لم يخطر على بال أحدٍ أن نجوم مواقع التواصل الاجتماعي سيقبلون على تأليف الكتب والجلوس على منصات التوقيع في معارض الكتاب الدولية للتوقيع لجماهيرهم (القرَّاء)! وهذا ما حدث مع انطلاقة معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام الذي لا تزال فعالياته مقامة، فمع بداية المؤتمر الصحفي الذي أقيم قبيل افتتاح المعرض طُرحت بعض التساؤلات من إعلاميين حول كيفية السماح بكتب ل (أطفال) لا يمثلون شيئاً في مجتمع الأدب والكتابة، وكيف يعطى إذناً بالجلوس على منصات التوقيع واستقبال الجمهور في فعالية أدبية كبرى مثل معرض الكتاب الدولي، ليجيب المسؤول عن المعرض: بأنه متى ما كان هناك فسحٌ لأي كتاب من وزارة الإعلام فيحق لمؤلف الكتاب طلب التوقيع عليه في المعرض! النجم (أبو جفين) الكتاب الذي أثار الضجة هو لطفل لقبه (أبو جفين) وعمره حالياً 14 عاماً وبرز قبل عدة سنوات عبر برنامج سناب شات الاجتماعي، ووضع عنواناً له: «توصون شي ولاش» وهي لزمة باللهجة العامية اشتهر بترديدها مع كل ظهور له، ومجمل شهرته جاءت بسبب قفشاته وإسقاطاته والكاريزما الفكاهية التي يتمتع بها، ومع الجدل حول الكتاب وظهور الكثير من الانتقادات التي صاحبت الإعلان عنه واعتراضات متفاوتة عبر موقع التواصل (تويتر) خرجت إحدى دور النشر الكويتية لتتبرأ من (تهمة) إصدارها للكتاب وأنها مجرد مشاركة في عرضه بالمعارض الدولية، ومن أشهر ما كتب من اعتراضات على الكتاب ومؤلفه ما غرد به الإعلامي مساعد الخميس موجهاً حديثه للمؤلف الصغير بقوله: «عزيزي الطفل أبو جفين أعلم لا ذنب لك في إصدار الكتاب أنت ضحية لمن استغل البراءة والقبول لديك في المجتمع، أعلم الكتاب سوف يحقق مبيعات بأرقام فلكية بغض النظر عن المحتوى فالزمن زمن أبو جفين ومشاهير الغفلة يا زمن العجايب وش بقى ما ظهر». فيما غرّد أحدهم وهو مبارك الشهري بالقول: «تجاوزنا مرحلة جعل الحمقى مشاهير ووصلنا إلى مرحلة: جعل الحمقى أدباء القلم يُعبث به من دور النشر دون حسيب أو رقيب. لماذا انحصرت ذائقتنا ما بين سماجة أبو جفين ونظارة فيحان وسروال أبو سن، يبدو أن أفضل محتوى موجود في معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 هو كشكات البليلة والفشار»!. ولم يكن (المؤلف) أبو جفين بعيداً عن ردود الفعل هذه، بل رد عليها مقللاً من قيمة من انتقدوه بسبب صغر سنه، مؤكداً أن هناك من تجاوز الستين من عمره وهو لم يقدم شيئاً لمجتمعه، فيما هو –أي أبو جفين – يقرأ الكتب مذ كان عمره تسع سنوات وأنه من بيئة علمية ولذلك يحق له التأليف، وتمنى أن يجد كتابه الصدى المأمول وأن يكون الكتاب الأكثر مبيعاً في معرض الرياض الدولي للكتاب! فيحان والزواج المبكر ومن الكتب التي صدمت الكثير، كتاب معنون ب (أضرار الزواج المبكر) لأحد مشاهير مواقع التواصل الذي يُعرف باسم «فيحان» وجاء الانتقاد الأشد حول الأحقية التي تؤهل المؤلف لأن يتحدث عن موضوع اجتماعي مهم كالزواج المبكر، والأدهى تدعيم فكرته واختصارها على الغلاف وأسفل العنوان بعبارة: «الزواج المبكر قاتل للطفولة والتعليم»!، بل قال أحدهم إنه كيف له فعل ذلك وهو الذي لم يتزوج بعد وقد كبر بالعمر، فيما تساءل البعض متهكماً: هل أصبح من حق أي (أحد) أن يضع قبل اسمه لقب (الراوي) لمجرد تأليف كتاب؟! أما الكتاب الذي أثار جدلاً وإن كان بشكل أقل حدة، هو لمشهور آخر يتحدث عن البراءة وقوتها وكذلك الخير والشر، والجدل ليس هنا تحديداً ولكنه حول سبب وضع المؤلف لصورته على غلاف الكتاب بشكل كامل وكبير وعلاقة ذلك بالموضوع الذي يتحدث عنه الكتاب، ما يدل حسب تقييم البعض أن ما بداخل الكتاب مجرد إنشاء وحشو كلمات لا معنى لها وأن الهدف من ذلك هو الشهرة والوجود المستمر وفي أكثر من مجال. ومواسم سابقة لم يكن هذا الموسم لمعرض الكتاب لأول مرة يتعرض لانتقادات لما يحتويه ويعرضه من كتب يعتبرها البعض (لا تليق)، بل واجهت مواسم سابقة مثل هذا الجدل ولكن كانت أخف حدّة من هذا الموسم الذي كان السبب الرئيس فيه هو أن نجوم التواصل الاجتماعي المتعرضين للانتقاد الدائم بسبب ما يعرضون وما يقدمونه من أمور سطحية في حساباتهم (المليونية) ما جعل البعض يعتبر أن الملام في الأمر هو من أعطى الإذن ومن شجع على الأمر وأخيراً من دعم ولا يزال يدعمهم بالكلمة أو الدفاع عنهم! inShare Save اضف رد
مشاركة :