جسدت مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان 2016 عاماً للقراءة، السعادة بكافة أشكالها، إذ يمثل ذلك الإعلان دعماً للكاتب والكتاب وتشجيع للقراءة، وبالتالي ارتقاء بواقع النشر والحالة الثقافية بشكل عام، ما ينعكس على المستوى الثقافي والفكري الذي يقود الإنسان إلى النجاح والسعادة. إنتاجية وترسيخ وعن تأثير مفهوم السعادة وانعكاسات تفعيله على الأفراد، قالت: أكدت دراسات عدة أن السعادة تزيد إنتاجية الفرد في العمل، حيث تم تطبيق مبادئ السعادة في المؤسسات، لوحظ تقديم جهد أفضل وتفانٍ أكثر من قبل الموظفين، حيث إن الموظف السعيد هو موظف متفائل، وقادر على حل جميع المشاكل بهدوء، وبعيداً عن التوتر، وهذا ما يزيد من إنتاجية العمل وكفاءته. وأشارت المنصوري إلى أن السعادة تزيد الروابط الاجتماعية، إذ تهذب نفس الشخص، وتجنبه التفكير السلبي، وتشجعه على التسامح وحب النفس والآخرين. وذكرت بشاير المنصوري أن الإمارات تعمل على ترسيخ ثقافة السعادة والإيجابية كأسلوب حياة، بما يتناسب مع طموحات مجتمع الإمارات وتطلعاته وعاداته وثقافته، وذلك بالتكامل مع مختلف المؤسسات الحكومية والمجتمعية والخاصة، لتكتمل منظومة السعادة بتعيين شخصيات إيجابية بارزة ومؤثرة في المجتمع، في مناصب جديدة منها رؤساء تنفيذيون للسعادة والإيجابية، إضافة إلى تأسيس مجالس للسعادة والإيجابية لدى الجهات الاتحادية. ابتكار وتحفيز أشاد الدكتور أحمد حسن جمال، أخصائي في التنمية البشرية، برؤية قادة الدولة التي أسست لمستقبل يقوم على الإبداع والابتكار، في ظل سعادة أصبحت نهجاً وأسلوب حياة، لافتاً إلى أنه انطلاقاً من رؤية الإمارات 2021 التي تهدف إلى أن تكون الدولة ضمن أفضل دول العالم، وضعت بصمات قادة الإمارات منطلقاً للسعادة كمرتكزات أساسية، وقال: السعادة نتيجة، وليست وسيلة من الوسائل، ووضع المشروعات الابتكارية والتحفيزية للمجتمع، جعل الناس يتمتعون بالطمأنينة والراحة النفسية، فهذه منطلقات أساسية حققت السعادة للأفراد والمجتمع. أفكار خلاقة وذكر أحمد حسن أن رؤية الدولة 2030 التي تتكئ على خطة يتم من خلالها تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتقليل الاعتماد تدريجياً على قطاع النفط كمصدر رئيس للنشاط الاقتصادي، جعلت الدولة تتسارع في تقديم مبادرات نوعية تعتمد على الموارد البديلة، ما جعل التحفيز جزءاً لا يتجزأ من العمل اليومي الروتيني سواء في المؤسسات الخاصة أو الحكومية، وانعكس بالتالي على الراحة النفسية للموظفين وأفراد المجتمع الذين تغلغل في داخلهم مفهوم السعادة، بفضل التوجيهات الحكيمة لقادة الدولة. وقال: عززت المبادرات والدعم الدائم، التنافسية في نفوس أفراد المجتمع، ما رفع مستوى الإبداع والابتكار، وجعل الأفراد والمؤسسات في تنافس مستمر أثمر عن ظهور أفكار خلاقة ومبدعة حققت في نهاية المطاف السعادة للجميع. وأشار الدكتور أحمد إلى تأثير مفهوم السعادة على الأفراد، لافتاً إلى أن مشاركة القادة لأفراد المجتمع مناسباتهم ولحظاتهم اليومية، لها الأثر الكبير في منطلق الشعور والإحساس بالسعادة، وانعكس ذلك على عطائهم ودافعيتهم للعمل وتقديم المزيد من النجاحات والإنجازات. إنجازات جديدة أكدت الدكتورة رسل النعيمي، مدربة تطوير الذات وأخصائية سعادة وإيجابية، وصاحبة مبادرة «مهرجان السعادة» و«سفينة السعادة»، أن السعادة أمر روحاني، يحتاج للتواصل مع كل ما يرتبط ببناء الروح، لافتةً إلى أن مقومات السعادة متوفرة في الإمارات، ومشيرةً إلى أن رؤى قادة الدولة، والتركيز على جوانب الإبداع الفكري والفني والأدبي بفضل مقومات الحياة الفريدة فيها، يجعل منها منبعاً للسعادة، وقالت: أي فن، وأي تطور يكون مرتبطاً بتجهيز وصقل الأرواح للوصول إلى السعادة. وعن طبيعة تحول السعادة إلى جزء من منظومة الحياة والعيش في الإمارات، ذكرت النعيمي أن الحكام في الإمارات يعون تماماً أهمية السعادة وتأثيرها على المجتمع، وانعكاس ذلك على تقديم إنجازات جديدة، ليصبحوا هم سبب ونبع السعادة في الدولة. مكانة مرموقة وأشارت إلى أن الفكر الإيجابي انتقل من القادة إلى أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، حتى صار التنافس مرتكزاً على أكثر الأمور إيجابية، وقالت: وضعت الدولة خطة مدروسة حققت من خلالها التنافسية في مختلف الجوانب، ومن ضمنها السعادة التي احتلت فيها الإمارات مكانة مرموقة على الصعيد العالمي. وذكرت رسل النعيمي أن واجب أي دولة توفير متطلبات وأساسيات السعادة، ليصبح بعدها قرار السعادة فردياً يعكس نظرة الشخص نفسه، لافتةً إلى أنه كلما كان الفرد سعيداً ويحظى بمحيط صحي للعيش، كلما زاد إبداعه وانبثقت من بين ثنايا عقله أفكار متجددة ومبتكرة، فالعلاقة بين السعادة والإبداع والتطور علاقة طردية. «هابينس».. لكل امرئ من اسمه نصيب تفاعلت المرافق والجهات المختلفة في الدولة مع مبادرات السعادة بأجمل صورة، لتتنافس في تعزيزها بشتى الطرق والوسائل، ولعل أبرزها تعيين سفراء سعادة، ومن أطرف من حملوا هذا اللقب هابينس شيبوت، سفير السعادة في سلسلة فنادق «روڤ» التابعة لشركة إعمار العقارية ومراس القابضة، الذي يعني اسمه «السعادة» باللغة العربية. وعن دوره قال: بصفتي كبير موظفي السعادة، فإن وظيفتي تتركز في خلق بيئة إيجابية تبث السعادة في نفوس كل العاملين في جميع الأقسام، إلى جانب بث الروح الإيجابية بين رواد فروع الفندق الموزعة على أرجاء دبي، ويأتي ذلك إيماناً بأن توفير البيئة الإيجابية التي تحث على السعادة، لها علاقة مباشرة في رفع الكفاءة الإنتاجية لدى الجميع، وهو ما يتماشى مع مبادرة حكومة الإمارات في إطار سعيها لأن تكون حاضنة لأسعد شعب في العالم. وأضاف: بتقديري أن يوم السعادة لا يجب أن يكون مقتصراً فقط على 20 مارس، وإنما يجب أن يكون ممتداً على مدار العام، وهو ما تحاول دبي والإمارات أن تصنعه، من خلال مجموعة المبادرات والخدمات التي تطلقها بين الحين والآخر، بحيث تضمن حصول الجميع على قدر عال من السعادة، وبالتأكيد فإن احتفال الإمارات بشكل عام برحلة السعادة، يعد انعكاساً لجهود الحكومة لترسيخ مفهوم السعادة بين الناس. عطاء وفرح وعبَّر هابينس عن سعادته بالعمل كسفير للسعادة، لافتاً إلى كونه منصباً يبعث في روحه الإيجابية، ويزيد سعادته، ويُحمله مسؤولية بث السعادة في كل ما يحيط به، خاصة أن السعادة تعد قيمة مهمة في حياة الإنسان، وبوجودها يشعر بالأمان، وتكون لديه القدرة على العطاء، وبث الفرح أينما وجد. وأضاف هابينس: لعل أهم ما يميز دبي والإمارات، أنها أصبحت مدركة تماماً لمقدار حاجة الإنسان إلى قيمة السعادة، وأهمية وجودها في الحياة، ولذلك فإن استحداث وزارة السعادة في الدولة، أمر يجدر بنا الالتفات إليه، كونها تسعى إلى زرع بذور السعادة في المجتمع، وإدخال البهجة إلى قلوب الجميع، الأمر الذي يزيد من قدرتهم على العطاء، في شتى المجالات. واستطرد قائلاً: أعتقد أن السعادة يمكن أن تتحول إلى قيمة ملهمة، حال استطعنا أن نوظفها بالطريقة الصحيحة، فمن خلالها يمكننا اكتشاف الأشياء الجديدة، وكذلك تطوير مهاراتنا الحياتية الأخرى، التي تساعد في بث روح الفرح بين الجميع. كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية».. إلهام بلا حدود حين يكون القائد ملهماً، تنهمر الإبداعات كالمطر، وبجولة في كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تتهادى الإيجابية بأجمل صورها، لا سيما أن هذا الإصدار يروي خلاصة تجارب حياتية لشخصية فذة، من خلال كلمات منتقاة بعناية، يحيطها الشغف من كل جانب، وومضات فكرية تحاكي الروح والعقل في آن، وتضخ في النفس طاقة إيجابية لا حدود لها. علاقة وثيقة بين الإيجابية والسعادة سرد حكايتها الكتاب، فالأولى طريقة تفكير، والثانية أسلوب حياة، والتأملات والإشراقات تخاطب عقل الإنسان كمحرك ودافع يأخذه نحو النجاح، وتصل إلى فريق العمل، وتتخطاه إلى القدوة الإيجابية، والتعامل مع الأزمات، وما تمنحه كل أزمة من دروس وقدرات ومهارات إضافية. ويعد «تأملات في السعادة والإيجابية» خلطة سحرية للنجاح، بما يقدمه من أمثلة ونماذج للإيجابيين، وما يحمله من رؤى وقيم وأفكار متفردة، وما يتصدى له من أفكار سلبية. إنجازات أصحاب الهمم.. نجاحات تلفت الأنظار إنجازات كبيرة ومتتالية حققها أصحاب الهمم داخل الدولة وخارجها، وكانوا خير سفراء بعزيمتهم وإصرارهم على تمثيل الإمارات في المحافل الدولية في مختلف المجالات الإبداعية، ليلفتوا الأنظار ويثيروا تساؤلات الجميع حول مصدر هذه الطاقة الإيجابية التي يمتلكونها، إلا أن الإجابة عن هذه التساؤلات تكمن في احتضان الإمارات لأصحاب الهمم، والتعامل معهم كمبدعين حقيقيين، والاعتراف بقدراتهم على تغيير العالم إلى الأفضل، ونشر الإيجابية فيما بينهم، وتوفير كل ما يحتاجونه من دعم وتشجيع وتحفيز وإمكانات في سبيل مساعدتهم على تحقيق أهدافهم. ومن أبرز إنجازات الدولة في مجال تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة، إطلاق مسمى «أصحاب الهمم» عليهم، اعترافاً بالجهود الكبيرة التي يبذلونها في سعيهم للارتقاء والمساهمة في تنمية الدولة، وحرصهم على بناء وطنهم، ومواجهة التحديات والصعوبات التي تقف عائقاً في وجوههم لإكمال مسيرتهم، وتحقيق إنجازات ومراكز متقدمة للدولة على جميع الأصعدة وفي كافة المستويات إقليمياً وعالمياً. وأثار هذا المسمى إعجاباً كبيراً بين الناس داخل الدولة وخارجها، لروعة المعاني التي يحتويها، والتقدير الكبير الذي يضيفه لأصحاب الهمم.
مشاركة :