ساعة الأرض تدق ناقوس الخطر على الطبيعة

  • 3/23/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

باريس- من برج إمباير ستايت بلدينغ إلى أهرامات مصر ستطفئ معالم شهيرة أنوارها السبت في النسخة السنوية الجديدة من “ساعة الأرض” من أجل حشد الصفوف لمواجهة التغير المناخي، فضلا عن الحفاظ على الطبيعة هذه المرة. وأطلقت مبادرة “ساعة الأرض” في العام 2007 مع حدث واحد في سيدني، إلا أنها باتت الآن مع نسختها الحادية عشرة تقام في كل أرجاء العالم بهدف التوعية بمخاطر الاضطرابات المناخية في وقت كانت السنوات الثلاث الأخيرة الأكثر دفئا في تاريخ البشرية. وعند حلول الساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي لكل بلد ستغرق الكثير من الأبنية والمعالم والمواقع الأثرية في الظلمة لمدة ساعة من الزمن. ومن بين هذه المعالم برج إيفل ودار أوبرا سيدني، فضلا عن بيغ بن والكرملين والأكروبوليس، إضافة إلى ناطحات السحاب في هونغ كونغ وبرج خليفة في دبي وكاتدرائية القديس بطرس وشلالات نياغارا وتمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو. لكن المبادرة هذه السنة لا تريد الاكتفاء بقضية التغير المناخي بل تدعو إلى رص الصفوف من أجل حفظ الطبيعة في وقت ينعقد فيه في كولومبيا اجتماع لخبراء المنبر الحكومي الدولي حول التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية الذي يقيم وضع الثروة الحيوانية والنباتية ونوعية التربة. وقال ماركو لامبرتيني الأمين العام للصندوق العالمي للطبيعة الذي ينسق الحدث عبر العالم “التنوع الحيوي والتغير المناخي هما وجهان لعملة واحدة”. وتشهد الأرض بسبب النشاط البشري اندثارا كثيفا لأنواع عدة هو الأوسع منذ انقراض الديناصورات، ما يشكل أزمة بيئية سيُسلّط الضوء عليها في الأيام المقبلة في كولومبيا، إحدى أكثر دول العام غنى بالتنوع الحيوي. أطلقت مبادرة "ساعة الأرض" في العام 2007 مع حدث واحد في سيدني، إلا أنها باتت الآن مع نسختها الحادية عشرة تقام في كل أرجاء العالم بهدف التوعية بمخاطر الاضطرابات المناخية وشدد لامبرتيني على أن “التغير المناخي تهديد كبير لاستقرار كوكبنا ومجتمعنا ومصادر عيشنا، إلا أنه ليس سوى مكون من أزمة بيئية أوسع. نريد (..) أن نستخدم شعبية التغير المناخي للفت الانتباه إلى بعد أخطر لنموذج التنمية الذي ننتهجه وهو القضاء على الطبيعة”. ويؤكد أن العلم يثبت الأضرار الواقعة على الثروة الحيوانية والنباتية وعلى التربة أيضا، والبحث عن حلول من شأنها أن تغيّر الواقع القائم. ويضيف “نحن نعتمد كثيرا على التنوّع في الطعام الذي نأكله والماء الذي نشربه والهواء الذي نتنشّقه، ورغم ذلك نقوم بأنشطة تشكّل ضغطا على قدرة الطبيعة على تأمين حاجاتنا”. وقالت كريستيانا باسكا بالمر الأمينة العامة للاتفاقية العامة حول التنوع البيولوجي التابعة للأمم المتحدة والمشاركة هذه السنة في الحدث “ما إن يتم القضاء على المخزون الطبيعي لن تكون الحياة على الأرض كما ألفناها، ممكنة. لذا من الضرورة أن نتخذ الإجراءات اليوم وفي كل يوم للحفاظ على التنوع الحيوي”. وستندرج “ساعة الأرض” هذه السنة في دول عدة في إطار مبادرات مرتبطة بحفظ الثروة الحيوانية والنباتية. ففي أستراليا سيرفع الصندوق العالمي للطبيعة الوعي بأربعة أنواع “بطلة” هي السلاحف الخضراء والكوالا والكنغر والبطريق. وفي كوريا الجنوبية حيث يتسبب غبار الفحم في أكثر من 14 ألف وفاة مبكرة كل سنة، سيشجع الناشطون على صنع أقنعة لحمل الحكومة على ضبط نوعية الهواء في الجو بشكل أفضل. وفي الصين وسنغافورة ستطلق حملة ضد الأكياس البلاستيكية التي تلوث المحيطات. أما في الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها دونالد ترامب العام الماضي انسحابه من اتفاق باريس حول المناخ، فقال الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة إنه سيدعو الشباب إلى الطلب من الحكومة دعم النضال من أجل مكافحة الاحترار المناخي. وقال لامبرتيني “حتى الآن قطع أشجار الغابات والتلوث واندثار الأنواع تؤثر على الأشخاص عاطفيا فقط. الناس يأسفون لتراجع الطبيعة واندثار الحيوانات، لكن في الواقع يجب أن يقلقوا.. الأسف والحزن لا يكفيان”. وإلى جانب إطفاء الأنوار في أهم المعالم في العالم حققت “ساعة الأرض” نتائج بيئية ملموسة منذ نسختها الأولى العام 2007، من بينها منع الأكياس البلاستيكية في جزر غالاباغوس، وزراعة أكثر من 17 مليون شجرة في كازاخستان. وتبدأ مبادرة “ساعة الأرض” في سيدني السبت عند الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت المحلي (الساعة 11:30 بتوقيت غرينيتش) وستتبع مسار غياب الشمس عبر العالم.

مشاركة :