... والفضلُ ما شَهِدَتْ بهِ الأَعداءُ

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تأكيداً للاهتمام الدولي بتجربة دولة الكويت في مجال تقطير المياه قال وكيل وزارة الكهرباء والماء محمد بوشهري إن التجربة الكويتية في مجال تقطير المياه حظيت باهتمامٍ بالغٍ من المشاركين في المنتدى العالمي الثامن للمياه الذي أقيم في البرازيل أخيراً ، واعتُبِرت من التجارب المميزة ، وكانت مشاركة الوفد الكويتي في منتدى (تقاسم المياه) في البرازيل قد جاءت انطلاقاً من حرص دولة الكويت على مشاركة دول العالم في مناقشة قضايا المياه والإطلاع على أفضل السبل المطلوبة لتوفير البيئة الصحية المناسبة للعمل . و تعكس المشاركة جهود وزارة الكهرباء والماء الهادفة إلى التعرف على قضايا المياه والاستفاده من الحلول والآراء المطروحة في هذا الصدد بغية توفير منتجاتٍ ذات جودة عالية.وذكر بو شهري أن محاور المنتدى استعرضت التحديات التي تواجه دول العالم ولا سيما تلك الدول التي تتسم طبيعتها المناخية بندرة موارد المياه الصالحة للشرب .إن وضع المياه في الكويت (ممتاز) بفضل الله نظراً لوجود قدرة إنتاجية عالية تصل إلى أكثر من 628 مليون غالون إمبراطوري يومياً.وستستضيف دولة الكويت في أبريل المقبل 2018 المؤتمر العربي الثالث للمياه بعنوان (التكامل العربي في إدارة الموارد المائية).وقد حققت دولة الكويت تقدما كبيراً في مجال توفير المياه لسد حاجاتها، جنباً إلى جنب مع ما حققته في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وهما من أهم مظاهر النهضة. ولكن ذلك يكلف الدولة الكثير، فتقطير مياه البحر تتجاوز كلفته الملياري دينار سنوياً بمعدل 12 دينار للألف غالون في حين يتم بيعها للمستهلكين بسعر مدعوم لا يتجاوز 10% من التكلفة الفعلية للإنتاج ، هذه التكلفة العالية لا يقابلها وعي كامل من قبل أكثر المستهلكين بأهمية ترشيد استهلاك المياه من أجل ضمان استمرار جريان شريان الحياة في دولة الكويت ، واعتمدت دولة الكويت في السابق لسد حاجتها من المياه على الآبار الارتوازية في عدد من مناطق الكويت، وكانت هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب بالإضافة إلى المياه التي كانت تجلب بواسطة المراكب والسفن الشراعية من شط العرب في العراق وفي عام 1905م اكتشف أول بئر يحتوي على مخزون كبير نسبياً من المياه العذبة في منطقة حولي، وفي عام 1925م أبحر أحد بحارة المراكب الشراعية إلى شط العرب حيث قام بإحضار المياه العذبة بمجموعة من البراميل أفرغها في خزان صغير بالقرب من شاطئ الشويخ، وقد استمر استخدام وسيلة نقل المياه بالمراكب على هذا المنوال لفترة من الزمن تلاها استخدام صهاريج المياه بدلاً من البراميل بحيث تحولت المراكب والسفن الشراعية إلى ناقلات للمياه.وفي عام 1939م تأسست شركة لإدارة الأسطول المكون من المراكب والسفن الشراعية لنقل المياه من شط العرب حيث بنيت ثلاثة خزانات على شاطئ الخليج لتجميع المياه التي تجلبها المراكب بمعدل 8500 جالون يومياً وتخزينها، ومع حلول عام 1946م تم شحن أول ناقلة بالنفط، وبذلك توفرت للكويت الأموال اللازمة لاستثمارها في مصادر صناعية حديثة تؤمن حاجات السكان من المياه العذبة.ومنذ مطلع الخمسينات، وتحديدا في عام 1951م، قامت شركة نفط الكويت بإنشاء وحدة صغيرة لتقطير مياه البحر في ميناء الأحمدي بطاقة إنتاجية قدرها 80,000 جالون من المياه العذبة يومياً، وتعزيزها بشكل مستمر لتلبية الطلب عليها حيث بدأ العمل فيها باستخدام أسلوب الأنبوب المغمور وهي طريقة تقليدية لتبخير مياه البحر حيث يتم بعد ذلك تكثيف البخار وضخ الماء الناتج منه للخزانات، ولكن هذا الأسلوب باهظ التكاليف قليل الإنتاج، الأمر الذي حدا بإحدى الشركات الأجنبية إلى تطوير أسلوب جديد في تقطير مياه البحر يعتمد على التبخير الومضي. وبهذا تكون الكويت أول دولة تتبنى هذا الأسلوب.عبدالله الهدلق

مشاركة :