حصار قطر عدوان ومحاولة لتغيير نظام الحكم

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - قنا: أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن دولة قطر تبني دبلوماسيتها على أساس مبادئها، وتعتقد أن المنطقة بحاجة لاستراتيجية أمنية متماسكة تمكّن الناس من التعايش والعيش بسلام. وأضاف سعادته، في كلمة خلال مشاركته، يوم أمس الأول، في جلسة نقاشية حول «وجهة نظر دولة قطر من القضايا الإقليمية» نظمتها الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في باريس، أن ما حدث في الأزمة الخليجية كان هجوماً وعدواناً ومحاولة لتغيير نظام الحكم في قطر.. مشيراً إلى أن «هذا الأمر ليس جديداً، فنفس المحاولة حدثت في عام 2014، وفي عام 1996، وبدأ هذا العدوان ضد قطر عندما بدأت في التكيف مع التغيير.. تنفيذ استراتيجية مختلفة ورؤية مختلفة». وقال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «لا تقبل هذه الدول اختلاف الرأي، ولا تقبل بلداً لديه نهج مختلف.. نحن نرفض التنازل عن سيادتنا». كما لفت سعادته إلى أنه «لم يتم ذكر أي مخاوف قبل الحصار المفروض على قطر»، وأن دول الحصار افتعلت الأزمة في وقت تواجه فيه المنطقة العديد من التحديات. وأضاف سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «نحن نبني دبلوماسيتنا على أساس مبادئنا، ونعتقد أن منطقتنا بحاجة إلى استراتيجية أمنية متماسكة تمكّن الناس من التعايش والعيش بسلام»، مشيراً إلى أن «الركيزة الأساسية في مبدأنا هي أن الناس ليسوا خاضعين لأي صفقة سياسية، وعندما تكون القضية بين الحكومة والشعب، نقف مع الشعب». وتابع سعادته «عندما بدأنا هذه السياسة ركّزنا على أبعاد مختلفة، كانت الخطوة الأولى هي تحرير وسائل الإعلام لدينا، حيث كنا أول بلد في المنطقة يغلق وزارة الاتصال والإعلام، وبدأنا بتشريع الإعلام الحر، وضمان حرية التعبير بموجب القانون وركزنا على رأس المال البشري ووسائل تطويره». وأضاف سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «لقد وجّهنا الدعوة إلى جامعات مختلفة في دول مختلفة، من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وقدّمنا لهم حريّة التعبير، وكان الاستثمار في العنصر البشري أحد أولوياتنا الرئيسية». ونوه سعادته بأن قطر كانت تنتج 650 ألف برميل من النفط في عام 1995، وأن «أسعار النفط وضعت دولة قطر في وضع مالي صعب، ولكن سمو الأمير قرّر الاستثمار في الغاز في وقت لم يكن فيه أحد يؤمن بقوة الغاز». واعتبر سعادته أن ذلك كان القرار الصحيح، مشيراً إلى أن قطر الآن هي واحدة من أكبر الدول المصدّرة للغاز الطبيعي. وقال سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «لقد طوّرنا تكنولوجيا لهذه الصناعة، وضعتنا جنباً إلى جنب مع اللاعبين الرئيسيين في العالم بمجال الغاز الطبيعي المسال من حيث الإنتاج والشحن»، مضيفاً «أننا عملنا على استراتيجية التنويع كجزء من رؤيتنا الاقتصادية، حيث يتم استثمار الفائض في ميزانيتنا والإيرادات في قطاعات مختلفة وفي دول مختلفة، وعندها تم تأسيس صندوق قطر السيادي». وقال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «إننا نؤمن بالتعاون الدولي وتمثل خطة التنمية جزءاً أساسياً من سياستنا، ونؤمن بالحاجة إلى التركيز على رأس المال البشري، ولهذا السبب خصّصنا 50 بالمئة من مساعداتنا التنموية الخارجية للتعليم». وأضاف سعادته: «لقد وضعنا رؤية قبل بضع سنوات لتثقيف 10 ملايين طفل في الدول الضعيفة وحتى الآن يتم تعليم أكثر من 7 ملايين طفل من خلال برامج قطرية». ولفت سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى أن لدى قطر شراكة مع فرنسا ودول أخرى، مشيراً إلى أن البرامج القطرية في إفريقيا تعمل بمساعدة شركة تطوير فرنسية. وتابع «نحن نؤمن بتمكين الشباب وهو جزء من جدول أعمالنا الوطني حيث قمنا بإنشاء مبادرات لخلق فرص العمل»، مضيفاً سعادته: «لدينا مؤسسة صلتك التي أنشئت لخلق فرص عمل للشباب العربي في اليمن والمغرب ودول أخرى في المنطقة»، لافتاً إلى توفير أكثر من 300 ألف وظيفة حتى الآن فضلاً عن توفير 50 ألف فرصة عمل للشباب عبر صندوق الصداقة القطري التونسي. وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن «سياستنا الخارجية تعتمد على تلك المبادئ الأساسية وتستخدم هذا كأداة رئيسية لتحقيق هذه الرؤية». ورأى سعادته أن المنطقة لديها الكثير من الموارد وتتمتع بإمكانات عالية وقال: «لدينا الكثير من الشباب ونحن نعتبرهم وقوداً للازدهار لكننا بحاجة إلى منحهم الوسائل الصحيحة لتحقيق هذه الرؤية»، واصفاً علاقات قطر بفرنسا بأنها «تاريخية ولها خصائصها»، مشيراً إلى أن فرنسا وقفت مع قطر في الأيام الأولى للأزمة الخليجية.

مشاركة :