شهدت الأيام الأخيرة محاولات مشتركة من عمان والدوحة؛ لكسر حالة الجمود في علاقتهما، بعد نحو 10 شهور من إعلان الأردن خفض التمثيل الدبلوماسي مع قطر، على خلفية الأزمة التي تشهدها العلاقات بين الدوحة وكل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين. الأردن، الذي حافظ طيلة الشهور الماضية على «شعرة معاوية» مع قطر، بعث مؤخراً برسائل غير مباشرة تنم عن رغبة واضحة في إعادة العلاقات إلى سابق عهدها، كان آخرها مذكرة نيابية تطالب حكومة المملكة بإعادة سفير البلاد إلى قطر، وقبلها زيارة وفد اقتصادي أردني للدوحة. واعتبر محللون أردنيون -في حديث للأناضول- أن الأردن وقف في الأزمة الخليجية موقفاً «معتدلاً غير منحاز»، وأنه في إطار هذا الحياد، لا بد من كسر حالة الجمود، وعودة العلاقات إلى ما كانت عليه. وقع 45 نائباً في مجلس النواب الأردني، (الغرفة الأولى للبرلمان)، الثلاثاء الماضي، مذكرة نيابية تُطالب بعودة سفير بلادهم إلى الدوحة. وفي الحادي عشر من الشهر الحالي، استقبلت غرفة تجارة وصناعة قطر وفداً اقتصادياً أردنياً برئاسة رئيس غرفة تجارة الأردن ورئيس اتحاد الغرف العربية، نائل الكباريتي. وبدأت محاولات الأردن كسر جمود العلاقات مع الدوحة، في 7 ديسمبر الماضي، عندما تهاتف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن آل ثاني أمير البلاد المفدى، بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة «عاصمة لإسرائيل». وفي 14 من نفس الشهر، هنأ العاهل الأردني، صاحب السمو باليوم الوطني. القيادي الإسلامي والأمين العام لحزب المؤتمر الوطني ارحيل الغرايبة، قال للأناضول: «العلاقة الأردنية القطرية شهدت توتراً وجموداً، وقد بُذلت جهود من كلا الطرفين لمحاولة تحسينها». وأضاف الغرايبة: «العلاقة تسير باتجاه متصاعد، ولكن ببطء ملحوظ.. الأردن وقف موقفاً معتدلاً، ولم ينحاز لأحد في الأزمة الخليجية، لذلك نحن بحاجة إلى عودة العلاقات مع الدوحة». وتابع: «المذكرة النيابية الأخيرة هي في الاتجاه الصحيح، مصالحنا الأردنية في قطر كبيرة، فهناك جالية أردنية كبيرة تعمل هناك (أكثر من 40 ألف أردني)، وأعتقد أن المرحلة المقبلة تحمل المبشرات». خالد شنيكات -أستاذ العلوم السياسية في جامعة البلقاء- اعتبر أن «علاقة الأردن الخارجية مع دول الخليج تتميز بالتوازن، فالأردن أخذ تقريباً نصف خطوة تمثلت في خفض التمثيل مع الدوحة، ولم يقم بنفس خطوة دول الخليج، من باب الوسطية في اتخاذ القرار، بحيث يُبقي الخطوط مفتوحة مع الجميع». واعتبر شنيكات أن الأردن أبقى الباب مفتوحاً لإمكانية لعب دور الوسيط في حل الأزمة بين قطر والدول الخليجية، معتمداً على علاقاته الاقتصادية الجيدة مع دول الخليج. إلا أن شنيكات -محلل سياسي- يرى أن «هناك أيضاً عوامل غير مرئية تعتمد على علاقة قطر مع دول إقليمية كإيران». واعتبر أن علاقة عمان بالدوحة تعتمد في هذا الصدد على «تمسك قطر بالمصالح الخليجية، والتزامها بالصف الخليجي، مما يسهل عودة علاقتها بالأردن». من جهته، قال رائد الخزاعلة -رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، للأناضول- إن «مصلحتنا تكمن في أن تعود العلاقات مع كل الأشقاء العرب، نحن كشعوب تواقون إلى أن تكون هناك علاقات بكل الأقطار». ومضى البرلماني الأردني: «نحن مع الانفراج في العلاقات، وفتح القنوات، وإعادة التمثيل إلى مستواه مع قطر وغيرها، بأن نكون لاعبين رئيسيين في رأب الصدع مع الأشقاء العرب».;
مشاركة :