صداقة كبيرة جمع بين رائدين كبيرين وأهم أبرز الكتاب في تاريخ مصر، أحدهم صنع الرواية المصرية ووضعها على خريطة العالمية والثاني كان أبا للقصة القصيرة ورائدها، هم نجيب محفوظ ويوسف إدريس، إلا أن تلك الصداقة تعرضت في فترة ما لخلاف كبير بين الأثنين تسبب في جمود لفترة في صداقتهما.ووفقًا زوجة يوسف إدريس في حوار سابق لها تقول: « رغم وجود الكثير من الشائعات عن عدائه لنجيب محفوظ، إلا أنه كان من أصدقائه القريبين»، موضحة أنه عارض فوز «محفوظ» بجائزة نوبل، وأضافت: «قبل صدور نتيجة الجائزة أكد منظموها أنها من حق يوسف إدريس، وزارونا فى المنزل، وأجروا حوارًا معه لصحيفة (التايمز) أعلنت فيه أنه المرشح لجائزة نوبل، وذلك لأنه الأحق والأكثر فنًا من نجيب محفوظ، وبعد إعلان النتيجة تفاجأ إدريس بفوز محفوظ، الأمر الذى أثار استياءه بشكل كبير، وكانت بمثابة صدمة له».ويروي الكاتب الصحفي محمد سلماوي في مقال سابق له عن واقعة غضب يوسف إدريس وقوله «أنا الأحق بنوبل» يقول :«لم يغضب محفوظ، بل على العكس تماما، أذكر أننى كنت معه فى مكتبه إثر هدوء هذه الزوبعة، واتصل به يوسف إدريس متراجعا عن موقفه.وتابع سلماوي: « قال للأستاذ نجيب: «لاتصدق ما سمعته عنى فهو غير صحيح»، فإذا بمحفوظ بدلا من أن يعاتبه أو يوجه له اللوم يقول له: «أنا ماسمعتش حاجة»، وهذا موقف العظماء فقد التمس العذر لإدريس فهو فنان تلقائى وانفعالى.ويضيف سلماوى: تلك «سقطة» يجب أن نغفرها للأديب الكبير يوسف إدريس الذي كان البعض بشره بالفعل بالفوز بالجائزة، لكن ما يدهشني حقا هو ما يبدو من أننا وصلنا إلى حد مهين من فقدان الثقة بأنفسنا لدرجة التشكيك، فحين حصل محفوظ على الجائزة وجدنا من يقول إنه لا يستحق، وأن هناك غيره يستحقها، ثم يخرج علينا مدعون آخرون يقولون إنه حصل عليها لأسباب سياسية وبسبب تأييده لسياسة «السلام» مع إسرائيل، وكأن محفوظ ليس لديه من الأسباب الأدبية ما يؤهله للفوز بالجائزة، ورأى ثالث آخرون أنه حصل عليها بسبب رواية «أولاد حارتنا» لأن فيها خروج على الإسلام والغرب يشجع هذا؟!»
مشاركة :