القدس المحتلة – الوكالات: اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء بمسؤوليته عن غارة جوية استهدفت في 2007 منشأة في شرق سوريا يشتبه بأنها كانت تؤوي مفاعلا نوويا تطوره دمشق سرا، في إعلان وصفه وزير المخابرات الإسرائيلي بأنه بمثابة تحذير لإيران. وليل الخامس إلى السادس من سبتمبر 2007. أسفرت غارة جوية في منطقة الكُبر بمحافظة دير الزور السورية عن تدمير منشأة صحراوية قالت الولايات المتحدة لاحقا إنها كانت تضم مفاعلا نوويا يبنيه النظام السوري سرا بمساعدة من كوريا الشمالية، في اتهام نفته دمشق مؤكدة أن المنشأة المستهدفة ليست سوى قاعدة عسكرية مهجورة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في بيان إن الغارة بمثابة رسالة إلى «أعداء» إسرائيل. وأضاف «أن دوافع أعدائنا ازدادت في السنوات الأخيرة، لكن قوة جيشنا وسلاحنا الجوي وقدراتنا الاستخباراتية ازدادت بالمقارنة بقدراتنا في 2007»، مضيفا «على الجميع في الشرق الأوسط أخذ هذه المعادلة في الاعتبار». وكان وزير الاستخبارات بإسرائيل كاتس أكثر وضوحا، فأشار إلى إيران بالاسم قائلا في تغريدة، «القرار الشجاع للحكومة الإسرائيلية قبل 11 عاما تقريبا بتدمير المفاعل النووي في سوريا والعملية الناجحة التي تلته توجهان رسالة واضحة: إسرائيل لن تسمح أبدا بحيازة دول تهدد وجودها مثل إيران، السلاح النووي». وفي 1981. دمر سلاح الجو الإسرائيلي مفاعل تموز النووي في العراق على الرغم من معارضة واشنطن لتلك الخطوة في حينه. وتشمل المواد التي رفعت إسرائيل السرية عنها ووزعتها على وسائل الإعلام لقطات لصور من القصف وشريط فيديو لقائد العملية في حينه الجنرال غادي ايزنكوت يكشف فيه تفاصيل حول الهجوم وصورا لبيانات سرية عن الموقع جمعتها استخبارات الجيش. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الأربعاء «ليل الخامس إلى السادس من سبتمبر 2007. بدأت العملية في الساعة 22.30 حين أغارت أربع طائرات إف-16 و4 طائرات إف-15 على الموقع قبل أن تعود بعد أربع ساعات في تمام الساعة 02.30 من فجر اليوم التالي» وأضاف «نجحت مقاتلاتنا في تدمير مفاعل نووي سوري في مراحل التطوير وعادت إلى قواعدها سالمة». وقالت الوثائق: «إن الطائرات انطلقت من قاعدتي حاتسريم ورامون في النقب في جنوب إسرائيل وحلقت في بداية الأمر على ارتفاع منخفض غربا ثم شمالا قرب قبرص ومن ثم اتجهت إلى المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا حيث حلقت على ارتفاع عال ولدى اقترابها من المفاعل أسقطت عليه قنابل بوزن سبعة عشر طنا». وأضاف الجيش أن «المفاعل كان قريبا من الاكتمال. ونجحت العملية في إزالة تهديد وجودي ناشئ لإسرائيل والمنطقة بأكملها من القدرات النووية السورية». وقالت الإذاعة الإسرائيلية «إن القرار اتخذ في بيت رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت بمشاركة مسؤولين اثنين». ومع أن اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن الضربة الجوية ليس مفاجئا، إلا أن المادة التي رفعت عنها السرية الأربعاء توفر تفاصيل جديدة عن الغارة التي أطلقت عليها اسم «عملية البستان» ونفذت بفائق السرية. ومع أن دمشق نفت هذه الاتهامات، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت في 2011 أنه «من المحتمل جدا» أن يكون موقع الكبر قد أخفى خلف جدرانه مفاعلا نوويا يجري بناؤه بمساعدة من كوريا الشمالية.
مشاركة :