الفارس عبد الله القويعي: لدينا فرع واحد لأكبر متجر فروسية معترف به عالميًا

  • 3/21/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دخل عالم الأعمال عندما كان في فرنسا، عندما تواصل معه أصدقاؤه لطلب منتجات الفروسية عالية الجودة؛ لعدم توفرها في السعودية. ومنذ ذلك الوقت– وتحديدًا في عام 2008- بدأ يخطط لتأسيس متجر خاص بمستلزمات الفروسية أطلق عليه “عالم الأحصنة” يلتزم بتوفير الجودة والاحترافية معًا.. إنه الشاب عبد الله القويعي؛ الفارس، والمدرب، وعضو الجمعية الوطنية البريطانية للخيل، الذي صال وجال بفروسيته وخيله في العديد من البلدان، وتفوق في مضمار الخيل، فكان معه هذا الحوار.. ــ لمَاذا اتجهت للفروسية ؟ لا يخفى عليكم أهمية الفروسية وميزاتها في الإسلام؛ إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة”، كما تُعد إرثًا من تاريخ المملكة؛ فقد أسسها الملك الراحل عبد العزيز على صحوة الخيل. وبالنسبة لي، فإنَّ الفروسية هواية ولا يخفى على أحد أنًّ الإنسان يبدع فيما يهوى، لكنني طورت هذه الهواية بالتعليم من مصادر، تُعد الأهم في العالم في مجال رياضة الفروسية في كل من بريطانيا وفرنسا. لابد أن تُثقل الهواية بالمعرفة والتعليم؛ وهو ما حققته بفضل الله تعالى. أما عن اختياري الفروسية فهو طموحي لأن أجعلها رسالة ومشروع أحيا به قبل أن أربح منه. ــ وكيف وفرت التمويل اللازم للمشروع؟ وقت التأسيس، لم يكن معي رأس المال الكافي لتأسيس المشروع بفكر يعتمد على جودة المنتجات الأوروبية، ولكن كانت أختي الكبرى بمثابة الداعم الأكبر؛ إذ استطعتُ تدبير 70% من قيمة المشروع، ودعمتني هي بـ 30%. وأتمنى ذات يوم أن أرد لها الجميل. ــ وماذا عن التحديات التي واجهتها ؟ دائمًا ما تكمن التحديات في قلة الخبرة في العمل التجاري؛ فأنا لا أنتمي لأسرة ذات طابع تجاري. وبالرغم من أنه أول مشروع لي في هذا المجال، لكن بفضل الله تعالى وُفقتُ في عمل إتمام كافة إجراءات التأسيس والمراجعات في الدوائر ذات العلاقة؛ ما أكسبني خبرة ومعرفة في كيفية تأسيس أي مشروع تجاري، خاصةً وأنني كنت أقوم في بداية المشروع بوظيفة المحاسب، والمخلص الجمركي، وغيرهما من أجل تقليل التكاليف. – كم عدد الفروع التابعة لك ؟ لدي فرع واحد فقط، يُعد من أكبر متاجر الفروسية المعترف به على مستوى العالم؛ حيث تبلغ مساحته 350 مترًا، ويحتوى على جميع مستلزمات الفارس. وهناك خطة للتوسع، أسأل الله- عز وجل- أن يعينني على إنجازها في القريب العاجل. ــ التميز في ظل المنافسة أمر صعب ، فكيف واجهت ذلك؟ أولًا، أتقدم بالشكر لمن سبقنا في هذا المجال، فقد تعلمنا من الفروسية النبل في التعامل، فليس هدفي إقصاء اللمنافسين، بل نكمل بعضنا البعض. أتمنى أن نكون إضافة لرفع مستوى الفروسية في السعودية، وأن ننافس القطاعات التجارية الأخرى بالتميز، فمتى اجتمعت أركان العمل الصحيح- وهى الفكرة، والاحترافية في التنفيذ، وفريق العمل ذي الخبرة – سيتحقق بإذن الله التميز. ــ كيف كان طريقك للفرنشايز؟ بدأت في البحث عن أفضل شركة أوروبية توفر أغلب مستلزمات الفروسية؛ حتى وجدتها في شركة فرنسية رائدة تتميز بخبرة 50 عامًا؛ حيث كانت أول علامة تجارية تحت عالم الأحصنة، فيما تزيد فروعها الآن عن 35 علامة تجارية تحت سقف واحد. ــ وكيف ترى مستقبل هذا القطاع ؟ أراه مستقبلًا واعدًا، فالقفزات التي نلاحظها في جميع القطاعات بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تبشر بالخير وسوف تعود بالفائدة على قطاع الفروسية. ــ كيف نجحت في فرض اسم علامتك التجارية في السوق؟ اعتمدنا في المقام الأول على جودة المنتجات، وعلى توسيع الخيارات لدى العميل، وطرح أسعار مختلفة ومن دول مختلفة، والحرص على خدمة ما بعد البيع. والأهم، أننا نعمل دائمًا على تثقيف العملاء في مجال الفروسية، وخاصة المنتسبين الجدد لهذا المجال. ــ وكيف تصف النجاح الذي تحقق حتى الآن؟ لله الحمد، وعلى مدى عشر سنوات، استطعنا أن نكون عند حسن ظن عملائنا الكرام، كما استطعنا أن نكون عنوانًا للجودة. وما زال التطوير مستمرًا لجعل “عالم الأحصنة” رائدًا في مجال مستلزمات الفروسية على مستوى الوطن العربي. ــ وما سر هذا النجاح برأيك ؟ نجاح أية علامة تجارية يعتمد على عوامل كثيرة؛ كالجودة، والتخصص، والمصداقية، وبناء علاقة مع العميل بحيث يرى نفسه جزءًا من المشروع. ــ ما العلاقة بين دراستك وعملك ؟ العلاقة بين الدراسة والعمل مهمة جدًا؛ إذ تفيدني في التطوير والبحث عن المعلومة الصحيحة في هذا المجال الواسع، مع اعتمادي على حضور الدورات وورش العمل التي تقام في أوروبا، والتواصل مع الفرسان أصحاب الخبرة الواسعة في هذا المجال. الفروسية للأطفالبحكم خبرتك كمدرب، لماذا تراهن على أهمية رياضة الفروسية للأطفال؟ يعكس حديث: “علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل”، أهمية الفروسية للأطفال، فالتعامل مع الخيل يروض النفس البشرية، فلا تجد من يتعامل مع الخيل يملك صفات عنف أو غضب؛ لأن الخيل يحتاج منا الحلم والصبر والهدوء والتأمل. ومن فوائد الفروسية للنشء، زرع الثقة في النفس، واحترام المنافس، فالفروسية تصنع قادة ورجال دولة بما تحتويه من صفات راقية، كما تساعد على تخفيف الوزن وتنشيط الدورة الدموية والتوازن. وأتمنى إدخال رياضة الفروسية ولكن بشكل احترافي يتناسب مع الفئة العمرية في الأنشطة التعليمية وخاصة للأطفال؛ لأنها تساعد على إنشاء جيل ذي صفات حميدة. خطط مستقبلية ــ ماذا عن خططك المستقبلية ؟ نستهدف التواجد في جميع المحافل الخاصة برياضة الفروسية داخل المملكة، والعمل على زيادة الوعي لدى المجتمع بهذه الرياضة العريقة. – ما الذي استهواك في الفروسية؟ أحب الحيوانات كلها بصورة عامة، ولكن جذبني في الخيل، حجمه الكبير مقارنة بغيره من الحيوانات؛ ما شكل لي تحديًا كبيرًا لكي أقترب منه، كما أنه حيوان نبيل وراقٍ، ومحب للصحبة، فهو يقرأ نفسيتك، فعندما تأتيه بود، يتعامل معك بشكل جيد. *كيف تعلمت ركوب الخيل؟ – مثل أي فارس يحب ركوب الخيل، لكن كنت أعتقد أنه لابد من أن أمتلك إسطبلًا للخيول، وهو أمر مكلف جدًا بلا شك. وعندما سافرت إلى بريطانيا، وجدت أن حب الخيل يعني أن تعشق مجتمع الخيل، وليس أن تمتلك إسطبلًا، فالخيل ليست للركوب فقط، بل أكثر من ذلك. وجدت في بريطانيا، أنه يمكنك العمل في أي مجال داخل مجتمع الخيل، بعكس ما لدينا؛ حيث يُشترط أن تكون فارسًا لتعمل في مجال الخيل، وهذا خطأ. أستطيع مثلًا تأسيس تجارة في مجال الخيل، دون أن أكون فارسًا ولكنني أعشق الفروسية، كما أستطيع أن أكون مربيًا للخيل ومقتنيًا لها، أو مدربًا أو سائسًا، أو صاحب مدرسة لتعليم الفروسية، لكن كلها تحت مظلة “رياضة الفروسية”. رؤية مختلفة وعندما رأيت هذا النظام ببريطانيا، تشكلت لدي رؤية مختلفة، فأصبح لدي مشروع في مجال الخيل، بالرغم من أنني لست تاجرًا، كما أن أسرتي لم تعمل بالتجارة، ولكنني أعمل في مجال الخيل الذي أحبه والذي فتح لي آفاقًا واسعة في عالم الأعمال، وأن أكون أيضًا فارسًا. وقد التقيت في بريطانيا  بشخص محترف نوعًا ما في مجال الخيل، فأكد أنني أمتلك ميزات تؤهلني لأن أكون مدربًا محترفًا للخيل؛ لتمتعي بالثقافة وعشق الخيل وقوة الشخصية، موضحًا قدرتي على مساعدة غيري بنقل الفكر الذي لمسته بأوروبا، وبالفعل بدأت خطواتي في هذا المجال، فأحمد الله على أنني مدرب، وفارس، وعندي خيلي، ولدي عمل في مجال الخيل؛ لذا أفكر في نقل هذه التجربة الناجحة لأبناء بلدي؛ لأن البلد تحتاج عملًا احترافيًا في هذا المجال؛ حتى نصل إلى مصاف البلدان الأوروبية. العصر الذهبي * وما هي تلك الخطوات ؟ نعيش الآن عصرًا ذهبيًا في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الذي لديه رؤية مستقبلية تجعل بلادنا متقدمة في جميع المجالات بأيدٍ سعودية. ونحن- في عالم الخيل- علينا توصيل رؤيتنا للدولة بنقل الفكر الأوروبي في مجال تعليم رياضة الفروسية وتشجيع الناس عليها. إننا نتميز بأن الخيل العربية الأصيلة التي يفتخر بها الجميع، مصدرها الجزيرة العربية، وتقام لها بطولات عالمية في أوروبا، كما أنَّ للخيل فوائد صحية وروحانية، بتعليم الفارس الانضباط والثقة بالنفس، وهو ما لمسته من خلال بعض الأسر التي تغير صغارها وصارت لديهم ثقة بسبب الخيل. *كيف تتعامل مع الأمراض التي تصيب الخيل؟ كان العرب يتعاملون مع الخيل باهتمام ورعاية فائقة، وكانوا يعالجونه عن طريق الطب الشعبي، لكن الآن تطور الطب البيطري كثيرًا في هذا المجال، وصار لدينا مستشفيات للخيول بالمملكة وخارجها تقدم أنواعًا حديثة من العلاج، لكن يظل الأساس في علاج الخيل في الاهتمام بها ورعايتها. مستشفى متنقلة للخيول * كيف تقارن مستوى الرعاية البيطرية بالخيل وأبحاثه العلمية، بيننا وبين أوروبا؟ مجال طب الخيل عندنا جيد، ولكن عند مقارنته بأوروبا يختلف الأمر، سواءً من ناحية الأبحاث أو الخدمات البيطرية، فلدينا مثلًا مستشفى لعلاج الخيول خارج الرياض بمسافة بعيدة، بينما في أوروبا مستشفى متنقلة للخيول تصلك أينما كنت؛ لأن الخيل حساس وهناك أمراض إذا لم تسرع في علاجها يمكن أن تفقد الخيل، كذلك لديهم أنظمة للأولويات والرعاية، وتأهيل لمن يعمل في هذا المجال بتعليمه الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي، بحكم ملازمته للخيل. * برأيك، هل تقع مسؤولية تطوير هذا المجال على الدولة، أم على الشركات الخاصة لأسوة بأوروبا؟ تقع مسؤولية هذا الأمر على الجميع، وليس الحكومة وحدها، صحيح هي تدعم وتضع التشريعات، ولكن دورنا هو جعل رياضة الفروسية في السعودية رياضة مجتمعية وشعبية. وأنا متفائل بقيام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، بتوفير الدعم الكافي، فالدولة تهيء الآن البيئة الملائمة، وتنتظر مبادرة الشباب بأفكارهم. ونحن جاهزون تمامًا، فقط نريد المظلة التي تحمينا، بتوجيه الصغار لممارسة رياضة الخيل التي تخلو من العنف. ــــ بم تنصح شباب رواد الأعمال؟ أنصحهم بالبحث عما يمكنهم إتقانه، وألا يترددوا في تأسيس مشروعاتهم بعد اتباع أساسيات النجاح؛ وهى المثابرة، والمصداقية، واحترام المنافسين. وأنصح إخواني بممارسة رياضة الفروسية، عليهم فقط أن يبدأوا التجربة ليجدوا أنفسهم منغمسين في حبها، وأخص الأطفال الصغار؛ لأن الفروسية تساعد في تنشئتهم صحيًا وجسديًا. وأتقدم بالشكر الجزيل لمجلة “رواد الأعمال” ممثلة في الفاضلة الجوهرة بنت تركي العطيشان، وأشكرها على دعمها واهتمامها لإبراز هذه الرياضة النبيلة، وأتمنى أن أكون قدمت شيئًا مفيدًا لبلدي، ونحن قادرون على جعلها في مصاف الدول المتقدمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.الحصول على الرابط المختصر

مشاركة :