استغرق إسرائيل 10 سنوات للاعتراف رسميا بقصف مفاعل نووي سوري قيد الإنشاء، ولكنها أرادت بذلك توجيه رسالة لإيران، مع قرب اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرارا في مايو المقبل بشأن الاتفاق النووي الإيراني. وفي إشارة واضحة لإيران قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت «الرسالة من ضرب المفاعل في عام 2007 هي أن دولة إسرائيل لن تتسامح مع بناء قدرات تشكل تهديدا وجوديا عليها، كانت هذه الرسالة عام 2007 وهذه هي الرسالة لأعدائنا في المستقبل القريب والبعيد». ولكن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات الإسرائيلية عاموس ياديلن كان أكثر وضوحا عندما أعلن أمس أنه بإمكان إسرائيل القيام بعمليات من شأنها أن تؤدي إلى إرجاع المشروع النووي إلى الوراء. رسالة لإيران قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي كاتس إن «عملية تدمير المفاعل النووي السوري في عام 2007، والتي تم السماح بنشرها أمس، تظهر أن إسرائيل لن تسمح لهؤلاء الذين يهددون وجودنا بامتلاك أسلحة نووية. آنذاك سورية وإيران اليوم». وكانت إسرائيل أقرت رسميا أمس وللمرة الأولى تدمير مفاعل نووي قيد الإنشاء في دير الزور، 450 كلم شمالي شرقي العاصمة دمشق في عام 2007. وكشف النقاب أن ثماني طائرات مقاتلة من طراز F16 وF15 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شاركت في عملية القصف. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن الموقع كان يسمى «الكبر»، وقد صمم وفقا لنسخة كورية شمالية. وأضافت «كان يبنى بإشراف من مستشارين كوريين بهدف إنتاج مادة البلوتونيوم كمادة انشطارية تستخدم في القنابل النووية». وقالت مجلة النيو يوركير إن أفراد الموساد الإسرائيلي اخترقوا جهاز الحاسوب الشخصي لمسؤول سوري كبير في فيينا وغرسوا فيه برنامجا للتجسس. حاتسريم ورامون الطائرات انطلقت من قاعدتي حاتسريم ورامون في النقب وحلقت في بداية الأمر على ارتفاع منخفض غربا، ثم شمالا قرب قبرص ومن ثم اتجهت إلى المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا، حيث حلقت على ارتفاع عال ولدى اقترابها من المفاعل أسقطت عليه قنابل بوزن سبعة عشر طنا. وكان افيخاي ادرعي، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، قال في بيان إن مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي أغارت في الليلة بين الخامس من أيلول والسادس من سبتمبر 2007 على مفاعل نووي كان في مراحل البناء في سورية. وأضاف «أثمرت جهود استخبارية حثيثة بدأت في نهاية عام 2004 وتضمنت تعاونا مع جهات أمنية مقابلة عن معلومات بالغة الأهمية أدت إلى ضربة جوية دقيقة». وتابع «قام الجيش الإسرائيلي بالاستعدادات لضرب المفاعل بشكل دقيق ونوعي، بالإضافة إلى الاستعداد لسيناريوهات تدهور أمني وتصعيد محتمليْن». واعتبر أن «عملية ضرب المفاعل تمت من خلال مقاتلات حربية بعد جهود استخبارية وعملياتية معقدة ومتواصلة، وأزالت تهديدا نوويا على دولة إسرائيل والمنطقة كلها». استعداد استخباري قال غابي أشكنازي، الذي تولى آنذاك مهام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: «فور إيعاز رئيس الوزراء لجيش الدفاع مسؤولية تدمير المفاعل النووي في سورية كان واضحا لديّ أنه يجب الاستعداد استخباريا وعملياتيا وتكنولوجيا لإزالة التهديد النووي عن دولة إسرائيل والمنطقة، وبالمقابل القيام بالخطوات لمنع تدهور الأوضاع نحو الحرب ولو فرضت علينا- حسمها». ولكن هذه لم تكن المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مفاعلا نوويا عربيا أو تستهدف علماء لهم صلة بالسلاح النووي. ففي السابع من يونيو 1981 قام سرب من المقاتلات الحربية الإسرائيلية من طراز 16 F وF 15 بقصف مفاعل تموز النووي في العراق ضمن عملية أطلق عليها اسم «أوبرا». وكان المفاعل أقيم باتفاق عراقي فرنسي، علما بأن لفرنسا الفضل الأكبر في إقامة المفاعل النووي الإسرائيلي «ديمونا» في النقب. وكانت إسرائيل اعترفت رسميا بقصف المفاعل النووي العراقي في عام 2015 بمشاركة 8 طائرات مقاتلة، انطلقت من قاعدة عسكرية إسرائيلية في طابا شبه جزيرة سيناء، التي كانت تحتلها إسرائيل، وحلقت بارتفاع منخفض جدا لم يزد على 150 مترا. وفي غضون دقيقتين ألقت المقاتلات الإسرائيلية 16 قذيفة بزنة 900 طن على 14 هدفا. القصف الإسرائيلي المفاعل في دير الزور 450 كلم شمالي شرقي العاصمة دمشق الموقع كان يسمى «الكبر» وقد صمم وفقا لنسخة كورية شمالية بدأت المتابعة الاستخبارية في نهاية عام 2004 تم التنفيذ ليلة الخامس من أيلول والسادس من سبتمبر 2007 ثماني طائرات مقاتلة من طراز F16 وF15 انطلقت الطائرات من قاعدتي حاتسريم ورامون في النقب حلقت الطائرات بمسار قرب قبرص ثم الحدود السورية التركية أسقطت الطائرات قنابل بوزن سبعة عشر طنا على المفاعل قيد الإنشاء
مشاركة :