الموصل (رويترز) بالنسبة لسكان المدينة القديمة في الموصل تمثل العودة للمدينة تدريباً على محاولة النسيان. فشوارعها تحمل آثار الأهوال التي مروا بها، سواء خلال الحكم الوحشي لتنظيم «داعش»، أو على مدار تسعة أشهر من المعارك الشرسة التي خاضها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لاستعادة المدينة من الإرهابيين. وقالت أم عبد الله، وهي تتجول في الحي الذي عادت إليه في يناير: «في هذه الزاوية جلد داعش أولادي لتحدثهم في غير دورهم، وفي هذه الزاوية قتلوا أبي عندما حاول منعهم». ويبعد الموقع كيلومترات قليلة عن منزلها في حي باب الجديد. ورغم خلع الباب الأمامي لم يهدم المنزل مثل غالبية المنازل الأخرى بالشارع. وفي حين كانت تعيش 40 أسرة سابقاً في ذلك الحي، لم يعد منها إلا ثلاث أسر فقط الآن. وتؤكد أم عبد الله أنها عادت على مضض إلى الحي الذي لا توجد به كهرباء ولا مياه جارية، لأن الوضع به أفضل حالاً من مخيم اللاجئين الذي كانت تعيش فيه من قبل. وعلى بعد بضعة شوارع، قالت «أم رسل» إنها عادت أيضاً في الآونة الأخيرة إلى الحي الذي أصيب فيه زوجها خلال غارة جوية. وأضافت: «بعض جيراننا لا يريدون العودة، فهم يقولون إنهم لا يزالون يعانون ذكريات أليمة مما مروا به ولا يمكنهم العودة». وتابعت: «لكن كان علينا أن نعود، فلم يكن لدينا خيار آخر». ... المزيد
مشاركة :