في عالم صراع القوى وتعددية الأقطاب هل من دور عربي قادم؟!

  • 3/22/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

‭‬ إذا كان العالم يتشكل، وترسم القوى الكبرى بل والإقليمية الطامعة ملامحه القادمة، وتمثل المنطقة العربية جزءا حميما في لوحته، وحيث يتصارع نموذجان في السياسة العالمية الخارجية (نموذج الصراعات والحروب الأمريكية ونموذج التنمية والتجارة الصينية) فهل سيسهم العرب في رسم الملامح الجديدة للمنطقة والعالم؟! وفي ظل أي تحالفات؟! ليس أمام العرب -إن أرادوا البقاء- إلا الدفاع عن مصالحهم وعن أوطانهم وشعوبهم وأن يحددوا أين ومع من تقع مصالحهم الحقيقية! أو مع أي نموذج بالأحرى! ‭{‬ هناك أسئلة مرحلية راهنة لا بد من مواجهتها وطرحها: - نحن أمام ما تُسمى صفقة القرن التي بدأت أولى خطواتها، كما يبدو، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومحاولة تذويب القضية الفلسطينية في ظل تمركز أمريكي عسكري بل وإسرائيلي في العراق وسوريا! واستمرار إضعاف مصر بالإرهاب في سيناء، ولنا وقفة مع تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وحيث «صفقة القرن» امتداد كما يبدو لمشروع الإدارة الأمريكية السابقة بخصوص سيناء! هل هذه الصفقة هي حقيقة لصالح «الأمن القومي العربي» أم على حسابه؟! وبالإجابة عن هذا السؤال تُبنى المصالح! - في سوريا رغم أن صراع القوى والاحتلالات تتجسد اليوم على أرضها.. أين الدور العربي من هذا الصراع الذي تتسابق فيه الدول ولم ترسخ البوصلة بعد على مكانة أي دولة فيها فالصراع لا يزال قائما بينها! - أمامنا العراق واليمن ولبنان، ولكل منها ملف شائك أيضا، ورغم جهود (التحالف العربي) في إنقاذ ما يمكن إنقاذه في بعض منها فإن صراع القوى أيضا يحاول أحد أطرافه وهو أمريكا رسم الملامح النهائية أو غير المستقرة في تلك الدول! إلى أي اتجاه مثلا سيتجه العرب هنا؟ وهل هم قادرون على حسم القضايا المشتعلة من دون وضع مشروع عربي متكامل؟! أم أن الفرجة وحدها تكفي؟! ‭{‬ أليس من المفترض أن توجد (قراءة عربية استراتيجية ودقيقة ورؤى استباقية لما يحدث)، وخاصة في ظل الصراع العربي-الإيراني، الذي جعلت فيه إيران من المليشيات والحشود مهددا حقيقيا للدول العربية وفي الخليج؟! من أعطى الضوء الأخضر لهذا التمدد والتوسع أصلا؟! أليس من المفترض أن ندرس اليوم جيدا (ماهية هذا التشكل العالمي الجديد) وموقع تعدد الأقطاب فيه؟ وألا نرمي كل ثقلنا مثلا في السلة الأمريكية -الغربية (المهترئة من طول جلوسنا فيها)! لنعرف الرياح التي توجه القوى العالمية اليوم، وأين موقع مصالحنا الحقيقية من تلك القوى المتصارعة وخاصة أن أخطر صراعاتها في منطقتنا العربية اليوم؟! ‭{‬ لربما نقول إن هذا هو ما بدأته وتفعله السعودية وبعض دول الخليج الأخرى ومصر، ولكن هل رسخ هذا التوجه؟! هل أخذ قوة التحالف الاستراتيجي؟! هل أخذت الجامعة العربية دورا حقيقيا؟! «الصين» قادمة بقوة شاءت أمريكا أم أبت! وروسيا كذلك ترسم ملامح قوتها القادمة برسوخ! وهذا ما ينذر بمخاطر مواجهات قادمة قد تصل إلى حدود حرب كبرى، قد تبدأ في سوريا أو في أي مكان آخر، ولكن حتما لن تنتهي عند النقطة التي ستبدأ منها! أين سيتجه العرب حينها في هذا الصراع؟! هو عالم متغير وشرس وسيكون متعدد الأقطاب في ظل المبادئ العولمية الجديدة والمتوحشة! ‭{‬ عالم تسعى أحد أقطابه (أمريكا) إلى جعل نفسها أو من يحكمها القوة العالمية التي تريد الاستمرار في (الانفراد بالعالم)! عبر استثناء نفسها والكيان الصهيوني وقوى غربية متحالفة معها من الشرعية الدولية والقانون الدولي والحقوق الإنسانية ومسؤوليتها أمام حقوق الأوطان وحقوق الشعوب! أي ترسيخ «قانون الغاب» في عالم مفتوح على بعضه، فيما القوى الكبرى الأخرى (تفرض تنافسيتها) حتى وإن استدعاها الموقف إلى فعل ذات الشيء من العبث بالمبادئ الدولية! واستخدام (الفيتو) مجرد مثال، بما فيه في النهاية عدم احترام مماثل (للشرعية الدولية أو القانون الدولي أو الحقوق الإنسانية) في ذات الوقت الذي تطالب فيه (القوى المنافسة) من أمريكا وقوى غربية أخرى بـ(ألا استثناء لها في كل ذلك على المستوى الدولي وإلا سنفعل مثلك)! ويتبقى أن المبادئ الدولية في (الثلاثية السابقة) يتم تطبيقها على الضعفاء ويتم ابتزازهم بها والضغط عليهم من خلالها، من أجل إخضاعهم في النهاية للإملاءات المطلوبة! هل نحن العرب نريد البقاء في (خانة الضعفاء إلى الأبد)؟! أم الانتقال إلى (عالم الأقطاب الجديد) بقوة، ولكل اختيار نتائجه بالطبع! هل نحن بحاجة إلى (براجماتية عربية) تعرف أخيرا كيف تدير لعبة التحالفات والمصالح في ظل الصراعات القائمة والقادمة؟! نحن بحاجة إلى كثير من الأشياء، فمتى نبدأ؟! وإن بدأنا كيف نستمر؟! على القادة العرب أن يفكروا قبل فوات الأوان!

مشاركة :