نصح الكاتب البريطاني دانيال توماس، مستخدمي الفيسبوك بعدم حذف التطبيق والتعامل معه في المقابل بشكل أكثر ذكاء، منوها عن أن الاستعانة بأساسيات التعامل بكفاءة مع الخدمات الرقمية يمكن أن تعالج الكثير من المخاوف المثارة حول وسائل التواصل الاجتماعي.ورصد توماس، في مقال نشرته الـ"فاينانشيال تايمز"، انتشار دعوات على صفحات الفيسبوك حول كيفية إلغاء الحسابات الشخصية، غداة الكشف عن فضيحة حول رفع السرية عن بيانات شخصية لملايين المستخدمين أكبر شبكات وسائل التواصل الاجتماعي عالميا (فيسبوك).ولفت الكاتب إلى أن شركة فيسبوك تطبق مبدأ أنْ لا خدمة بالمجّان؛ فهي تحفظ ذخيرة بيانات لنحو 2 مليار مستخدم؛ ولقد كانت البيانات هي المقابل الذي يدفعه المستخدمون، كما أن علامات الإعجاب والتفضيلات هي بمثابة عُمْلة متاحة للاستخدام من شركة فيسبوك.ورأى توماس أن هذه الفضيحة تُظهر قلة عدد المدركين للاتفاق الضمني في عملية "المبادلة الرقمية للبيانات مقابل الخدمات"، مؤكدا أنه رغم سعي شركة فيسبوك لعمل تعديلات إلا أنها لن تستطيع مطلقا تغيير نظام عملها الأساسي المقود بالبيانات.ومن ثم، فإن مسؤولية الحفاظ على البيانات الشخصية تقع على عاتق المستخدمين للفيسبوك وليس على عاتق الشركة، بحسب الكاتب الذي أشار إلى تغريدة على تويتر لمؤسس الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب)، بيرنرز-لي، قال فيها: "أية بيانات بشأني، أينما كانت، هي خاصتي وأنا وحدي مَن يسيطر عليها"؛ وعلق صاحب المقال على هذه التغريدة قائلا إنه يمكن تأويلها على هذا النحو: "الحمقى وبياناتهم سرعان ما يفترقون".ونبه الكاتب إلى أن الأمر ليس حِكْرا على الفيسبوك وإنما يتناول أيضا كافة وسائل التواصل الاجتماعي المعتمدة على بيانات المستخدمين من تويتر وسناب شات و... إلخ.واستدرك توماس قائلا: إن ثمة "استجابة محسوبة" هي أفضل من حذف تطبيق الفيسبوك تتمثل في اتخاذ تدابير أكثر حرصا في التعامل الرقمي وعدم التضحية بالكثير من البيانات الشخصية في الحصول على الخدمات الرقمية، ومن تلك التدابير: الاستعانة بالإرشادات المتاحة (أون لاين) دائما، ومراجعة التراخيص الخاصة بالمعلومات، ومغادرة القوائم البريدية، والتدقيق في تطبيقات الموبايل، وغيرها.لكن على المستخدمين، بحسب الكاتب، أن يقبلوا فكرة أن "الشركات لن تقدّم مصلحتَك كمستخدم إذا كان نظام أعمالها مرتبط بتحويل بياناتك إلى أموال. إن عيوب الفيسبوك يجب أن تشجع أذكياء المستخدمين على تعّلم كيفية حماية أنفسهم."
مشاركة :