تحتفل الأوساط الثقافية والفنية بمرور 25 سنة على تأسيس فرقة الرقص المسرحي الحديث ، وتعيد دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدي صابر بهذه المناسبة إنتاج أول عروض الفرقة "إيكاروس" بتقديمه على مدار يومين متتالين مساء الثلاثاء والأربعاء الموافقين 3 و4 أبريل المقبل على المسرح الكبير إلى جانب تكريم رموز الفرقة.وعبر الدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية ـ خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الخميس بدار الأوبرا للإعلان عن الاحتفال باليوبيل الفضي لفرقة الرقص المسرحي الحديث ـ عن سعادته بالتعاون مع الفنان وليد عوني مؤسس فرقة الرقص الحديث في العديد من الأعمال الفنية المتميزة ، مشيرا إلى أنه ساعده في بعض العروض كما ساعده في رسالة الماجيستير ، لافتا إلى أن عوني قدم العديد من العروض الناجحة وأسس فرقة الرقص الحديث التي غيرت العديد من المفاهيم ، وظهر من خلالها راقصون متميزون ، ومن بينهم مناضل عنتر الذي تولى بعد ذلك مهام المدير الفني للفرقة.ونوه رئيس دار الأوبرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تعاونا كبيرا مع الفنان وليد عوني في تقديم العديد من الأعمال الفنية المتميزة ، باعتباره فنانا مبدعا قام بإخراج أكثر من 30 عملا مع فرقة الرقص المسرحي الحديث.وعبر الفنان وليد عوني عن سعادته بحضور الاحتفال باليوبيل الفضي لفرقة الرقص المسرحي الحديث ، مشيرا إلى أنهاختار أن يعود إلى مصر بنفس العرض الذي قدمه في افتتاح الفرقة قبل نحو 25 سنة ، وهو عرض "إيكاروس"، الذي تسبب وقتها في هجوم كبير عليه اعتراضا على العرض لأن الجمهور لم يكن معتادا على تلك النوعية من العروض وعندما عاد إلى مصر قرر دراسة ثقافتها وتاريخها قبل تقديم العديد من الأعمال ، وبالفعل قدم العديد من العروض الجريئة.وأضاف عوني " إنني سعيد بما حققته الفرقة من نجاحات ،فقد تطورت سريعا وزادت أهميتها ووصلت إلى العالمية" ، لافتا إلى أنه قدم عروضا شرقية لجبران خليل جبران ورابعة العدوية ، وطوع الخامة الثقافية المصرية حتى كانت عروض الفرقة تجذب أنظار العالم بروحها المصرية في الحركة والرقصات ، مشيرا إلى أن عرض "إيكاروس" والذي سيتم تقديمه على خشبة المسرح الكبير يومي 3 و4 أبريل بدار الأوبرا سيحمل مفاجأة للجمهور.وأوضح مؤسس فرقة الرقص المسرحي الحديث أن عرض "إيكاروس" مستلهم من الأسطورة اليونانية القديمة التي تحمل نفس الاسم وتدور حول "ايكاروس" ابن "ديدالوس"المحتجز مع أباه في متاهة جزيرة كريت عقابا لهما من "مينوس" ملك الجزيرة فيحاولا الهرب من خلال الاستعانة بأجنحة ثبتاها على ظهريهما بالشمع ، وأثناء هروبهما من المنفى حلق إيكاروس قريبا من الشمس متجاهلا نصيحة والده فسقط صريعا بعد أن أذابت أشعة الشمس الأجنحة.من ناحيته ، أثنى المدير الفني الحالي للفرقة مناضل عنتر على الجهد الذي قام به الفنان وليد عوني مع الفرقة ، معربا عن اعتزازه بالتعاون معه ، مشيرا إلى أنه استفاد منه كثيرا لأنه حرص على اكتساب الخبرة في الجانب العملي بعد دراسته.ولفت عنتر إلى أنه ابتكر أسلوب خاص واهتم بالشكل والمضمون واستخدام الكلمة المنطوقة بشكل محدود في العروض الراقصة ،وقام بإخراج العديد من العروض وهي : ( غير المتوقع يحدث دائما ، أعمق مما يبدو على السطح ، مولانا ، حلم البصاصين ، عشم إبليس ، الفيل الأزرق وقلعة الموت) ، كما قدمت الفرقة عروضا أخرى هي : أرملة الصحراء إخراج سالي أحمد ، كاليجولا ، وأحمس ، مشيرا إلى ان الفرقة لاتزال حتى الآن تمثل مصر في العديد من المهرجانات وتحصد الجوائز.يذكر أن فرقة الرقص المسرحي الحديث تأسست عام 1993 ، وتعد الأولى من نوعها في مصر والعالم والعربي ، وتم تكليف الفنان وليد عوني من قبل وزارة الثقافة بالعمل كمخرج ومصمم ومدير فني لها ، وانطلقت مسيرتها لتحقق خلالها نجاحا جماهيريا بفضل الموضوعات التي تناولتها العروض في الفنون والحضارة المصرية والعربية وغيرها من الأفكار المبتكرة والمتجددة.أما الفنان وليد عوني فتتلمذ على يد المخرج العالمي موريس بيجار وعمل معه في العديد من العروض الناجحة في بروكسل بعد دراسته لفن الجرافيك والفنون التشكيلية في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في بروكسل.وفي عام 1993 تم تكليفه بتأسيس أول فرقة للرقص المسرحي الحديث بدار الأوبرا المصرية والتي تعد الأول من نوعها في الوطن العربي ، وخلال الفترة من 1993 إلى 2012 قام بإخراج أكثر من 30 عمل مع الفرقة بالإضافة إلى العديد من الاحتفالات القومية.وتم إدراج اسمه في موسوعة المسرح العربي وحصل على عدة تكريمات وأوسمة مصرية وأجنبية عن مجمل أعماله ، وفي عام 2009 أسندت إليه مهمة المدير الفني لفرقة فرسان الشرق للتراث ، وقام بإخراج عرض "الشارع الأعظم" الذي افتتح به الاحتفالات باختيار المنامة عاصمة ثقافية ، وبعدها قام بتصميم عرض "عصفور النار" لفرقة بالية أوبرا القاهرة عام 2014 وعرض "ابن بطوطة" لفرقة بالية صوفيا سيتي بالأوبرا السلطانية في مسقط "عمان" عام 2015.
مشاركة :