لندن - قد يكون عدد محدود من اللاعبين واثقين في قدرتهم على الانضمام للتشكيلة الأساسية التي ستخوض بها إنكلترا مباراتها الافتتاحية أمام تونس في 18 يونيو، وذلك قبل أقل من شهرين على إعلان غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنكلترا تشكيلته المبدئية المؤلفة من 35 لاعبا لخوض نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا. ويبدو هاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير، حال استعادة لياقته، وكايل ووكر الظهير الأيمن لمانشستر سيتي ضمن هؤلاء. وبخلافهما فإن كل مركز هو محل منافسة. ويكشف هذا الأمر عن نقص في “اللاعبين المميزين عالميا” المتاحين أمام ساوثغيت ولذلك ستغري فرصة الانضمام لإنكلترا العديد من اللاعبين الذين ينتمون لأندية أقل شأنا على المنافسة للعب في كأس العالم. وتلعب إنكلترا مع مضيفتها هولندا الجمعة قبل أن تستضيف إيطاليا الثلاثاء التالي في مواجهتين وديتين قد تكشفان بعض التفاصيل عن اللاعبين المرشحين لخوض كأس العالم أو تطرحان مزيدا من الأسئلة حول مستويات اللاعبين. أما كبرى المشكلات التي قد يواجهها ساوثغيت في الشهور المقبلة فهي الاستقرار على اسم حارس مرمى المنتخب. وشارك جو هارت، الذي خاض 75 مباراة مع المنتخب، في تسع من المباريات العشر التي خاضتها إنكلترا في التصفيات وسكنت شباكه ثلاثة أهداف فقط. لكن تراجع مستواه مع فريقه وست هام يونايتد يجعله في منافسة مع جاك باتلاند حارس ستوك سيتي وجوردان بيكفورد حارس إيفرتون وأيضا مع نيك بوب حارس بيرنلي الذي يبدو أيضا من بين المرشحين. وعاد هارت للمشاركة مع فريقه بعد غياب أمام بيرنلي في الدوري هذا الشهر لكن وست هام خسر على أرضه 3-0 في مباراة قدم فيها بوب حارس بيرنلي أداء مميزا بخلاف هارت. ويحظى باتلاند وبيكفورد بمميزات إيجابية لكن الحارسين ارتكبا أخطاء خلال مواجهة ستوك سيتي أمام إيفرتون في الدوري السبت الماضي كما سكنت شباك الحارسين 101 أهداف في الدوري هذا الموسم وهو أمر لا يمكن أن يتغافل عنه ساوثغيت. ويفضل مارتن كيون مدافع إنكلترا السابق الاستعانة بحارس سبق تجربته. وقال “إذا لم يظهر من يقدم أداء أفضل منه فهل ستأخذ قرارا بالمخاطرة بالدفع بحارس جديد مع الفريق”. مخاوف دفاعية قبل فترة قصيرة كان غاري كاهيل قائد تشيلسي مرشحا لشغل مركز قلب الدفاع في منتخب إنكلترا وعلى الأرجح بجوار جون ستونز من مانشستر سيتي. لكن كاهيل لن يلعب في المباراتين الوديتين المقبلتين بعد أن غاب عن التشكيلة الأساسية لفريقه تشيلسي. ومع وجود ستونز أيضا بين البدلاء في سيتي فإن جيمس تاركوفسكي مدافع بيرنلي وهاري مغواير من ليستر سيتي وألفي ماوسون من سوانزي سيتي سيحاولون إثبات جدارتهم في مباراتي هولندا وإيطاليا. كبرى المشكلات التي قد يواجهها المدرب ساوثغيت في الشهور المقبلة هي الاستقرار على اسم حارس مرمى المنتخب ورغم عدم تأهل إيطاليا وهولندا لكأس العالم فإن المواجهتين فرصة جيدة لاختبار دفاعات إنكلترا حيث يتمتع المنتخبان بقوة هجومية كبيرة رغم الأداء المخيب خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم. وقد يكون إيريك داير لاعب وسط توتنهام مناسبا كمدافع في خطة 3-4-3 التي يفضلها ساوثغيت وسيكون في منافسة مع جوردان هندرسون لاعب وسط ليفربول للحصول على شارة قيادة إنكلترا أمام هولندا في أمستردام. ويرى ساوثغيت في ديلي آلي لاعب توتنهام أفضل لاعب يمكن أن ينسجم مع هاري كين ولكن في ظل غياب كين للإصابة فإن جاك ويلشير وآدم لالانا يمكنهما إثبات جدارتهما إضافة إلى أليكس أوكسليد تشامبرلين وجيسي لينغارد. وفي خط الهجوم يبدو ماركوس راشفورد ورحيم ستيرلنغ وجيمي فاردي أبرز المرشحين للحاق بهاري كين ضمن التشكيلة التي ستشارك في روسيا على الرغم من أن داني ويلبيك من أرسنال قد يعود لإنهاء الموسم بقوة بعد تعافيه من الإصابة. وقد يتردد ساوثغيت بعض الشيء قبل التوصل لتشكيلته المؤلفة من 23 لاعبا التي سيخوض بها كأس العالم لكن هذا يمكن أن يصب في صالح رونالد كومان مدرب هولندا ولويجي دي بياجيو الذي يدرب منتخب إيطاليا. فبالنسبة إلى هولندا وإيطاليا فإن مواجهة إنكلترا هي الخطوة الأولى على طريق التعافي وإعادة البناء في توقيت مناسب قبل التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا 2020. وتمر السنوات ولا يزال المنتخب الإسباني الأول دون رأس حربة ثابت تجمع عليه الآراء. ولذلك سيستغل مديره الفني الوطني جولين لوبيتيغي مباراتي الفريق الوديتين القادمتين أمام ألمانيا والأرجنتين من أجل تحديد اللاعب الذي سيضمن له الفاعلية الأكبر في هذا المركز قبل ثلاثة أشهر من بداية مشوار الفريق في بطولة كأس العالم 2018. وأخضع المدرب الإسباني الكثير من المهاجمين للتجربة منذ أن تولى منصبه على رأس القيادة الفنية لمنتخب بلاده قبل عام ونصف العام، ولكن لم يفلح أي منهم في الفوز بمكان ثابت بالتشكيلة الأساسية للفريق لشغل هذا المركز الحيوي. وبدا اللاعب ألفارو موراتا قبل بضعة أشهر الحل الأمثل لهذه المعضلة، ولكن مهاجم تشيلسي الإنكليزي لا يشارك بشكل ثابت مع فريقه، كما تم استبعاده من المعسكر الحالي للمنتخب الإسباني. عودة مرتقبة قال ماركوس ألونسو زميل موراتا في تشيلسي وأحد الوجوه الجديدة في قائمة المنتخب الإسباني “بالطبع لم يكن سعيدا، لقد عانى من مشاكل صعبة في الظهر، وعاد لتسجيل الأهداف مؤخرا، أتمنى أن يشارك في المونديال”. ورغم ذلك، أشار مدرب المنتخب الإسباني إلى أن موراتا لديه إمكانية كبيرة للذهاب إلى المونديال، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الأمر سيعتمد على حالته الفنية والبدنية، وقبل كل هذا عودته مرة أخرى للمشاركة بشكل أكبر مع تشيلسي. ومهد غياب المهاجم السابق لريال مدريد الطريق لدييغو كوستا، اللاعب الذي لا تزال تحيط به الشكوك في كل مرة ينضم فيها إلى صفوف المنتخب الإسباني. ويواجه كوستا العديد من الانتقادات بسبب أسلوب لعبه وأرقامه الهزيلة مع منتخب بلاده. وسجل كوستا ستة أهداف في 16 مباراة مع إسبانيا، وهو ما لا يعد إنجازا كبيرا بالنسبة إلى مهاجم أتلتيكو مدريد، فقد سجل مع الأخير هذا الموسم ستة أهداف في 12 مباراة. وظهر المهاجمان إياغو أسباس، نجم سيلتا فيغو، ورودريغو مورينو، نجم فالنسيا، ضمن قائمة لوبيتيغي عدة مرات خلال الفترة الماضية، حيث يحظيان بفرصة كبيرة للذهاب إلى روسيا. وأحرز إسباس مع سيلتا فيغو في الموسم الحالي 18 هدفا في 28 مباراة، فيما سجل مورينو مع فالنسيا 16 هدفا في 35 لقاء. وفي الحقيقة لا يوجد لاعبون آخرون غير المذكورين يشغلون مركز رأس الحربة في إسبانيا يمكنهم تقديم مستوى جيد بما يكفي، مما يؤهلهم إلى المشاركة في المونديال.
مشاركة :