بعد جدل مستمر منذ أيام حول استخدام شركة الاستشارات السياسية البريطانية «كامبريدج أناليتيكا» غير المشروع للبيانات الشخصية لملايين مستخدمي «فيسبوك»، خرج مؤسس الموقع مارك زوكربرغ عن صمته الطويل ليعتذر، مقراً بحصول أخطاء. وتواجه «فيسبوك» أزمة منذ أن تبين جمع شركة «كامبريدج»، من دون علم الموقع، بيانات 50 مليون مستخدم لتطوير برنامج يتيح توقع تصويت الناخبين والتأثير عليه من أجل التدخل في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2016. وصرح زوكربرغ، لشبكة «سي إن إن»، بأن ذلك «شكّل استغلالاً كبيراً للثقة، وأنا آسف فعلاً لما حصل. نحن مسؤولون عن التأكد من عدم تكرار ذلك»، مبدياً استعداده للشهادة أمام الكونغرس. وتعهد بأن يحدَّ من وصول تطبيقات الجهات الخارجية إلى البيانات الشخصية، وإخضاعها لمراجعة دقيقة، معلناً التزامه بإبلاغ جميع المستخدمين الذين يمكن أن تكون بياناتهم قد استخدمت دون موافقتهم. وترددت أصداء الفضيحة في أكثر من دولة؛ ففي برلين، قالت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلي، أمس، إنها طلبت التحدث إلى المديرين التنفيذيين في «فيسبوك» لمعرفة ما إذا كان مستخدمو الموقع في بلادها، وعددهم 30 مليوناً، قد تأثروا بالفضيحة. وفي نيودلهي، علّقت السلطات حساب شركة «أوفلينو بيزنس إنتليغانس» التابعة لـ «كامبريدج أناليتيكا»، في حين أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية فتحها تحقيقاً في الفضيحة. وفي تطور جديد، قال السفير الروسي لدى لندن ألكسندر ياكوفينكو إن بلاده لا علاقة لها بـ «كامبريدج أناليتيكا»، عقب تقارير في وسائل إعلام بريطانية عن ذلك بسبب صورة جمعت السفير مع ألكسندر نيكس، الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية الذي جرى وقفه عن العمل. إلى ذلك، عثرت الشرطة على «طرد مريب» قرب مقر الشركة في لندن، مما دفعها إلى إغلاق شوارع قريبة وإخلاء المبنى احترازياً. اقتصادياً، تراجعت الأسهم الأميركية بشدة عند الفتح، أمس، إذ هوت أسهم قطاع التكنولوجيا وسط مخاوف بشأن زيادة القواعد التنظيمية بعد الأزمة. وكان سهم «فيسبوك» تراجع الاثنين والثلاثاء، لكنه عاد واستقر، أمس الأول، في بورصة نيويورك.
مشاركة :