--> في ظل تفكك النظام العربي ، وضعف أداء الجامعة العربية ، وانشغال بعض الأقطار العربية بترميم أوضاعها الداخلية ، ولملمة شظايا الثورات ، يبقى مجلس التعاون الخليجي هو كل ما بقي من ضمير الأمة ، والذي يقف اليوم منفردا في سبيل حماية الشعب السوري ، وتغطية ظهره العاري ، سياسيا وماديا ومعنويا ، بعد أن حولته القوى الدولية إلى بيدق صغير على ساحة شطرنج مماحكات تلك الدول ، وحسابات مصالحها المتشعبة. دول الخليج التي حاولت مرارا استيعاب مناورات ومناكفات نظام الأسد الابن الذي وجد نفسه على كرسي السلطة بعد أن تم تصميمه على مقاسه نتيجة بعض الحسابات الخاطئة ، ورغم أنه استهل حكمه بمحاضرة انشائية طويلة أمام الزعماء العرب في أول قمة عربية يحضرها (مارس 2001م) ، كما لو أنه أراد أن يلقنهم دروسا في فنون السياسة ، ورغم كل ميكافلية هذا النظام التي عبثت في لبنان ، ولم تسلم منها دول الخليج ذاتها ، إلا أنها ضربت صفحا عن كل ذلك ، ومدت له اليد لاستيعابه على قاعدة ( أنفك منك وإن كان أخنف ) ، إلا أن كل تلك المحاولات لم تجد نفعا ، خاصة بعدما تجاوز كل خطوط التماس ليجعل من لبنان حديقة خلفية لحليفه الإيراني بغية تمكين حزب الله من ارتهان قراره ، وعندما بدأت مفاعيل قانون محاسبة سوريا تلقي عليه بظلالها ، بادرت المملكة ومن باب إتاحة الفرصة له كرئيس جديد لإعادة حساباته بمحاولة رفع الحصار ، وفك عزلته الدولية ، وعوضا عن أن يحفظ لها هذا الصنيع ، واصل الرجل فتح أبواب سوريا للنظام الإيراني ليأخذ مداه كما يشاء ، وزج بالفصائل الفلسطينية التي كان يستضيفها في دمشق ويوظفها كأوراق ضغط في تلك اللعبة ، حتى أصبحت المنطقة على فوهة بركان سياسي قابل للانفجار في أي لحظة ، رغم كل ما يتشدق به النظام من الإدعاء بالعروبة ، إلى حد الإصرار على ترديد مفردة ( العربي ) وحشرها بمناسبة وبلا مناسبة في كل مكان ( الجيش العربي السوري ) ، ( التلفزيون العربي السوري ) ، مما كشف عن أنها ما كانت أكثر من عملية تنفيس سيكيولوجي تعبر عن حالة ارتياب مما يجري تحتها ، حيث تم توظيف شعار العروبة كغطاء أسود لعملية ( تفريس ) واضحة المعالم ، أفصح عنها ذلك الحضور الطاغي للإيرانيين في كل مفاصل الحياة في الدولة سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو حتى الاجتماعي. وحتى بعدما اشتعلت شرارة الثورة وإبّان مناداتها بالإصلاح كان الخليجيون أول من بادر باتجاه الأسد للاستجابة لمطالب الشعب السوري المشروعة حماية لأمن وسيادة سوريا ، غير أن إصراره على الحل الأمني والذي أجبر الثورة على حمل السلاح للدفاع عن النفس ، قد أجبر بدوره الخليجيين على اتخاذ موقف واضح وحازم بعد أن تفاقمت المجازر ، وبدأت آلة الحرب التي كانت كما يزعم النظام موجهة للعدو في إطار ما سمي بالمقاومة والممانعة التي ثبت زيفها ، تدك المدن السورية ، وتقتل المواطنين بدم بارد ، الأمر الذي حمّل دول المجلس مسؤولياتها الأخلاقية لتكون بالنتيجة هي ضمير الأمة الذي يقف وحيدا في مواجهة هذا البغي ولا يزال إلى أن تنزاح هذه الغمة . عبقرية إدارة الحشود.. المدينة الكبرى المتحركة يتفقد المسئولون في المملكة، في هذه الأيام، ترتيباتهم الأخيرة تقريباً استعداداً لموسم الحج الذي تجند له المملكة سنوياً كل قدراتها وامكاناتها في سبيل انجاحه كي يتمتع ضيوف الرحمن بالراحة ويؤدون مناسكهم بالطمأنينة والسكينة. وكثير من الذين لم يؤدوا مناسك الحج، سواء في داخل المملكة أو خارجها، لا يدركون القدرات التي تجهزها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج في جميع مجالات الحياة. وتبرز هنا الجهود الأمنية والصحية والمواصلات والتنظيم. وبالإضافة إلى الإنفاق الهائل على تقديم هذه الخدمات لضيوف الرحمن، فإن المملكة اكتسبت خبرة عالمية ومتقدمة فيما يعرف الآن بـإدارة الحشود. ولا بد لكل ذي بصيرة ثاقبة وأمانة في القول أن يشهد بأن المملكة تتمتع بخبرة فائقة وامكانات استثنائية، لإدارة ثلاثة ملايين إنسان، أغلبهم غرباء وكبار سن ومرهقون بتعب الأسفار وعنتها، يجري نقلهم إلى ثلاثة أماكن، في وقت لا يزيد على 24 ساعة، بكل ما يتطلبه ذلك من دقة في العمل والتوجيه والتنظيم والإرشاد وقواعد السلامة والحماية والخدمات الغذائية والصحية والاتصالات والسكن. بمعنى أن المملكة في موسم الحج تبدأ مهمة تكوين مدينة كبرى متحركة، بكل مرافقها، ومتطلباتها ويتحتم نقل هذه المدينة في ساعات محددة إلى أماكن محددة. لهذا نحن السعوديين نحتفل بنجاح أي موسم حج لأنه فوز في اختبار صعب وحساس. وبفضل الله تعالى ثم بفضل ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وحرصهما وتوجيهاتهما تمكنت المملكة من تحقيق نجاحات متميزة واكتساب خبرة متراكمة، وألسنة الحجاج تلهج بالدعاء والتوفيق للمملكة وملكها ومواطنيها وجهودها التاريخية في خدمة ضيوف الرحمن وبيت الله العتيق ومسجد رسول الهدى والرحمة والسلام، صلى الله عليه وسلم. تحويلاتالساحلي.. نزيف الأسفلت التحويلات التي جرى تنفيذها مؤخرا على الطريق الساحلي في المنطقة الشرقية وقامت بتنفيذها جهات خدمية لغايات فنية تتعلق بتحويل مسار حركة المركبات عن الطريق الرئيس لصالح إنشاء مشاريع بالمنطقة، يبدو أنها نفذت بطريقة عشوائية ، ودليل ذلك مطالبة مرور المنطقة بعد اعتمادها وفتحها أمام حركة المرور إجراء تعديلات عليها. وعشوائية التحويلات تسببت خلال أسبوع واحد من تشغيلها بعدة حوادث سير لمستخدمي الطريق خاصة بين طلاب وموظفي جامعة الدمام القريبة منها. والمطلوب من الجهات الخدمية المعنية وتحديدا أمانة الشرقية وإدارة النقل بعمل التعديلات اللازمة لحماية أبنائنا الطلبة من شر حوادث السير أولا، وثانيا محاسبة من قام بتصميمها وتحديد مواقعها وآلية تنفيذها بهذه الطريقة العشوائية ، والتي لم تأخذ بعين الاعتبار أمن وسلامة الطريق ، وعودة آلاف الطلاب والطالبات لمقاعد الدراسة بالجامعة والذين يعبرون الطريق عبر التحويلات يوميا، حيث غالبية حوادث المركبات هي اصطدام بالحواجز الخراسانية لضيق عرض التحويلة التي صممت فيما يبدو على عجل وبطريقة ترقيعية . والمطلوب من تلك الدوائر الخدمية مراقبة أعمال الطرق من توسعة وصيانة وإنارة وغيرها والتأكد من توفر عناصر السلامة فيها، والتي بالضرورة تشكل بداية حقيقة للحد من نزيف الأسفلت جراء حوادث السير القاتلة التي تشهدها المنطقة والتي جزء ليس يسير منها يرتبط بشكل مباشر بواقع الطرق. مقالات سابقة: كلمة اليوم القراءات: 1
مشاركة :