بعد ان توقع البعض وفاة الاتحاد اكلينيكياً وساد التشاؤم على جماهير نادي الاتحاد قبل بداية الموسم الرياضي الجاري، وذلك بسبب عقوبة النادي بمنع تسجيل اللاعبين لفترتين، ومع زيادة عدد المحترفين الاجانب في الدوري السعودي إلى 7 لاعبين، لم يكن احد يتوقع ان يصل الاتحاد لهذا المستوى وهذه المرحلة في المنافسات المحلية ويصل لدور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، في ظل جميع المعطيات التي تؤكد صعوبة المنافسة وصعوبة المرحلة، والظروف القاهرة والصعبة التي يعيشها الفريق، علاوة على ذلك انخفاض مستوى ابرز اللاعبين واكثرهم تأثيراً هذا الموسم، الذين كانوا من اهم العوامل المؤثرة بالفريق في الموسم الماضي، بالإضافة إلى الاصابات التي لحقت بمعظم اللاعبين واودعتهم العيادة لفترات طويلة، وكذلك احتراف اللاعب فهد المولد في الدوري الاسباني وهو من اهم اللاعبين في العميد والايقونة الاتحادية، التي كانت عنصراً فعالاً في صفوف الفريق، وبالرغم من كل هذه المعاناة التي مر بها الاتحاد هذا الموسم، والتوقعات التي تشير إلى موسم مليء بالنكسات وخيبات الامل، والسواد الاعظم الذي سيغطي سماء الاتحاد، إلا ان الفريق خالف التوقعات وفاجئ الجميع، وظهر بشكل مغاير وصل لدور نصف النهائي لأغلى البطولات المحلية كأس خادم الحرمين الشريفين، في حين فشل للوصول لهذا الدور الاندية المرشحة والقوية والاكثر جاهزية واستقرارا كالنصر والهلال، كما احتل الاتحاد في الترتيب العام للدوري السعودي المركز العاشر وقد يصل للمركز الرابع مع الجولتين المتبقيتين في عمر الدوري السعودي، كون الفارق النقطي ضئيلا بين المتنافسين على هذا المركز. «اليوم» اخذت اراء بعض المحللين والنقاد عن مسيرة مدرب الاتحاد التشيلي خوسيه لويس سييرا، حيث قال في البداية المدرب الوطني والمحلل الفني علي كميخ: «عمل المدرب سييرا هذا الموسم هو امتداد لعمله الموسم الماضي وما حققه من إنجازات بالمنافسة على الدوري وتصدره في الدور الأول وكذلك حصوله على بطولة كأس ولي العهد، وبوجود المساعدين الوطنيين علاء رواس وحسن خليفة، حيث كان لهما دور بارز في الأمور الفنية إلى جانب عمل سييرا». «واستمر العمل هذا الموسم بالرغم من الظروف المالية والقضايا التي تلاحق النادي، وايضاً عدم تكافؤ المنافسة بين الاتحاد والأندية الأخرى بالتعاقدات المحلية والأجنبية وزيادة المحترفين الأجانب، التي ساهمت في رفع مستويات الفريق المتوسطة ومجاراتها للأندية المتقدمة». ومع كل هذه الظروف إلا ان سييرا اجاد بالتعامل مع الازمة وفق الأدوات المتاحة، فهو منضبط ويقرأ المباريات بشكل رائع، ولديه جرأة فنية مميزة، واتاح الفرصة لأغلب اللاعبين ومنحهم الثقة. وقال المدرب والمحلل الفني جاسم الحربي: «بوجهة نظري سييرا من أفضل المدربين في الدوري السعودي، وما قدمه هذا الموسم يعتبر انجازا، في ظل الظروف المالية والفنية والإدارية التي يعشيها الاتحاد إلى انه أوصل الفريق لمرحلة غير متوقعة، واعتقد لو كان هناك مدرب اخر غير سييرا لكان الاتحاد في مراكز ونتائج اسوأ بكثير مما تحقق هذا الموسم». فالمدرب التشيلي تحمل الظروف ولم يستسلم لها، وفنياً الفريق في الملعب تفوق في العديد من المباريات من ناحية الانتشار والتنويع في اللعب والشكل التنظيمي كان أكثر من جيد وهذا عمل فني يعود للمدرب ومساعديه، واعتقد سوء حظ المهاجم التونسي احمد العكايشي، الذي يعيش هذا الموسم حالة فنية غير موفقة خسر المدرب عدة مباريات كان الفريق الأفضل من خلالها، وايضاً قلة الأدوات وهبوط مستوى الانصاري وكهربا بجانب العكايشي وهم من الاعمدة والعناصر المؤثرة في الفريق منذ الموسم الماضي، إلا ان المدرب واصل واجتهد ووصل مع الفريق لنصف نهائي كأس الملك ومرشح بقوة ان ينال اللقب. وأضاف: «سيكون الاتحاد محظوظا في حال استمرار المدرب للموسم القادم، وبكل تأكيد مع توافر الإمكانات واكتمال الفريق سيكون الاتحاد مختلفا تماماً، وانصح إدارة الاتحاد القادمة بالمحافظة على سييرا والجهاز الفني فالاستقرار من اهم عوامل النجاح والتفوق». وقال ايضاً المدرب والمحلل حمود السلوة: «عمل المدرب سييرا مع الاتحاد عمل فني رائع وتفوق بشكل كبير وحسن أداء الفريق وتعامل بشجاعة مع كل الظروف وواجه كل العقبات والمعوقات بتحدٍ وهذا انعكس على اللاعبين وادائهم في الملعب، وساهم في ظهور الفريق بالروح العالية». كما ان عدم تسجيل اللاعبين أضعف فرص الاتحاد في المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري، فالإصابات والغيابات لعبت دورا مؤثرا في مشوار الفريق، لعدم توافر البديل الجاهز واعتماد سييرا على مجموعة محددة من اللاعبين، مع انخفاض مستويات أبرز النجوم في الفريق، وكذلك احتراف فهد المولد الخارجي.
مشاركة :