أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن نشر الولايات المتحدة للدرع الصاروخي في اليابان يمس المصالح الروسية بشكل مباشر في حين اعتبر نظيره الياباني أن نشرها ضروري لحماية بلاده. وأضاف سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الياباني تارو كونو في عقد اليوم في طوكيو، أن "موسكو قلقة بشأن خطط الولايات المتحدة لنشر عناصر من نظام الدفاع الصاروخي العالمي في اليابان بما له تأثير مباشرا على مصالح روسيا". وتابع: "نحترم حقوق اليابان في اختيار الطرق والوسائل لحماية أراضيها، ونعتقد أن أي إجراء يتخذه أي بلد ينبغي أن لا يجزء الأمن ككل. لا أحد يجب أن يضمن أمن بلده على حساب أمن الآخرين..لقد اتفقنا على مواصلة الحوار البناء والاستماع بعناية إلى بعضها البعض". ودعا لافروف إلى مناقشة قضية نشر الدرع الصاروخية في اليابان عبر حوار مشترك يتوقع أن يتم عقده في القريب العاجل، " أوكد أن القضايا المتعلقة بالأمن في هذه المنطقة فى سياق إبرام معاهدة سلام لها أهمية قصوى ..لقد صغنا كل تساؤلاتنا المتعلقة بهذا الموضوع (نشر الدرع الصاروخي)ونقلناها إلى زملائنا اليابانيين، واقترحنا النظر فيها ومناقشتها في إطارعقد حوار مستقل، ونأمل أن يتم عقده في المستقبل القريب جدا ". لافروف: موسكو تأمل بحصول طوكيو على إيضاحات من لندن بخصوص سكريبال وفيما يخص قضية سكريبال، أكد لافروف أن موسكو ليست مستعدة للتعاون في التحقيق في تسميم عميل لندن السابق سرغي سكريبال في بريطانيا فحسب، بل تصر على ذلك وفقا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، "أكدنا أن روسيا ليست مستعدة فقط للتعاون في هذه القضية، لكنها تصر على التعاون مع الامتثال التام لأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ..والأهم من ذلك، أن يوافق الجانب البريطاني على ذلك". ولفت لافروف إلى أن التحقيق في قضية سكريبال لم يكتمل بعد، ولكن الجانب البريطاني خلص إلى استنتاجات مسبقا ودون وجود أي حقائق مثبتة. وعبّر لافروف عن أمله في أن يحصل الجانب الياباني على توضيحات حول قضية سكريبال، إذ لا تزال بريطانيا إلى الآن لا تعطي أي توضيحات للجانب الروسي ولفت إلى أنه سيكون من الأفضل للجميع لو أن بريطانيا هدّأت من وتيرة غضبها. " أعتقد أنه لكان من الأفضل للجميع، وقبل كل شيء لبريطانيا، لو هدّأت أعصابها، ومن الواضح أنهم منفعلون بشأن هذه القضية، اهدؤوا" كما أكد لافروف أن التحضير مستمر لعقد لقاء قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في مايو المقبل، سيتناول العديد من القضايا الإقليمية والدولية وقضية جزر الكوريل وغيرها من المواضيع الهامة. "من دون أي شك، فإن الحدث الهام لهذا العام هو اجتماع بوتين وآبي في مايو المقبل .. العلاقات الروسية اليابانية تتطور بشكل ديناميكي". اليابان: نشر النظام الدفاعي حقنا في حماية بلدنا ولن يستخدم إلا بموافقتنا من جهته أكد وزير الخارجية الياباني أن نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في اليابان يهدف إلى حماية مواطنيها وأراضيها ولن يشكل تهديدا لروسيا". "هذا النظام دفاعي ومخصص لحماية أرواح مواطنينا وممتلكاتنا، ولا يمكن أن يستخدم إلا بقرار حصري ومستقل من بلدنا. هذا النظام في أي حال من الأحوال لا يمكن أن يكون خطرا على البلدان المجاورة، بما فيها روسيا". وحول قضية سكريبال، لفت كونو إلى أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمرغير مقبول مؤكدا "فيما يتعلق بمحاولة اغتيال العقيد السابق في الاستخبارات الروسية في لندن.. إن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر غير مقبول ومن المهم معرفة الحقائق". وفيما يتعلق بموضوع توقيع معاهدة السلام بين البلدين، أشار كونو، إلى أنه يود مناقشة القضايا الإنسانية، بما في ذلك زيارات اليابانيين إلى قبور الأسلاف في جزر الكوريل الجنوبية، ... كما يمثل التعاون الاقتصادي والقضايا الأمنية، على حد تعبير وزير خارجية اليابان، اهتماما في المفاوضات مع روسيا ..إننا نؤيد تعميق التفاهم المتبادل بين بلدينا في رغبتهما لإبرام معاهدة السلام". "نرغب أن تقوم وزارتا الخارجية في بلدينا بتبادل واسع للآراء حول القضايا الملحة والهامة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الوضع في كوريا الشمالية، ومن هذا المنطلق، سنعقد لقاءا بين بلدينا في موسكو في الـ19 من أبريل، بين نواب الوزيرين، كما سنعقد مشاورات حول القضايا الأمنية في طوكيو في مايو المقبل، ولدينا العديد من المهام التي تتطلب تعاونا مكثفا بين اليابان وروسيا بما فيها كوريا الشمالية". المصدر: نوفوستي نتاليا عبدالله
مشاركة :