محمد بن سلمان السعودية الجديدة 1-2 !

  • 3/21/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نحن أمام قائد شاب يعيد بناء الدولة السعودية ويجدد شبابها ويخلصها من أثقال مرحلة فكرية خطيرة هيمن فيها تيار ما سمي بـ « الصحوة « وأصاب الحياة الاجتماعية في المملكة بالركود والقلق من الجديد واعتناق أفكار بعيدة عن اعتدال القيم الإسلامية السمحة التي نشأ عليها المجتمع السعودي وسار مستظلا بها في طريقه إلى التطور والتحديث في حالة من الانسجام والتوافق بين الدين والحياة كما هو الأصل في الإسلام بمفهومه الواسع والشامل والكبير. في حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لقناة CBS الأمريكية لا نرى السياسي الحذر من الاندفاع خلف إجابات مكشوفة يخشى أن يتصادم فيها مع من يختلف معه؛ بل نجد فيه سمات القائد الشجاع الواثق من نفسه ومن رسالته التي يسعى لتحقيقها لتكون أفكاره السامية حياة نابضة معاشة بكل تفاصيلها في مجتمعه. ومن صفات قائد التغيير العظيم الذي ينقل مجتمعه من نمط حياة راكدة وإيقاع بطيء وسير متعثر وغموض في الاتجاهات إلى الأفضل والأجمل والأزهى أن تكون الصورة المتخيلة للحياة الجديدة التي يحلم بها واضحة محددة الغايات والأهداف والنتائج في ذهنه. وهو ما تجلى في إجابات الأمير محمد على كل سؤال وجه إليه؛ على الرغم من حساسية بعضها في تماسها مع ما يمكن أن يعد في حكم الأسرار الشخصية أو السياسية، أو خشية البعض من أن تثير ردود فعل معارضة في مسائل استغلتها التيارات المتطرفة وعزفت على أوتارها أربعة عقود تقريبا وحرفت مشاعر الناس إلى وجهة غير صحيحة تتنافى مع قيم الدين النقية؛ إما لتحقيق أغراض سياسية أو لغلبة عواطف مندفعة ينقصها التفقه العميق في فهم قيم الإسلام وإدراك مقاصده النبيلة والسامية، والأمر الأول هو الهدف المقصود عند الجماعات السياسية التي تتخذ من الشعارات الدينية غطاء لتحقيق أهدافها البعيدة في القفز على الأنظمة السياسية وتغيير مسارات الحياة والهيمنة على أساليب معايش الناس لتكون متفقة مع مفهوماتهم الملتوية التي طوعت النصوص للوصول إلى غاياتهم؛ كما هو شأن التنظيم السياسي المؤدلج المسمى بـ « جماعة الإخوان المسلمين « الذي أنتج ما عرف بـ « الصحوة « وهو تيار وافد وغريب على المجتمع السعودي، وقد كان أهلنا في هذه البلاد المباركة يتبعون سنن ومنهج دينهم بوسطية واعتدال وتوافق مع المستجدات وتقبل للمتغيرات بمرور الزمن، وهو ما حدث مع مستجدات التحديث المتعددة؛ ولكن هذا لا ينفي وجود حالات من عجز عن استيعاب الجديد نتج عنها رفض متشنج من فئة قليلة، وهو أمر طبعي في كل مجتمع، لكن قادة دولتنا وقفوا أمام من استخدم العنف وأراد تعطيل الحياة وتشويه قيم الإسلام للوصول إلى أهداف سياسية أو لتحقيق أفكار خاصة وقفات حازمة صارمة كما فعل الملك المؤسس عبد العزيز – رحمه الله – مع جماعة « إخوان من طاع الله « 1347هـ في معركة السبلة، وكما حدث بعد ذلك بنصف قرن مع جماعة « جهيمان « في « فتنة الحرم « 1400هـ.. يتبع نقلا عن الجزيرة

مشاركة :