الإعلامية ريهام سعيد والخبر السعيد !!

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال جميل صدقي الزهاوي :العدل كالغيث يحيي الأرض وابلهوالظلم في الملك مثل النار في القصبيقول المثل الإنجليزي (العدالة ثمينة جدا ولذلك فهي تكلف غاليا) فقد دفعت هذا الثمن الغالي الإعلامية المصرية المعروفة ريهام سعيد مقدمة برنامج (صبايا الخير) بعرض على قناة النهار فقد قضت تقريبا شهرا في سجن القناطر للنساء بسبب اتهامها في قضية خطف الأطفال حيث أنها عاشت لحظات عصيبة خاصة أن لديها طفل عمره شهرين ويمر بمشاكل صحية وقد نالت هذه القضية من سمعتها حيث أنها شخصية معروفة يتابع برنامجها الملايين.المثل يقول (لا يصح إلا الصحيح) فقد حكمت محكمة شرق القاهرة ببراءتها من التهمة الموجهة وهي التحريض على خطف طفلين وهي تهمة خطيرة «تودي بداهية» كما يقول المصريون ولكن القضاء المصري أنصفها هي وطاقم البرنامج المعدة والمصور والمنتج وهذا يؤكد أن مهنة الإعلام هي مهنة المتاعب والمخاطر وأقل خطأ قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل السجن.القصة كما روتها الإعلامية ريهام سعيد أنها طلبت من معدة البرنامج أن تعد حلقة عن ظاهرة خطف الأطفال التي انتشرت مؤخرا وقد تصرفت المعدة وذلك بالاتفاق مع شخصين لخطف طفلين مقابل 300 ألف جنيه وقد طلبت ريهام سعيد من المعدة أن تبلغ الشرطة حتى يكونوا على علم ولكنها لم تفعل وأخبرت الأمن قبل عملية استلام الطفلين بعدة ساعات وبعد القبض على الفاعلين وحتى يبعدوا التهمة عنهم اتهموا الإعلامية ريهام لأنها هي من كلفتهما بخطف الطفلين ولذلك وجهت التهمة لها وكذلك طاقم البرنامج ولو نفذت المعدة ماطلبته ريهام سعيد منها لما حدثت هذه المصيبة وبعد التحقيقات تبين للمحكمة براءة الإعلامية ريهام سعيد وطاقم البرنامج . انا شخصيا أتابع برنامج صبايا الخير بسبب القضايا الجريئة والخطيرة التي تطرحها الإعلامية ريهام سعيد وهي كانت تهدف من حلقة خطف الأطفال أن تسلط الضوء على هذه الظاهرة وتحذر الآباء والأمهات من خطف أطفالهم وأن يراقبوا أبناءهم دائما ولا يتركوهم لوحدهم في الأماكن العامة فقد كان هدفها نبيل ولكن الإعداد لم يكن جيدا فحدث ماحدث .الجدير بالذكر أن هناك أعمال خيرية وانسانية كثيرة تقوم بها الإعلامية ريهام سعيد من خلال حساب خاص بالتبرعات وأيضا هي تصرف من جيبها الخاص في حالات كثيرة حيث إنها ذكرت في التحقيقات أن راتبها الشهري هو نصف مليون جنيه .الإعلامية ريهام سعيد تركز أكثر في برنامجها على علاج الحالات المستعصية وخاصة التي تصيب شريحة الأطفال وتسافر إلى مستشفيات في الخارج حيث تشرف على الحالات التي تحتاج للعلاج بالخارج وهو جهد لاتقوم به إلا دول ومؤسسات وجمعيات خيرية كبيرة .أيضا هي تقوم من خلال برنامجها بمكافحة المخدرات المنتشرة في مصر حيث أنها طرحت مبادرة لعلاج المدمنين الذين يريدون أن يقلعون عن تعاطي المخدرات وقد ساهمت في القبض على بعض مروجي المخدرات وهي دائما تقول إن أكثر الجرائم في مصر وكذلك حوادث المرور سواء سيارات أو قطارات هي غالبا ماتكون السبب هي المخدرات .نعتقد أن الإعلام الهادف ينبغي أن يسلط الضوء على القضايا والظاهر الخطيرة في المجتمع وطرح الحلول لها وتعليق جرس الخطر وكذلك المساهمة في خدمة المجتمع مثل علاج المرضى الذين ليس لديهم المال الكافي للعلاج وكذلك علاج حالات الإدمان على المخدرات وكذلك توفير مأوى أو سكن لبعض الحالات التي تعاني من الفقر المدقع وأيضا المساهمة في حل قضية أطفال الشارع وهناك قضايا كثيرة يضيق عنها المجال لذكرها تقوم بها الإعلامية ريهام سعيد .أيضا الإعلامية ريهام سعيد تقوم بأعمال إنسانية خارج مصر فهي قد زارت مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان وقدمت المساعدات الإنسانية لهم وكذلك تزور قرى في صعيد مصر لتقديم المساعدات الإنسانية لهم وهناك أعمال خطيرة تقوم بها فقط لنقل الحقيقة فهي قد زارت مدينة رفح المجاورة لقطاع غزة وصورت الأنفاق وما يحصل بها وكيف كانت سلع كثيرة تهرب من خلالها وحتى الأسلحة وعرضت حياتها للخطر وقد كانت الحلقة أيام حكم الإخوان لمصر والمعروف أن هذه الأنفاق تديرها حركة حماس الإرهابية وتهرب من خلالها السلاح والإرهابيين إلى مصر والعكس فهي جريئة وتعرض حياتها للخطر أحيانا وهذا هو الإعلام الصادق الذي ينقل الحقيقة من مصدرها وليس من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.نعتقد أن الحكم بسجن الإعلاميين وأصحاب الرأي هو نوع من الإرهاب الفكري والتضييق على الحريات وكان بالإمكان منع الإعلامية ريهام سعيد من السفر وإطلاق سراحها بكفالة مالية مع ضمان مكان إقامتها حتى يصدر حكم نهائي بالقضية وهو ما يمكن أن نسقطه على الوضع عندنا في الكويت فقد تم سجن مغردين وإعلاميين وكذلك المتهمين في قضية اقتحام مجلس الأمة وهو تعسف ومصادرة للحريات وتكميم للأفواه وينبغي تطبيق القاعدة الذهبية المتهم بريء حتى تثبت براءته .النائب عمر الطبطبائي وكذلك النائب صالح عاشور طالبا بتعديل قانون الإعلام الالكتروني والجرائم الإلكترونية بحيث تكون العقوبة غرامة مادية وليس السجن ونأمل أن يتم تعديل هذه القوانين الجائرة في أسرع وقت حتى يتحرر الإعلام من القيود .ختاما نبارك للإعلامية ريهام سعيد على حكم البراءة فهي تستحق التكريم وليس السجن والبهدلة على ما تقوم به من المساهمة في حل قضايا المجتمع وتعريض حياتها للخطر وكذلك الأعمال الخيرية والإنسانية التي قد تكون سببا في حكم البراءة الذي حصلت عليه لأن الصدقة تدفع البلاء وتمنياتنا لها بالنجاح والتوفيق والتألق الدائم حيث تم اختيارها أفضل مقدمة برنامج في مصر مؤخرا ولكن عليها أن تكون حذرة والحديث الشريف يقول (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين).أحمد بودستور

مشاركة :