كتب - محمد حافظ : أكد عددٌ من الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أهمية دور الإعلام في تعزيز الوعي المروري ورفع مستوى الثقافة المرورية لدى كافة فئات المجتمع، وعلى ضرورة زيادة جرعات الرسائل التوعوية المقدمة للجمهور من خلال الإعلام كونها من الوسائل الأكثر تأثيراً في توجيه سلوكيات الجمهور نحو الالتزام بآداب المرور والقوانين بما يحفظ أمن وسلامة المجتمع ويقلل أعداد الحوادث والخسائر الناجمة عنها. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها الإدارة العامة للمرور أمس بعنوان «الإعلام المروري بين الواقع والمأمول» ضمن سلسلة الندوات التثقيفية التي تنظمها ضمن فعاليات أسبوع المرور 2018 قدم الندوة الإعلامي إبراهيم ماجد العجلان، واستضاف خلالها الإعلاميين محمد سعدون الكواري، وعلي حسن المسلماني، وسوار الذهب علي محمد. في البداية أكد الإعلامي محمد سعدون الكواري أن مشاهير الميديا سواء في الوسائل المسموعة أو المقروءة أو المرئية وأيضاً السوشيال ميديا عليهم مسؤوليات كبيرة في كونهم صاروا قدوة، يقلدهم الكثيرون، ومن هنا يجب عليهم أن يتوخوا الحذر في كل تصرفاتهم وسلوكياتهم ويقدموا ما يمكن أن يؤخذ عنهم لصالح المجتمع، وأضاف: اليوم صارت وسائل التواصل الاجتماعي تغزو كل بيت، ولا يستطيع إنسان أن يعزل نفسه عنها، ولذلك فإنني أؤكد أن استخدام اللغة المناسبة للسن التي نخاطبها شيء ضروري، وفي غاية الأهمية، فكل مرحلة عمرية لها أسلوبها ولها طريقتها التي ينبغي استدامها للوصول إليها، ففي الماضي كانت المشكلة تقنية، حيث كان إنتاج فيلم مدته خمس دقائق قد يكلف مئات الآلاف من الدولارات، ولكن اليوم صارت عملية الإنتاج هذه شبه مجانية عن طريق وسائل السوشيال ميديا، وكل إنسان يستطيع القيام بها، فالمسألة لم تعد مسألة تكلفة ولا تقنية، بل صارت مسألة محتوى، ما هو المحتوى المناسب الذي أريد إيصاله ؟ وبالتالي أصبح واجبنا اليوم كإعلاميين ورجال سوشيال ميديا أن نساهم في تربية جيل عن طريق محتوى مناسب ينفع المجتمع. النقد البناء وأكد الإعلامي الرياضي علي حسن المسلماني أن الجمهور اليوم نصّب نفسه حاكماً ومنتقداً وراح ينتقد رجال المرور والطرق التي يسير عليها، وعلى سبيل المثال فإن البعض ينتقد رجل المرور ويتهمه بأنه هو سبب الزحام ولكن في الحقيقة فإن رجل المرور ما جاء إلى هذا المكان إلا ليفك الازدحام المروري، ويسير الطريق، فهو الذي ينظم حركة السير ويفك التداخل بين السيارات ويفتح الطرق للسيارات لتستطيع المرور، إذن فهو الحل وليس المشكلة. وأضاف: الأفضل لنا بدلاً من توجيه الانتقاد أن نساعد القائمين على هذه الأعمال بعدم وضع العراقيل والعقبات أمام إنهاء أعمالهم حتى يتمكنوا من تحقيق الهدف الأسمى الذي يعملون لأجله، وهو تحقيق سلامة الطرق والسيولة المرورية الإعلام التقليدي وأشار الإعلامي سوار الذهب علي محمد إلى أنه في ظل تسارع وتيرة الإعلام الاجتماعي ووسائل السوشيال ميديا أصبح واجباً على المؤسسات هذا التطور الكبير، وتلك الثقافة الحديثة، وأنا أرى أن أي مؤسسة تباطأت واكتفت بوسائل الإعلام التقليدي عن مواكبة هذا التطور، فلا شك أن هناك خللاً موجوداً في هذه المؤسسة، وإذا كان هذا الكلام ينطبق على أي مؤسسة بالدولة، فما بالنا بإدارة المرور التي تعتبر إدارة جماهيرية، وهي عصب الحياة في قطر، بل في الخليج بصفة عامة، عملها متواصل دائماً بالجمهور؟! فهي أولى الجهات بمواكبة التطور التكنولوجي ومجاراة وسائل التواصل والإعلام الحديثة بقدر هذا التطور. وأكد سوار الذهب أن مؤسسات الدولة عليها دور كبير جداً في هذا المجال، وهي تجتهد كثيراً لتؤدي هذا الدور، فأنت لا تستطيع إجبار الإنسان على متابعة حساب معين، أو عدم متابعة حساب آخر، ولكنك اليوم كمؤسسة لا بد أن تعلم أن هذا المجال، وهو مجال السوشيال ميديا، يجب أن يكون قسماً قائماً بذاته، إضافة إلى قسم الإعلام أو العلاقات العامة، فقسم السوشيال ميديا أصبح ضرورة من ضرورات أي مؤسسة يجب أن تحرص على وجوده، لأنه أصبح يمثل وسيلة التواصل الأكثر حيوية مع الجمهور، ويجب أن تكون لهذا القسم أفكار متواصلة مع الجمهور والشباب بصفة خاصة، الذين يمثلون الشريحة الأكبر من جمهور السوشيال ميديا، وعلى الإدارات المختلفة في مؤسساتنا أن تبحث عن المبدعين من داخل المؤسسات نفسها، فهناك نجوم للسوشيال ميديا يعملون داخل مؤسساتنا، فلماذا لا يتم توظيفهم والاستفادة منهم كنواة لهذا الأقسام، فهم الأقدر على ذلك، لعلمهم أولاً بقوانين المؤسسة التي يعملون بها، ولقدرتهم ثانياً على التواصل مع جمهور السوشيال ميديا. وفي ختام الندوة قام المقدم راشد سالم القمرا بتكريم الإعلاميين المشاركين في الندوة، مقدماً لهم شهادات التكريم مع درع الإدارة العامة للمرور، مصحوبة بشكر الإدارة على تشريفهم هذه الندوة.
مشاركة :