دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مواطنيه مُجدداً إلى المشاركة بكثافة في اقتراع الرئاسة المقرر أن يجري في الداخل أيام الإثنين والثلثاء والأربعاء المقبلة، في وقت رد على هواجس شعبية بخصوص الاقتصاد، أبرزها ما يُثار عن سيطرة الجيش على السياسات الاقتصادية في مصر، نافياً تلك المزاعم. وقال السيسي في حفل أُقيم أمس لمناسبة تكريم الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية، إنه لم يكن أمامه خيار إلا الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها (وسببت ارتفاع معدلات التضخم وخفض قيمة العملة المحلية)، مضيفاً: «لا أحد يريد أن يسبب ألماً لأهله ويقسو عليهم، إلا إذا كان مكرهاً وكان يريد لوطنه الأفضل»، لافتاً إلى أن طريق إصلاح الاقتصاد لم ينتهِ «ونحن مصرون على أن تأخذ بلدنا مكانها الذي يليق بها وسط الأمم». ودعا المواطنين إلى المشاركة في اقتراع الرئاسة، قائلاً: «نحتاج إلى أن تشاركوا في الانتخابات، لتقولوا ما شئتم. كثيرون يريدون أن يأكلوا مصر وهذا لا يقف أمامه إلا شعب مصر، لا أنا ولا جيش ولا شرطة… هذا الأمر يحتاج إلى الشعب… على كل الناس أن تنزل (للانتخابات) حتى لو قالت «لا»، سيكون أمراً عظيماً جداً ومحترماً جداً وسينفذ فوراً». وأضاف: «نريد أن يقول العالم كله إن مصر يحكمها شعبها. كيف يحكمها شعبها إلا إذا حضر وقال نحن موجودون وحاضرون؟… جعلنا العالم ينصت إلى صوت المصريين في إجلال وتقدير». وكان السيسي ظهر مساء أول من أمس في حوار تلفزيوني «غير تقليدي» أذاعته غالبية المحطات التلفزيونية المصرية، رد فيه على أسئلة مواطنين حملت سقفاً عالياً من النقد. وقال رداً على مشاركة الجيش في الاقتصاد إن هذا الحجم لا يتخطى 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وأوضح أن الناتج المحلي المصري يبلغ نحو 4.3 تريليون جنيه (الدولار يعادل نحو 17.5 جنيه) لا يتخطى حجم اقتصاد الجيش منها 2 أو 3 في المئة، لافتاً إلى أن تعاظم اقتصاد الجيش أمر مثير للتباهي كونه مؤسسة حكومية، لكن هذا في الحقيقة ليس موجوداً. وأشار إلى أن الجيش يتدخل لحل أزمات حياتية، مثل ضخ مواد غذائية لضبط الأسعار، أما في مجال البنية التحتية، فالجيش يُدير العمل الذي تنفذه شركات مدنية. وتمنى السيسي لو أن عدداً من السياسيين تقدم للمنافسة في انتخابات الرئاسة، موضحاً أنه «لا ذنب لي في العزوف عن الترشح». وعن سيناء، قال السيسي: «مرحلة تثبيت الدولة في نهايتها. لو أن أحداً يتصور أنه من الممكن القضاء على الإرهاب في سيناء بالمطلق، فإنه يحتاج لإعادة تقديره»، مضيفاً: «نحن نتحدث عن حجم معين وحجم نصل له. لو اليوم هناك إرهاب في سيناء بنسبة 90 في المئة، نريده أن يصل إلى 10 في المئة. هذا أمر جيد… هناك دول ظلت سنوات طويلة لحل المشكلة ولم تحلها… الموضوع يحتاج الى تنمية حقيقية في سيناء كي يشعر الناس بعد القسوة بالتعويض». في غضون ذلك، تعقد أحزاب مصرية و «ائتلاف الموالاة» صاحب الغالبية داخل البرلمان «دعم مصر» مؤتمرات شعبية في صعيد مصر والدلتا لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية. ويشارك الاتحاد الأفريقي في متابعة الانتخابات الرئاسية بـ٤٠ مراقباً في كل محافظات مصر، ويرأس البعثة وزير الخارجية المالي السابق عبدالله ديوب.
مشاركة :