أنا في غاية السعادة والفخر لمشاركتي في برنامج الصحفي الناشئ الذي ينظمه مركز صحيفة اليوم الإعلامي بالتعاون مع وزارة التعليم ويرعاه أبناء حمد بن علي آل مبارك وشركة الفوزان القابضة. مصدر السعادة أنني ساهمت، ولو بقدر ضئيل، في تقديم عصارة خبرتي الإعلامية، لا سيما في مجال كتابة المقال الصحفي، لمجموعة من طلبة وطالبات المرحلة الثانوية. وأما مصدر الفخر فهو أنني وجدت من هؤلاء الطلبة والطالبات في هذه الأعمار المبكرة حماسة وتفاعلا كبيرا وواضحا؛ من أجل أن يتعلموا ويتفقهوا ويفهموا هذا المجال الذي يطمحون إليه، أو يطمح إليه بعضهم في المستقبل. لقد فاجأوني بإجاباتهم المباشرة والذكية عن بعض الأسئلة التي طرحتها، خاصة وأن بعض هذه الأسئلة لا يجيب عنها إلا المحترفون في العمل الإعلامي وكتابة المقال الصحفي. أحدهم وهو مبارك الدوسري، على ما أذكر، هو الذي اقترح علي فكرة هذا المقال حين سألتهم جميعا: ماذا نعني بفكرة المقال التي هي أصعب ما قد يواجه الكاتب بشكل يومي أو أسبوعي؟! قال مبارك بدون تردد: هذا البرنامج يمكن أن يكون فكرة لمقالتك القادمة في عمودك الصحفي. إحدى الفتيات، بعد أن تناقشنا طويلا، شرحت أفضل مني ما المقصود بتشكيل الرأي العام إيجابا أو سلبا باعتبار أن ذلك من بين وظائف المقال الصحفي. والأخرى نبهتني إلى جزئية مهمة غفلت عنها في المحاضرة وهي طريقة مواكبة الكاتب للأحداث والسرعة المطلوبة لهذه المواكبة. وكانت سببا جيدا لأستفيض في شرح هذه النقطة مع تأكيد أن الكاتب الصحفي بدون مواكبة مستمرة للأحداث يفقد قوته وحضوره وتأثيره في القارئ أو إقناع هذا القارئ بما يكتب. أعتقد أنهم، شبابا وبناتا، تعلموا أشياء عن أنواع المقال ما بين الافتتاحي والنقدي والتحليلي والعمود الصحفي، وحصلوا على بعض المعارف في أصول وشروط كتابة المقال، وماذا تحقق وسائل التواصل الاجتماعي الآن من مكاسب للكاتب والمقال الصحفي. وكما تعلموا مني ما استطعت أن أعلمهم إياه تعلمت منهم أنه فوق كل ذي علم عليم وأن الشباب، بحماسهم وطاقتهم، يفكرون ويبدعون وينتجون متى ما أتيحت لهم الفرص وفتحت أمامهم الأبواب. شكرا من الأعماق يا شباب وبنات برنامج الصحفي الناشئ، وشكرا لكل القائمين على هذا البرنامج.
مشاركة :