أكد الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري أمس، أن «الوضع مأساوي» في مراكز الإيواء التي خصصتها الحكومة السورية للفارين من الحملة العسكرية في الغوطة الشرقية قرب دمشق.وقال الزعتري خلال مقابلة في مكتبه في دمشق: «لو كنت مواطناً لما قبلت بأن أبقى في (مركز إيواء) عدرا لخمس دقائق، بسبب الوضع المأساوي»، مضيفاً: «صحيح أن الناس هربوا من قتال وخوف وعدم أمن، لكنهم ألقوا بأنفسهم في مكان لا يجدون فيه مكاناً للاستحمام». واعتبر الزعتري غداة جولته على عدد من مراكز الإيواء في ريف دمشق، أنها «غير مهيأة لاستقبال المدنيين»، مشدداً على وجوب «معالجة هذه الأزمة بطريقة مختلفة». ورأى الزعتري وهو منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، أن «الحل هو بتفريغ هذه الملاجئ من السكان بأسرع وقت ممكن، وبإبقاء السكان داخل الغوطة الشرقية»، لافتاً إلى أن إيصال المساعدات للمدنيين في منازلهم «أسهل من الإتيان بهم إلى هذه الأماكن العامة». وأضاف: «هناك إدارة تفكر بطريقة معينة، تذهب بهم إلى الملجأ على اعتبار أنه أول مكان لحمايتهم»، مشيراً إلى أنه طلب عقد اجتماع مع المسؤولين السوريين «لوضع النقاط على الحروف، لأنه إن لم يتم إعادة الناس إلى منازلهم في الغوطة، فالوضع قد يستمر بهذا الشكل». وشدد على أن «الأزمة أكبر من الجميع».وقال الزعتري في ما يتعلق بعفرين: «لم نعد نستطع أن نصل إليها؛ لأن عفرين الآن منطقة محتلة»، مشيراً إلى أن مناطق النزوح مثل بلدات نبل والزهراء وتل رفعت «باتت تحت ضغط مضاعف». وقدر عدد النازحين من عفرين إلى تلك المناطق ب«أكثر من مئة ألف شخص»، مشيراً إلى أن «احتواءهم في أماكن أخرى الآن غير متاح». ووصف الزعتري أزمة النزوح من الغوطة الشرقية وعفرين ب«الفوضى الشاملة». وقال: «ما يُقدم كثير، لكن في ظل فوضى شاملة لا يمكن السيطرة عليها»، داعياً إلى «تنسيق أقوى» بين المؤسسات الدولية والحكومة السورية «في شكل يضمن مساعدة الناس بطريقة أكثر فاعلية من تلك الراهنة». (أ ف ب)
مشاركة :