تقاسيم-(إلى-المدير-العام-للأندية-الأدبية!)

  • 11/16/2014
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

في الشأن الثقافي يحسب هذا الكرسي من السخونة بمكان، وللمهتم بهذا الشأن أن يراجع موجزاً سريعاً عن عدد الذين تربعوا عليه خلال مدة وجيزة على رغم إيماني التام بأن دورهم الوظيفي لا يتجاوز دور الأمناء التنسيقيين ويجب أن يبقى كذلك الحريصون ما أمكن على ألا تغادر الكرة حدود الملعب، لكن البلاء الأول في المشهد الثقافي ازدياد عدد المتحدثين المتبرعين باسمه، ومن قواعدهم أنه لا رأي صحيحاً إلا ما يرونه وأن تقويم المثقفين حصر على أشخاصهم فيما هم وللأمانة غير قادرين على إدارة ذواتهم وانفعالاتهم، بل هم أشبه بحروف العلة التي لا تنطق متى ما سبقت بحروف العمل التي تجزم بأن وجودهم وعدمهم سواء. المدير العام للأندية الأدبية عليه أن يتابع ما يقترن باسمه من تدوينات وكتابات في مساحات هذه الأندية، وقد يقول سعادته إن ذلك مستحيل في ظل اتساع رقعة الفسحة الكتابية وعدم القدرة على تتبع طرح مغرد أو مدون ليلي مغلوب على فهمه لما يلتقطه من هنا وهناك لكنني أعرف عنه الدقة والمتابعة والحراك الوسطي الفاعل في هذه الوسائل والتقاطاته الذكية. المدير العام للأندية يعلم قطعاً أن المثقفين بالاسم لا السلوك يظنونه الأبرز في احتواء صراخهم وأمراضهم النفسية وفراغهم المضر بكل ما يحيط بهم، وهم مؤمنون من خلال لقاءات المقاهي والمطلات ومخططات التفريق والتصنيف أن الأندية الأدبية مكسورة وتحتاج لترميم وهم الذين اقتاتوا على موائدها أعواماً خصيبة وشكلوا ما كتب لهم من الثروة المعرفية والشخصية، لكنهم يتناسونها سريعاً، فهم لا يرون في هذه الأندية إلا كعكة مغرية، ولا بد من أن يناولهم أحد ما نصيبهم فيها فقد كانت تستقطع جزءاً من وقتهم الذي بات يذهب سدى من دونها. يتحدث عضو جمعية عمومية في نادي أبها الأدبي أن سعادة المدير العام للأندية الأدبية الحالي حفظ ماء الوجه للثقافة في منطقة عسير وللمثقفين والأدباء والدخلاء من دون أن يحدد وجهتهم في الجزء الأخير ولعل القارئ النابه يشعر بأن اللغة التي تحدث بها السابق الذكر تثبت أن الثقافة ليست بخير، وأن هناك من تفرغ للشخصنة وتصفية الحسابات وملاحقة تفاصيل التفاصيل كما لو كان قادراً على إدارة حقيبة ثقافية بمثالية ووعي، وكما لو كان وصياً على ماء الوجوه فضلاً عن أن هذا العضو أفصح بالقول: «سترون ما سيفعله مدير الأندية غداً»، وكأن في حديثه إشارة بأن المدير الجديد يستمع للوشايات أو تحدث له عن شيء مجهول سيفعله. أتكلم هنا ليس بصفتي مثقفاً لأن الثقافة لها معايير يجب أن تلتزم بها وزارة الثقافة والإعلام وتستعين فيها بعضو الجمعية الملتهب لتفتحه الذهني الزائد على الحد، لكنني أتساءل بصدق هل حفظ المدير العام للأندية ماء الوجه لثقافة منطقة بأكملها؟ إن كان لا يعلم المدير الجديد، فها أنا أخبره بما قيل لنا عنه، وله أن يتكرم بالإثبات أو النفي لأن الصمت دليل صريح على موافقته على مرور مثل هذه الجمل المستفزة لثقافة تعمل وفق الممكن والمتاح وبتوازنات هو أكثر من يعرف عنها، لا أظن مواطناً واعياً فضلاً عن مثقف نبيل يرضى بأن يكون ماء وجهه مسكوباً لسبب مجهول، ويحفظه لنا مواطن برتبة مسؤول من دون أن يُثمن له ذلك أو يُشكر على تفاعله العاجل والذكي في ظل غيبوبة عقولنا وانشغالها بمهام أخرى أقل أو أعلى من فتنة مثقف مفتون وهواه. alialqassmi@

مشاركة :