بعد هزائمه المدوية في سورية والعراق، وتحذيرات عالمية من عودة مقاتليه إلى بلدانهم الأصلية، شن «داعش»، أمس، هجوماً انتهى بمقتل منفذه وثلاثة مدنيين، في فرنسا التي لاتزال في حالة طوارئ استثنائية، منذ سلسلة من الاعتداءات الإرهابية، التي شهدتها بين 2015 و2016، وأوقعت 238 قتيلاً ومئات الجرحى. وحسب التقارير، أقدم المدعو رضوان لقديم (26 عاماً)، وهو فرنسي من أصول مغربية، على سرقة سيارة قرب مدينة كركاسون، جنوب غرب فرنسا، وقتل راكباً، وأصاب السائق بجروح، ثم أصاب شرطياً بالرصاص، قبل أن يتوجه إلى سوبر ماركت في مدينة تريب، على بعد نحو عشرة كيلومترات، حيث قتل شخصين آخرين، بعد أن احتفظ بعشرة أشخاص رهائن. وتمكنت قوات خاصة من قتل المهاجم داخل السوبر ماركت، بعد أن وافق على الإفراج عن الرهائن، مقابل ضابط برتبة كولونيل من القوات الخاصة كان يتفاوض معه. وترك الكولونيل هاتفه المحمول في وضع الاتصال على طاولة، مما سمح لقوات الأمن بسماع ما يحدث داخل المكان. وعندما سمعوا إطلاق نار، تدخلت قوات خاصة «وأسقطوا» المسلح. وبحسب شهود عيان، فقد صرخ المهاجم «الله أكبر»، وأطلق الرصاص لدى اقتحام السوبر ماركت، وطالب بإطلاق سراح صلاح عبدالسلام، العنصر الوحيد الباقي على قيد الحياة من منفذي هجمات 13 نوفمبر 2015 في باريس. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن المهاجم كان بحوزته عدة أسلحة وقنابل يدوية، وأنه أراد أن «يثأر لسورية». وتبنت وكالة «أعماق»، الناطقة باسم التنظيم الإرهابي، مسؤولية «داعش» عن العملية. وبعد انتهاء العملية التي استمرت نحو 5 ساعات، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولوم للصحافيين، إن «لقديم كان معروفاً للسلطات في جرائم صغيرة وحيازة مخدرات، وكنا نراقبه، واعتقدنا أنه لم يكن متطرفاً».
مشاركة :