بدأت سحب اللون الأبيض تتغلل بين خضرة جبال منطقة الباحة – جنوب غرب السعودية في ظاهرة طبيعية موسمية، يربطها أهالي المنطقة بموسم طلائع أزهار "شجرة اللوز" التي تنتشر في سفوح جبالها، في صورة تشبه اللآلئ المنثورة مع أواخر فصل الشتاء من كل عام. وتُنتج شجرة اللوز الواحدة ما يقرب من 200 كلغ في الموسم الواحد، وتتفاوت أسعار كيس #اللوز في الباحة، وتبدأ الأسعار في أول الموسم بالارتفاع، ثم تنخفض في وسطه، ثم تعود مرة أخرى للارتفاع في نهايته. المدير العام لفرع الشؤون الزراعية في وزارة الزراعة بالباحة المهندس سعيد بن جارالله الغامدي، تحدث لـ "العربية.نت" قائلاً، إن الوزارة خصّصت 3 مواقع زراعية مجهزة لزراعة أشجار اللوز في المنطقة، بغية زيادة الإنتاج وحمايتها من الاندثار، موضحاً أن عدد أشجار اللوز الموجودة في الباحة 30 ألف شجرة، تنتج سنوياً 30 ألف كلغ في المتوسط لعدد ألف مزرعة. وأضاف الغامدي أن فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالباحة يعمل على الاهتمام بهذه الشجرة عبر التنسيق مع رجل الأعمال سعيد العنقري "لعمل كرسي لأبحاث اللوز، بعد الانتهاء من كرسي أبحاث الزيتون، بالتعاون مع جامعة الباحة. وبين أن الوزارة تتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، وإمارة المنطقة لإيجاد عينات تشجيعية، لحث المزارعين على الاهتمام بزراعة مدرجاتهم بمختلف الأصناف التي تناسب طبيعة المكان في الباحة والسلسلة الجبلية في جنوب المملكة والمناطق الجنوبية الغربية ومحافظة بني مالك في الطائف، نظير احتياج زراعة اللوز إلى منطقة جبلية مناسبة، موضحاً أنه يتم استهداف تطوير هذه الأشجار من قبل فرع الوزارة، خصوصاً بعد أن أصبحت الأسعار محفزة لزراعة هذه الشجرة، ووجود هجرة عكسية للفلاحين وعودتهم لزراعة اللوز، بعد أن هجروها للتجارة والأعمال الخاصة. وتتميز شجرة اللوز بتحملها مختلف الظروف المناخية، وقلة استهلاكها المياه، وترتوي دون أي تدخل بشري، كون موسم إنتاجها يرتبط دائماً بقرب نهاية فصل الشتاء، الذي يشتهر بغزارة المطر في المناطق الجبلية، كما أثبتت الأبحاث الزراعية قدرة هذه الشجرة على تحمل الجفاف، ويختلف بعضهم حول المكان الأصلي لزراعة شجرة اللوز في الجزيرة العربية، وتعتبر منطقة الباحة الملاذ الأفضل لزراعته، فسابقاً كانت الباحة تصدر اللوز لمكة المكرمة والمدينة المنورة وبقية مناطق الجزيرة، نظير تحملها التخزين لأعوام طويلة، وله نكهة خاصة، ويعرف منه نوع يُسمى اللوز البجلي الذي يُزرع في أراضي ديار بني مالك.
مشاركة :