توصلت النيابة العسكرية الاسرائيلية إلى اتفاق ادعاء مع هيئة الدفاع عن الفتاة الفلسطينية الأسيرة عهد التميمي، التي سيفرض بموجبها الحبس الفعلي لمدة ثمانية أشهر على الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، مقابل الاقرار بذنبها. ووجهت لها النيابة لائحة تهم معدلة، تشمل أربعة تهم بدلا من 12 تهمة، من ضمنها الاعتداء على جندي، تم توثيقه بالفيديو في ساحة منزلها الواقع في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. وأصبحت عهد التميمي (17 عاما) بطلة في أعين الفلسطينيين، بعدما صورت والدتها الواقعة ونقلتها مباشرة على موقع «فايسبوك»، لتسجل انتشارا واسعا. وصاحت التميمي، وهي مكبلة بالأغلال موجهة كلامها للصحافيين داخل محكمة سجن عوفر العسكري قرب رام الله: «لا عدالة تحت الاحتلال. نحن في محكمة غير شرعية». وقالت محامية الفتاة، جابي لاسكي، إنه «بناء على الاتفاق القضائي، فإن عهد التميمي ستقر بالذنب مقابل تخفيف الاتهام، ومن ثم العقوبة إلى السجن ثمانية أشهر، إضافة إلى دفع غرامة قدرها خمسة آلاف شيقل (1430 دولارا تقريبا)». وأكد الجيش الإسرائيلي تفاصيل الاتفاق. وقضت المحكمة أيضاً، بسجن والدة عهد، ناريمان التميمي، لمدة ثمانية أشهر ودفع غرامة مالية، بادعاء إعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته. وقضت على ابنة عم عهد، نور التميمي، بالسجن الفعلي لمدة 16 يوماً، وغرمتها 2000 شيقل، قبل أن يتم الافراج عنها، وفق ما نقل موقع «عرب 48». وأشارت المحامية إلى أن السجن سيشمل الفترة التي قضتها التميمي في الحجز منذ إلقاء القبض عليها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأضافت المحكمة لقرارها أيضاً السجن سبعة أشهر «مع وقف التنفيذ» بحق التميمي، في حال ارتكبت أي من المخالفات المدرجة بالحكم (لم تعلن عنها)، خلال السنوات الخمس المقبلة. وجذبت القضية اهتماما عالميا، وامتلأت قاعة المحكمة الصغيرة بصحافيين وديبلوماسيين ومراقبين دوليين خلال الجلسات. ووقعت مجموعة من الشخصيات الثقافية الأميركية، ومنهم الممثل داني جلوفر، والممثلة روزاريو داوسون، والروائية أليس ووكر على التماس يطالب بالإفراج عنها،وقارنوا قضيتها بقضايا «أطفال المهاجرين ومناطق تجمع الملونين (ذوي البشرة السمراء) الذين واجهوا قسوة الشرطة في الولايات المتحدة». ولاقت صور الفتاة وهي تضرب الجندي انتقادات بين الإسرائيليين الذين جادلوا عما إذا كان ينبغي للجندي أن يرد. وقال الجيش إن الجندي «تصرف بمهنية»، حين التزم ضبط النفس، وقال سياسيون من اليمين إن «تصرف الجندي مخز». وقالت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف، في تعليق على صفحتها على «فايسبوك» عقب الحادث: «لا يمكن الإساءة لشرف جيش إسرائيل. لا يمكن أن نقف في موقف يهان فيه الجنود ويضربون ولا يتصرفون في الحال ويلقون القبض على من يؤذونهم».
مشاركة :