قال باراك أوباما الرئيس الأمريكي إن بلاده لا يمكنها أن تتحمل وحدها مسؤولية النمو العالمي، داعيا مجموعة العشرين إلى التحرك من أجل النمو. وأشار أوباما في خطاب على هامش مجموعة العشرين في برزبن إلى أن الولايات المتحدة أمنت في السنوات الأخيرة عملا لأشخاص أكثر من كل الاقتصادات المتطورة مجتمعة، لكن لا يمكننا أن نتوقع أن تتحمل وحدها عبء الاقتصاد العالمي. وأضاف أن مجموعة العشرين يقع على عاتقها التحريك وتحفيز الطلب ومزيد من الاستثمار في البنى التحتية وخلق وظائف للناس في كل بلداننا. ووفقاً لـ "الفرنسية"، فقد أعربت الولايات المتحدة عن خشيتها من "عقد ضائع" بالنسبة للاقتصاد الأوروبي ودعت قادة المنطقة إلى اتخاذ خطوات حازمة لوقف تراجع النشاط في القارة التي تبدي مؤشرات جديدة للتباطؤ. وقال جاكوب ليو وزير الخزانة الأمريكي إنه لا يمكن للعالم أن يحتمل عقدا ضائعا في أوروبا ولابد من قيام السلطات الوطنية والمؤسسات الأوروبية الأخرى بخطوات حازمة للحد من مخاطر انزلاق المنطقة إلى تراجع أكبر. وسجل إجمالي الناتج الداخلي لمنطقة اليورو تقدما بنسبة 0.2 في المائة في الفصل الثالث من السنة في نمو أفضل بقليل من التوقعات، وفق تقديرات للمكتب الأوروبي للإحصاءات (يوروستات). وسعى أوباما إلى طمأنة حلفاء واشنطن في آسيا والمحيط الهادئ بشأن التحول الاستراتيجي في محور الاهتمام الأمريكي إلى المنطقة في رسالة ضمنية إلى الصين مع تعهده بتعزيز دورها باستخدام كل عنصر من عناصر القوة. وأصر أوباما في تصريحات أدلى بها في أستراليا على أن نظام الأمن في آسيا يجب ألا يقوم على الاجبار أو الترويع.. واستقواء الدول الكبيرة على الصغيرة وإنما على تحالفات في سبيل الأمن المتبادل. ولم يشر أوباما بوضوح إلى الصين لكنه كان يلمح دون شك إلى نزاعات بكين البحرية مع جيرانها وتصاعد المخاوف في المنطقة من تعزيز الجيش الصيني. وقال أوباما في خطاب حول السياسة ألقاه في جامعة كوينزلاند في برزبن حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين "لا ينبغي أن يشكك أحد أبدا في عزمنا ولا التزاماتنا تجاه حلفائنا". وأظهر أوباما الذي زار بكين للمشاركة في قمة آسيا والمحيط الهادئ الأسبوع الماضي وأجرى محادثات مع الرئيس الصيني شي جين بينج عزم الولايات المتحدة على تحويل محور اهتمامها إلى المنطقة ويشمل ذلك الأصول العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية. وينظر إلى هذه السياسة كثيرا على أنها تهدف إلى الوقوف في وجه صعود النفوذ الصيني، لكن الكثيرين في آسيا يتطلعون إلى أدلة جديدة على أن هذه السياسة حقيقية في ظل هيمنة أزمات مثل أوكرانيا وتنظيم الدولة الإسلامية ووباء الإيبولا على أجندة أوباما.
مشاركة :