بيروت - اعلن فصيل فيلق الرحمن الذي يسيطر على جنوب الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق الخميس وقفا لاطلاق النار في منطقته يسري اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة للسماح باجراء مفاوضات مع روسيا. ياتي ذلك بعد غارات جوية استهدفت الخميس مناطق عدة في جنوب الغوطة الشرقية خاضعة لسيطرة فيلق الرحمن ادت الى مقتل 38 مدنيا على الاقل بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان. كما جاء قرار وقف النار في وقت شهدت مدينة حرستا التي تسيطر عليها هيئة احرار الشام الخميس عملية اجلاء مقاتلين ومدنيين هي الاولى من نوعها في المنطقة باتجاه محافظة ادلب (شمال غرب). وتضع موافقة أحرار الشام على قبول شروط الجيش وإخلاء حرستا الحكومة على طريق تحقيق أكبر نصر لها على مسلحي المعارضة منذ معركة حلب في عام 2016. وهجوم الجيش السوري على الغوطة الشرقية، التي تضم مدنا وبلدات وأراضي زراعية على مشارف دمشق، هو أحد أعنف المعارك في الحرب السورية. وقال المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان "الامم المتحدة توصلت لاتفاق مبدئي لوقف اطلاق النار". ويفترض ان يتيح وقف النار اجراء "جلسة مفاوضات نهائية" بين وفد محلي يضم "فيلق الرحمن والمؤسسات المدنية والمؤسسات المجتمع المدني" من جهة، وروسيا من جهة اخرى "لإيجاد حل ومخرج يضمن سلامة المدنيين ويضمن عدم استمرار هذه المعاناة التي يعيشونها ويضمن إيقاف هذه الحرب وايقاف هذا القصف"، بحسب علوان. ولم يصدر بيان عن الامم المتحدة في هذا الصدد. وتشن قوات النظام منذ 18 شباط/فبراير هجوما عنيفا على الغوطة الشرقية بدأ بقصف عنيف ترافق لاحقا مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على اكثر من ثمانين في المئة من هذه المنطقة التي تتعرض منذ 2012 لقصف جوي منتظم تسبب بمقتل الآلاف. واسفر القصف عن مقتل أكثر من 1560 مدنياً بينهم 316 طفلاً على الأقل في أكثر من شهر، وفق المرصد. وقُتل الخميس 38 مدنيا على الأقل في غارات استهدفت مناطق عدة واقعة تحت سيطرة فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، بينها بلدة زملكا حيث قُتل 25 مدنياً، بحسب المرصد الذي رجح ان تكون طائرات روسية قد شنت تلك الغارات. ونفت روسيا في وقت سابق قصف الغوطة الشرقية. وشهدت الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية استخدام سوريا وحليفتها روسيا أساليب أثبتت نجاحها في مناطق أخرى من البلاد منذ انضمام موسكو للحرب في 2015. وتتمثل تلك الأساليب في حصار المنطقة المستهدفة وقصفها وشن هجوم بري ثم عرض ممر آمن للخروج للمسلحين وأسرهم.
مشاركة :