أكد فضيلة الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي، أن الإسلام دين البر والإحسان والشكر والعرفان. وأضاف، في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: «إن الذي يتابع قول الله تعالى ورسوله في الكتاب والسنّة في ما يتعلق بالوالدات عموماً والوالدة خصوصاً، يرى عجباً، يرى تأكيد الله تعالى على رعايتهما واحترامهما وتقديرهما وبذل كل ما يرضيهما، والسعي لمرضاتهما بعد مرضات الله تعالى. يقول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُل لَّهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُل لَّهُما قَوْلاً كَرِيماً}، وقال تعالى: {..أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}». وأوضح المريخي أن الحديث عن الأم يفطر القلوب ويجري الدموع ويذكّر بأكبر واجب قصّر فيه أناس كثيرون وأهمله فئام مسلمون، وأرخى حبله المغترون، لافتاً إلى أن الأم حقها كبير في دين الله تعالى، وجاء الأمر بطاعتها والتأدب معها، وتلبية حوائجها وإكرامها. ودعا فضيلته إلى تأمّل وصية الله تعالى تجاه الأم؛ حتى نعلم مكانتها ونقف على حقها، حيث قال تعالى: {وَوَصَّيْنا الْإِنسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ..}، وقال: {وَوَصَّيْنا الْإِنسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً}، منوهاً في هذا السياق بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال: «إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب». وأكد المريخي أن بر الأم يكفّر الذنوب الكبائر والمعاصي الجسام، وأنه مقدّم على الجهاد في سبيل الله، لافتاً إلى أن اتخاذ يوم واحد في العام للأم التي تعبت وتحملت المشاق وتعذبت، إهانة لها وسخرية بها، خاصة أن الله تعالى أمرنا ببر الوالدين طوال العمر وحتى بعد الممات. وقال: «إن الأم المقطوعة الصلة العام كله لا تمانع من إقامة يوم لصلتها ولو للحظات؛ لأنها متعطشة لصلة ولدها وابنتها ورؤيتهما ولو لبعض الوقت، فتجدها تنتظر هذا اليوم وتفرح به وبما يُقدّم لها فيه». وقال فضيلته: «إن بر الأمهات والآباء مطلوب ومفروض علينا، وإن أبلى البلاء وأعظم الذنوب التي ابتُلي بها بعض الناس، عقوق الوالدين، والوالدة خاصة». وأضاف: «من المؤسف حقاً أن تسمع بين الحين والآخر، أن من أبناء الإسلام من يتنكر للجميل، ويقابل إحسان والديه بالإساءة والعقوق، يقدّمون الزوجات على الوالدين، ويبخلون على والديهم بالدراهم، ويقاطعون أمهاتهم وآباءهم من أجل إرضاء الزوجات والشهوات».;
مشاركة :