لو كان لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لـ الولايات المتحدة الأمريكية عنوان، لما كان أفضل من “تحجيم إيران” عنواناً لها. فـعلى الرغم من تعدد الملفات وتنوعها، والمتابع البسيط يرى ذلك و ينظر لملف التصدي لدولة الملالي ” إيران ” واحد ضمن ملفات أخرى؛ ولو فصلنا الملفات و عرضناها منفردة لوجدنا أصابع إيران المؤذية و بصماتها القذرة حاضرة كعنصر مشترك بكل قضايا المنطقة. فملف أمن المملكه والخليج الذي تهدده إيران من خلال مشروعها النووي الغير سلمي، والهادف لنسف المنطقه وإبدال الحياة المدنيه فيها والحضارة لأطلال؛ كله في سبيل وهم عودة دولة الأكاسرة . إضافة إلى ملف الإرهاب و أنشطته وداعميه والذي تسجل إيران فيه السبق كأقدم داعمٍ و ممول، أيضاً أشكال الدعم اللوجستي والمعنوي والإعلامي، يضاف إلى ذلك مؤخراً تعاطفهم الكاذب مع النتوء الداعم للإرهاب على مستوى المجرة، شريكتهم بمؤسسة الإرهاب العابر للمحيطات “بقعة قطر ” والتي هي الاخرى داعمة للإرهاب وصندوق.. بل خزينة التطرف المالية على مستوى العالم! ثم إن الملف الأكبر وهو الملف الاقتصادي، و هذا جانب تنميته وتعزيزه يثبت للحليف الأمريكي أننا أهم وأعظم دول منطقة الشرق الأوسط اقتصادياً؛ وأننا أحق من غيرنا بعقد الصفقات ووضع شروط التسويات لكافة قضايا المنطقه فنحن الأقدر اقتصادياً، والشريك الأول لأمريكا بالمنطقة ومصالحها معنا وليست مع غيرنا. وأما الأزمة اليمنية فإن إيران حاضرة بقوة باليمن من خلال مليشيا الحوثي- الأداة التنفيذية لأجندة إيران بكل جنون- من خلال تدمير اليمن أرضاً و شعباً، و استخدامهما كأداة للاعتداء على السعودية بصواريخها البالستيه. أما أكثر الملفات إيلاماً فسوريا و تواجد ايران بمليشياتها وحرسها الثوري، ومحاولة إفراغ سوريا الأرض من المكون السني صاحب الأغلبية وإيجاد تركيبة ديموغرافية جديدة تخدم مشاريعها المستقبلية بواسطة الإبادة والتهجير والصفقات غير العادلة. ذلك عدا عن كف يد إيران عن إدارة دولة لبنان ومحاولاتها زرع أحزاب مماثلة لحزب الشيطان بالمنطقة العربية. من خلال هذا الاستعراض السريع والبسيط نصل لنتيجة مفادها أن تحجيم ايران يأتي كهدف أساسي وضروري؛ فهي العامل القذر المشترك بين كل تلك الملفات.. بل إنها أساس كل ويلات المنطقة العربية و بسببها وبسبب أدواتها الإخوانية والقطرية، تحولت دول عربية لأشباه دول أو أنقاض دول بشكل أدق. إيران المتنمرة والتي صنعها التخاذل الأمريكي و اللامبالاة من الدول الإقليمية و العربية، والاتفاقيات والصداقات الأوروبية والغطاء الروسي الذي لو وجد غلطة لرُفع عنها. لقد أدرك ولي العهد محمد بن سلمان أن تقليص الدور الإيراني ووضع تلك الدولة المارقة في زاوية ضيقة يجعلها تعود لحجمها و مكانتها الأقل من عادية بالمنطقة؛ ولا يتم ذلك إلا من خلال استعادة زمام القيادة وإظهار مخالب القوة التي تمتلكها المملكة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً في المنطقة. ويتضح أن أهم أهداف ولي العهد محمد بن سلمان هو تجريد تلك الدولة أو النظام فيها، من كل شراكة أو شرعية اكتسبها باتفاق أو معاهدة خصوصاً من الجانب الأمريكي. ونعني هنا إدارة أوباما التي منحتها الكثير مقابل لا شي لأمريكا الدو والشعب، عكس ما تطمح له إدارة الرئيس دونالد ترامب وعكس ما يمكن أن تقدمه المملكة من استثمارات تعود بالمردود الجيد على الاقتصاد الأمريكي وبالتالي تعود على المواطن الأمريكي العادي ك. إن كل جولات وتحركات سموه هي لتحييد المترددين وجلب الحلفاء الصادقين، وأمريكا أحدهم.. بل تكاد تكون أهمهم على المستوى الدولي بالنسبة للمملكة، وكل ذلك من أجل وضع حد لمغامرات إيران وعبثها بالمنطقة. خالد المسندي @anazi_85
مشاركة :