مايسة عبدالمنعم خليل، 29 عاماً، ربة منزل، ومقيمة فى مدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، تستحق تكريما خاصا لما تحملته من معاناة خلال تربية أبنائها ورعايتهم بعد أن وضعت خمسة توائم حملتهم فى بطنها لمدة 7 أشهر فى الوقت الذى تعانى فيه الأمهات من تربية طفل واحد، فكانت تسهر على راحة 5 أطفال فى آن واحد وتقدم لهم كافة أوجه الرعاية حتى بلغوا الآن التاسعة من عمرهم. تروى مايسة عبدالمنعم خليل حكايتها لـ«المصرى لايت» مع الـ5 توائم قائلة: «تزوجت ابن عمى فى عام 2004 ورزقنا الله بعد مرور عام من الزواج بالطفلة نسمة وتأخر الإنجاب بعدها لثلاثة أعوام متتالية ولكن بحلول عام 2008 حدث الحمل وتوجهت برفقة زوجى إلى أحد الأطباء الذى أخبره بأننى حامل فى 5 توائم، وبعد أن قمت بعمل الأشعة والتحاليل الطبية اللازمة أخبرنا الطبيب بأن مدة الحمل لا تتعدى الـ7 أشهر». وأضافت «مايسة» بأنه بعد مرور 7 أشهر، وفى إحدى الليالى وضعت المولود الأول «صلاح» فى المنزل بعد ولادة طبيعية، ولكن حدثت بعض المضاعفات وتعثرت الولادة ما جعل الزوج يبحث عن طبيب فى وقت متأخر حتى تم التواصل مع الدكتور حسن عمر، إخصائى النساء والولادة بالمدينة، وعلى الفور تم نقلها إلى مستشفى خاص لتضع الأطفال الأربعة الآخرين بولادة قيصرية استمرت لمدة 30 دقيقة، مؤكدة على أنها لم تتخيل فى يوم من الأيام أن تصبح أما لـ5 توائم وهم (صلاح ومحمد ويوسف ورحمة وفرح). من هنا بدأت رحلة المشقة والعذاب لرعاية 5 أطفال فى آن واحد، وتضيف: «ظلوا فى الحضَّانة لمدة 52 يوما نظرا لحاجتهم لعناية خاصة لأن أوزانهم كانت ناقصة والجهاز التنفسى كان غير مكتمل، وفوجئت بعد ذلك بأن محمد مصاب بفتق فى الخصية فى شهره الأول ويحتاج إلى عملية جراحية، وتوجهنا به إلى مدير عام التأمين الصحى، وتم إجراء العملية بنجاح وكان وزنه وقتها لا يتعد الـ600 جرام». وأشارت الأم إلى أنها عانت كثيرا ولم تذق طعم الراحة، قائلة: «لك أن تتخيل مدى المشقة التى تحل بأم لطفل واحد عندما يبكى ليلاً ونهاراً أو يتألم فما بال الأم التى أنجبت 5 أطفال ويحتاجون إلى توفير سبل الرعاية من مأكل ومشرب وملبس وسهر وعلاج، حيث مرت بنا ظروف صعبة لا يتخيلها أحد». المعاناة التى عاشتها الأم مر بها الأب أيضاً، خليل عبدالحميد خليل، الذى يعمل تاجراً، فقال: «الوضع فى بداية حياتنا الزوجية كان ملك اليدين، وبعد أن وضعت زوجتى 5 توائم انهالت علينا العروض، سواء بالتبنى أو تقديم المساعدات، إلا أننا تحدينا الظروف الصعبة والمشقة لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال الخمسة فى آن واحد من علاج ورعاية»، لافتاً إلى أن أطفاله ظلوا داخل الحضَّانة فى أحد المستشفيات الخاصة لمدة 52 يوما، ورغم التكاليف الباهظة فلم يجد من يقف بجواره وقتها سوى الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة الأسبق، والذى التقى به وقدم له كافة أوجه الرعاية لأطفاله حتى بلغوا من عمرهم عامين والحمد لله، وقمنا برعايتهم حتى التحقوا بالمدرسة ووصلوا إلى الصف الرابع الابتدائى حالياً.