قال فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي -الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة «رضي الله عنها» بفريج كليب-: «إن ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي يندى له جبين الإنسانية». وأضاف أن العالم يقف موقف المتفرج الفرح، ولو حدث ما يحدث لأمتنا لحيوان لرأيت العالم قائماً لا يهدأ، حتى ينتصر لذلك الحيوان، لافتاً إلى أن الأمة مشغولة غافلة عما يكيد العدو لها، «بل يسعى بعض أبناء جلدتنا في هلاك ودمار الأمة، وإرضاء العدو الذي يتربص بنا الدوائر». وأضاف : «إذا تدبرنا آيات القرآن الكريم لوجدناها تركز على كلمة عظيمة، تعتبر الأساس في منهج الحياة، وهي الرشد، وتعني الإسلام، واتباع تعاليمه وتطبيق أحكامه، والاستسلام المطلق لله»، ونوه بأن الرشد نوعان: رشد دنيوي، ورشد أخروي، فأما الرشد الدنيوي فهو يتجلى في إصلاح النفس، والتفكير في المستقبل، والأخذ بالأسباب، والاستفادة من الحكمة والدراسات والتحليل، وهذا مطلب إسلامي، إذ إن إسلامنا دين ودولة، وسياسة وتحليل، وخير وبركة وقوة، وليس مجرد أمر عادي. وقال: «إن الأمم من حولنا تأخذ بالرشد الدنيوي، وليس لها في مجال الآخرة شيء يذكر، أما الأمة الإسلامية فعليها أن تأخذ بالرشد الدنيوي، حتى تحقق السيادة المرجوة من خيرها، وإرشادها للأمم قاطبة، كما هي مطالبة بالأخذ بالرشد الأخروي، وهو النوع الثاني من الرشد، الذي ينجو بالأمم من أهوال الآخرة، ويجعلها في مأمن من غضب الله تعالى وسخطه». وأوضح أن الحاكم الراشد هو الذي يعتمد على بطانة راشدة صالحة، تذكره بالله تعالى، وتهتم بأمر الأمة، والحاكم الفاسد هو المعتمد على بطانة سيئة، لا يهمها إلا نفسها. وتابع أن الله تعالي فضح فرعون في ادعائه الرشاد، حين قال: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ}، كل شؤونه لا علاقة لها بالرشد، في الدنيا أورد قومه الهلاك، وأضلهم وما هدى، وفي الآخرة {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ}، لافتاً إلى أن الرشيد الحقيقي هو الذي يصلح حال دنياه، ما يهيئه للنجاة في الآخرة.;
مشاركة :