المد الإعلامي الرهيب أصبح يؤثر على عقول الناشئة أكد الدكتور علي بن عبدالخالق القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج أن ورشة التحصين الفكري التي تستضيفها البحرين هي ضمن سياق عدد من ورش العمل التي ينظمها مكتب التربية العربي لدول الخليج، وتتناول عدداً من الموضوعات التربوية، مثل العمل المدرسي وتمهين التعليم والترخيص للمدارس الخاصة ومفهوم المواطنة، حيث يعد موضوع التحصين الفكري موضوع الساعة، وهو أمر ليس مستجداً على الصعيد العالمي، وخصوصاً في ظل المد الإعلامي الرهيب الذي أصبح يؤثر على عقول الناشئة، وبالتالي لم يعد الوعظ المباشر أمراً مناسباً، بل لا بد من إكسابهم مهارات التفكير الناقد، ففي مواجهة الظروف التقنية والإعلامية والجيوسياسية، أخذ مكتب التربية العربي لدول الخليج على عاتقه تدريب المعلمين على غرس المهارات اللازمة التي تجعل الناشئة منتجين لأنفسهم وأوطانهم، وتحصينهم ضد الانجراف الذي يأتي من التطرف والغلو، وتبني الفكر الوسطي الذي يبعد الشباب عن التطرف بأنواعه، هذا وسيتم تنفيذ هذا البرنامج في الدول الأعضاء وفق الاستراتيجية الطموحة التي ينفذها المكتب. وبخصوص الدور الذي يضطلع به مكتب التربية العربي، يقول: يعد مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي أنشئ عام 1975م من بذور التعاون الخليجي المشترك، ويفتخر المكتب بأن وثيقة إنشائه تحمل تواقيع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويهدف إلى المساهمة في توحيد دول وشعوب المنطقة بالتعاون فيما بينها، وتطوير الجهود الجماعية وطرق التعاون في مجالات الاهتمام، وزيادة فعالية أنظمتها التعليمية لتلبي احتياجات التنمية في المنطقة. وانطلاقاً من الرؤية والرسالة والقيم، أُعدت مجموعة من الأهداف الاستراتيجية المترابطة والمتكاملة، تمركزت حول: تعزيز التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وتنمية النشء لتعزيز قيم المواطنة، وتطوير السياسات التعليمية، ونشر أفضل الممارسات، وتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في التعليم، وإبراز دور المكتب بيتاً للخبرة في المجال التربوي، وتعزيز البنية المؤسسية. وتضمنت كل من هذه الأهداف عددًا من المبادرات (23 مبادرة) اشتملت بدورها على مجموعة من البرامج (92 برنامجًا) لتحقيقها. ولتنفيذ البرامج المتضمنة في المبادرات، أُعدت خطة تشغيلية يتم متابعة تنفيذها بناء على مؤشرات أداء وقياسات توفر معلومات مستمرة حول تنفيذ الاستراتيجية، لضمان إنجازها وتنفيذها ضمن الفترات الزمنية المحددة، وعلى أكمل وجه، مما يسهم في تحقيق تطلعات وتوجهات المكتب المستقبلية. ويضيف القرني: مع أن المقر الرئيسي للمكتب في العاصمة السعودية الرياض، إلا أن عدداً من المراكز البحثية التابعة له تنتشر في عدد من الدول الخليجية، كما أن دور المكتب لا يقتصر على المحيط الخليجي فحسب، بل يتعدى دوره ليشمل المحيط الإقليمي، فهو يمثل الدول العربية في اللجنة التوجيهية العليا للهدف الإنمائي الرابع من أهداف اليونسكو، إلى جانب الشراكات مع المنظمات الدولية المتخصصة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) وغيرها من المنظمات، كما يعتبر المكتب بيت خبرة تلجأ إليه الوزارات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية لمساعدتها على تنفيذ البرامج التعليمية. وعن جامعة الخليج العربي يقول الدكتور علي القرني إن هذه الجامعة هي المؤسسة التعليمية المشتركة التي أوصى المكتب بإنشائها تحت مظلته، وهي نموذج مشرق للتعاون والتوحد والأخوة الخليجية، ورمز لنجاح العمل التربوي الخليجي المشترك، وفي هذا السياق أتوجه بالشكر إلى مملكة البحرين لاحتضانها هذا المشروع الخليجي وتقديم كافة التسهيلات والعناية والحرص على استمرار المسيرة الخيّرة لهذا الصرح التعليمي المهم. في رده على هذا السؤال، أكد الدكتور القرني أن لتنظيم ورشة التحصين الفكري في مملكة البحرين دلالة خاصة، حيث تجسد البحرين أروع الأمثلة منذ القدم في تطبيق قيم التسامح والتعايش والمواطنة، كما أن للبحرين دوراً كبيراً في دعم المكتب وأنشطته منذ إنشائه، إلى جانب مساهمتها المتميزة في دعم جامعة الخليج العربي واستضافة مدينة الملك عبدالله الطبية التي تعد صرحاً نفتخر به جميعاً، وبذلك فإن مملكة البحرين تعتبر خير داعم للتعاون الخليجي المشترك في كافة المجالات، وفي مقدمته المجال التعليمي.
مشاركة :