التزم قادة مجموعة العشرين أمس بتوفير الموارد اللازمة لمكافحة فيروس الإيبولا، الذي فتك بنحو خمسة آلاف شخص دون الاتفاق على تأسيس صندوق عالمي لمكافحة الأوبئة. ووفقاً لـ "رويترز"، فقد أصدرت مجموعة العشرين بيانا بشأن الأزمة تعهدت من خلاله جميع الدول الأعضاء ببذل قصارى جهدها لضمان أن تتمخض الجهود الدولية عن وقف تفشي المرض ومعالجة التكلفة الإنسانية والاقتصادية على المدى المتوسط. وأعلن زعماء المجموعة اعتزامهم المساهمة في جهود تعزيز مكافحة وباء الإيبولا، وبذل كل ما يلزم لضمان جعل الجهود الدولية قادرة على وقف تفشي الوباء، والمساعدة في التغلب على التكاليف الاقتصادية والإنسانية الناجمة عن الفيروس القاتل على المدى المتوسط. ودعت المجموعة الشركات الدوائية والقطاعات العلمية إلى بذل المزيد من الجهود لتطوير أدوات مساعدة في التشخيص واللقاحات وطرق العلاج على أن تكون فعالة وبأسعار معقولة. في المقابل، وجهت منظمات إغاثة دولية انتقادات شديدة للاستجابة "الضعيفة" من قبل مجموعة العشرين في الرد على وباء الإيبولا، كما أعرب ناشطون في برزبن عن خيبة أملهم بسبب البيان الأقرب إلى الغموض والذي تحدث عن بذل "كل ما يلزم" لمواجهة الإيبولا دون الحديث عن وعود محددة. وفي عريضة مشتركة، طالبت منظمات غير حكومية بينها أوكسفام و"سيف" دول مجموعة العشرين التي تمثل 85 في المائة من الثروة العالمية إلى توحيد جهودها لتأمين ما يكفي من التمويل والطواقم البشرية والتجهيزات لمواجهة تحديات إيبولا. وقالت هيلين سزوكي الرئيسة التنفيذية لأوكسفام أستراليا إن افتقار البيان لتعهدات عاجلة ومحددة يمثل تهديدا حقيقيا لوفاء الأمم المتحدة بهدف علاج 70 في المائة من الحالات بحلول الأول من كانون الأول (ديسمبر). وذكر فريدريك رودر المتحدث باسم منظمة "وان"، التي تنظم حملات لمكافحة الأمراض الناجمة عن الفقر، التي يمكن الوقاية منها، ولا سيما في إفريقيا أن الإعلان خال من المضمون. وتساءل رودر، أين الخطوات الملموسة التي تلتزم بها كل دولة من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين من أجل كبح الوباء، وذكرت أوكسفام ووان أن الدول الثلاث الأكثر تضررا وهي سيراليون وغينيا وليبيريا في حاجة ملحة للخدمات الطبية والدفن الآمن. ودعا بيان "العشرين" البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لبحث آليات أكثر مرونة لمواجهة الآثار الاقتصادية لأزمات مماثلة في المستقبل، ولكن لم يحدد توجها معينا. ومن جهته، انتهز البنك الدولي فرصة التئام القمة للدفاع عن مشروعه لإقامة "صندوق للطوارئ" من أجل الحد من انتشار أوبئة مقبلة، وتجنب عدم تكرار رد الفعل البطيء والمتأخر والمجزأ على إيبولا. ودعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في القمة قادة الدول الأكثر ثراء في العالم لتعزيز جهودهم للتصدي للوباء بهدف تفادي أزمة غذائية كبيرة، مشدداً على ضرورة تكثيف الرد الدولي لمواجهة انتشار إيبولا في غرب إفريقيا.
مشاركة :