قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن اتفاقية إطلاق منظمة التجارة الحرة الأفريقية تستهدف إلغاء تدريجي للتعريفة الجمركية بين الدول الأعضاء بصورة تساهم في تعزيز التجارة البينية بينهما وتؤسس للوصول لسوق إفريقية مشتركة؛ حيث تستهدف تلك الاتفاقية زيادة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء بأكثر من 50% بحلول عام 2022، ما يساعد على تنمية النشاط المحلي، وزيادة الصادرات لتلك الدول مما يخلق مزيد من التشغيل والنمو لاقتصاداتها.وبيًن جاب الله في تصريحات خاصة لـ "صدي البلد"، أن اتفاقية إطلاق منظمة التجارة الحرة الأفريقية تعتبر أداة لتحقيق الرخاء للقارة الإفريقية بصفة عامة، مشيرا الى أن واقع التنمية في إفريقيا، يعتمد على توافر مقومات طبيعية غير عادية بدول القارة، وسوق استهلاكي كبير، حيث يصل تعداد السكان في أفريقيا ما يزيد عن 1,2 مليار نسمة، بإجمالي ناتج محلي يجاوز 2,5 تريليون دولار أمريكي.وتابع: "رغم ذلك فإن النسبة الغالبة من التبادل التجاري الإفريقي تتم مع دول خارج القارة، ففي الوقت الذي تمتلك فيه أربعة دول أفريقية فقط نحو 445 فدان صالحة وجاهزة للزراعة في موزمبيق وتنزانيا وبتسوانا وزيمبابوي، نجد أن إفريقيا تستورد نحو 80% من احتياجاتها من الغذاء بما يجاوز قيمته 70 مليار دولار لشراء المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يبرز أهمية تحرير التجارة، وإلغاء الجمارك بين دول القارة لتعزيز التبادل التجاري بينها، مما يعود بالفائدة على المواطن الإفريقي في كل دول القارة".وأضاف: "بالنسبة لمصر فإن صادراتها لإفريقيا لا تجاوز 1,2 مليار دولار من إجمالي واردات إفريقية تصل لنحو278 مليار دولار، لذا فهي تنضم لهذه الاتفاقية مُستهدفة زيادة صادراتها لهذا السوق الإفريقي الكبير، واستكمالا لجهودها السابقة في التعاون الإفريقي والتي من أهمها انضمام مصر لمنطقة التجارة التفضيلية لدول شرق وجنوب أفريقيا(الكوميسا).واختتم تصريحاته قائلا "وسبق أن تبنت مصر خطة طموحة لإنشاء 12 مركزًا لوجيستيًا في 12 دولة أفريقية، فضلًا عن خطط تنظيم معارض متخصصة للصادرات المصرية بأفريقيا، ليأتي توقيع هذه الاتفاقية ليكلل جهود مصر السابقة مما يساعد على نفاذ المنتجات المصرية لإفريقيا وخفض الجمارك وتذليل الصعوبات الإدارية التي تواجهها، كما يسمح بوصول المحاصيل والمنتجات الإفريقية لمصر والتي يمكن أن تكون بديلًا أرخص من مثيلاتها التي تستوردها مصر من خارج القارة، ويسهم التبادل في تنشيط خطوط النقل مما يسهم في مزيد من التقارب بين دول القارة".
مشاركة :