أبوظبي: إيمان سرور- رانيا الغزاوي توافدت أعداد هائلة من الجماهير لليوم الثاني لمهرجان «أم الإمارات» على موقع إقامة الفعاليات التي انطلقت الخميس الماضي بعروض مبهرة للألعاب النارية، وبتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وتستمر لمدة عشرة أيام على كورنيش أبوظبي.وعاشت العائلات مع أطفالها أمس ساعات من المرح والألعاب التي مزجت بين الترفيه والتعليم والإثارة والإبداع الفني على موقع فعاليات المهرجان الذي يمتد بطول كم على شاطئ كورنيش أبوظبي الذي تضم مساحته هذا العام جزءاً من مشروع «عَ البحر» الجديد الذي طورته شركة «ميرال»، ويفتتح للجمهور لأول مرة. وخصص المهرجان 6 مناطق للاستمتاع والتسلية والمرح المقترن بالفائدة في منطقة السعادة، ومنطقة التقدم، ومنطقة مطاعم الشاطئ والسوق، إضافة إلى الجناح الرئيسي الذي يحمل اسم جناح «أم الإمارات»، وتتمحور أفكاره حول قيم التمكين والمحافظة والتعاون والاستدامة والاتحاد، ونشر التسامح، التي أعلت من شأنها في مجتمعنا، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والتي تم تكريمها مؤخراً من قبل جامعة الدول العربية بمنحها وسام شرف ولقب «روح الإنسانية ونبع الخير والعطاء». قدم المهرجان للجمهور أمس فعاليات وأنشطة مجانية مزجت المرح والترفيه بالتعليم، في منطقة «التقدم» عبر العديد من ورش العمل، ومن بينها ورشة عمل مشتل «اغرس وازرع» التي ينظم بالتعاون مع مريم بنت محمد المهيري، وزيرة دولة، المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، حيث رحّب هذا المشتل الواسع بكافة أفراد العائلة، ومكنهم من الاستمتاع معاً بزرع البذور، وتلوين الأواني، وحصاد المنتجات الغذائية الشهية، ومتابعة استكشاف مسيرة البذور كإحدى مكونات الغذاء، فيما استعرض أشهر الطهاة في ركن «تحدي الطهاة» مهاراته وفن الطهي، باستخدام منتجات المشتل الطبيعي من خضراوات وفواكه لابتكار أطباق شهية بطريقة مسلّية أمام الجمهور. وشهد المهرجان في يومه الثاني إقبالا كثيفا على فعالياته الترفيهية المختلفة التي تميزت بها كل منطقة، وارتكزت «منطقة التقدم» لهذا العام على قيم الاستدامة والابتكار والطيبة وحب الاستطلاع وحظيت على إعجاب أفراد الأسرة من جميع الأعمار، ووفرت للزوار رحلة من التحدي عبر بعض الألعاب التي تتيح الاستمتاع بالطيران الحر في الهواء، كما هدفت بعض الفعاليات في المنطقة إلى ترسيخ معاني الاستدامة والتعاون والتعلم والعودة للطبيعة والزراعة عبر رحلة في جناح الزاد الذي تميز بوضع المعرفة في إطار تعليمي جاذب استخدم فيه عناصر الجذب المتمثلة في المؤثرات الصوتية والبصرية والمجسمات. جناح الزاد صُمم جناح الزاد بالتعاون مع مركز الأمن الغذائي، وبإشراف مريم حارب المهيري وزيرة دولة، مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي، وذلك ضمن جهود الدولة في تعزيز الأمن الغذائي وتعريف المجتمع بالموارد الغذائية في الدولة، حيث تم توفير جميع المعلومات والبيانات عن القطاع الغذائي في الدولة من حيث الإنتاج والاستهلاك، في إطار تعليمي جاذب اعتمد على استخدام التكنولوجيا من خلال شاشات العرض والملصقات التعريفية، إضافة إلى الديكور الذي روعي تصميمه باستخدام الألوان التي ترمز للطبيعة المتمثلة، باللون الأخضر الذي يمثل النبات والزراعة، واللون البني الذي يرمز إلى التربة، واللون الأزرق الذي يرمز للبحر والصيد، إضافة إلى شاشات عرض تقدم معلومات عن القيمة الغذائية لكل ما يتناوله الإنسان من منتجات نباتية أو حيوانية، والقيمة الغذائية التي تقدمها له، كما يعرض الجناح ذو التصميم والمحتوى الفريد من نوعهما، الواقع في مساحة طبيعية واسعة، رحلة استكشافية للاطّلاع على حقيقة عملية إنتاج الأغذية في يومنا هذا، ويظهر كيفية تبني صناعة الأغذية في عصرنا الحالي لتقنيات تهدف إلى الإنتاج بكميات ضخمة في المقام الأول، والتي تولّد الكثير من النفايات.ويتضمن الجناح 6 مناطق وهي،(الإرث) وتسلط الضوء على دور الطعام في تشكيل التقاليد والعادات والثقافة الإماراتية، (الفلج) وتشرح أنظمة الري التقليدية المستخدمة في الدولة ودورها الكبير في دعم الزراعة المحلية، (المنتجات الزراعية المحلية) تعرف الجمهور بمدى نمو قطاع الأغذية في الدولة، وتستعرض مختلف منتجات المزارع الإماراتية، (التغذية) تتمحور حول أهمية الطعام من خلال استعراض ما يحتويه من أساسيات غذائية قيّمة، (التحديات) تظهر كيف يمكن لخيارات الغذاء الفردية أن تؤدي إلى تحديات عديدة مثل عدم التوازن بين الإمدادات النفايات الغذائية، (حلول مبتكرة) تقترح هذه المنطقة حلولاً وبرامج مبتكرة، تسهم في تكوين مجتمع صحي مستدام من خلال عرض المعلومات بطريقة تفاعلية مسلّية يسهل فهمها.واستعرضت إحدى اللوحات التفاعلية في الجناح، ما وصلت إليه الزراعة بفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن تم تحويل الصحراء إلى أرض خضراء، حيث تم بفضل توجيهاته زراعة أكثر من 100 مليون شجرة في الدولة، فيما استعرضت لوحة أخرى أن أفراد المجتمع في الدولة يقومون بهدر 3.27 مليون طن سنويا من الغذاء، كما تقدر التكلفة الاقتصادية للسمنة في الدولة ب 22 مليار درهم حاليا، ويعاني 37% من سكان الدولة السمنة الخطرة، بينما تستورد الإمارات حاليا 80% من منتجاتها الغذائية من بلدان أخرى.وقالت شيخة العامري من فريق المنظمين في الجناح،:«لقد استغرق العمل على تجهيز الجناح وقتا طويلا، ليخرج بهذه الصورة، من حيث جمع المعلومات القيمة التي عرضت للجمهور من خلال لوحات تفاعلية إلكترونية، إضافة إلى تصاميم مجسمات لحيوانات أو أشجار كتب داخلها بيانات وإحصائيات حول الغذاء والزراعة والثروة الحيوانية، كي تشكل عامل جذب لجميع أفراد الأسرة والأطفال بشكل خاص».وأشاد محمد الحمادي أحد زوار المهرجان بتنظيم الجناح قائلا: «أعجبت كثيرا بمحتويات الجناح فقد أثرت المعلومات المقدمة خلاله ثقافتي وعرفتني بأمور كنت أجهلها وأبرزها الإحصائيات والأرقام المتعلقة بالغذاء والإنتاج الغذائي في دولة الإمارات والعالم، كما قدمت حلولا مبتكرة لترشيد استهلاك المواد الغذائية، وكيفية الاستفادة من الأغذية الفائضة وإعادة تدويرها بطريقة آمنة على البيئة».وقالت آمنه الشحي: « أبهرتني طريقة عرض المعلومات والعناصر المستخدمة في سبيل ذلك، حتى أن أطفالي لم يشعروا بالملل فقد استقبلوا المعلومات بكل فرح وسرور بعيدا عن شعورهم بالملل، كما أنني كربة منزل عرفت القيمة الغذائية لكل منتج، وأستطيع الآن استخدام المكونات الصحية في مطبخي لصحة أطفالي». من جانبه، عبر الطالب أحمد عبدالله عن شكره للجهة المنظمة للجناح، التي قدمت المعرفة مع المتعة، موضحا أنه استمتع بمعرفة تاريخ الدولة في الزراعة والصناعة الغذائية، وقال إنه سيتمكن بعد ذلك من حساب السعرات الحرارية في الوجبات التي يتناولها حتى لا يصاب بالسمنة. مغامرات جبل الشجاعة استمتع زوار مهرجان أم الإمارات في «منطقة السعادة» التي دعت العائلات وأطفالها للاستمتاع بمغامرات استكشافية ممتعة في أحضان أجواء الطبيعة رائعة الجمال، ليكتشفوا طريقهم داخل الحديقة الخلابة والتحدث مع الحيوانات اللطيفة العملاقة تحت ظلال زهور الداندليون الضخمة؛ كما تدحرج الأطفال داخل فقاعة بلاستيكية شفافة ليشاهدوا العالم يدور من حولهم، واستمتعوا بمغامرة موحلة في سيارات الجيب الصغيرة التي تسابق عليها الصغار وتدافعوا نحوها بحيوية ونشاط.كما عاش الأطفال ساعات من المغامرة والتحدي التي قضوها في منطقة جبل الشجاعة، ليختبروا معنى التحدي والإنجاز من خلال سلسلة من العوائق التي تشجعهم على التسابق ومواجهة مخاوفهم والتغلب عليها، في جو من الإثارة والأمان،حيث تسلقوا الشباك التي تعزز مهارات التنسيق والمثابرة، واجتاز بعض الأطفال فوق سن العاشرة من العمر جسر الشجاعة المعلّق على امتداد 20 متراً، وهو عبارة عن جسر متأرجح يعلمهم مهارات الصبر والتوازن والجرأة، أما مكافأة الوصول إلى قمة جبل الشجاعة فكانت الهبوط من الجبل على حبل الانزلاق أو عبر القفز بالحبال إلى أرض المهرجان للاسترخاء والاستمتاع بمختلف العروض الموسيقية،ما يولد لديهم شعوراً رائعاً بالشجاعة والتمكين.وتعتبر مغامرات «جبل الشجاعة»، من القيم الإنسانية التي يهدف إليها المهرجان المستوحاة من المبادئ التي تعمل على ترسيخها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات في نفوس الأطفال واليافعين.كما تمكن عشاق الفنون، من المشاركة في ابتكار لوحات ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية الواقع الافتراضي في نشاط «فن الواقع الافتراضي»، حيث يمكن ممارسة فنون النحت والرسم والتلوين والابتكار على لوحات متعددة الأبعاد.وتمكن عشاق الإثارة والحماسة من خوض تجربة «الطيران الحر» وخوض مغامرة مثيرة للتغلّب على المخاوف والشعور بتدفق الأدرينالين في العروق، عند القفز من مكان مرتفع جداً في سقوط حر على كيس سلامة ضخم مصنوع بواسطة أحدث تقنيات امتصاص الصدمات الأكثر أماناً. اكتشف الطبيعة كما استمتع الأطفال في منطقة «السعادة» بقضاء ساعات طويلة دون أن يشعروا بالملل في لعبة»اكتشف الطبيعة» في منطقة السعادة، وهي لعبة تقدم لأول مرة في فعالية عامة في الدولة، حيث تسلقوا جداراً من الحبال للوصول إلى بيت الشجرة، ويعبرون الجسور لزيارة أصدقائهم في حصنهم على شجرة أخرى، ومن ثم ينزلقون معاً إلى الأسفل قبل أن يبدأوا بالتسلّق من جديد، كما تضم هذه المتاهة من المنصات المرتفعة مظلات واسعة يمكن للأطفال الجلوس في ظلها وتبادل الأحاديث، وضمن هذه اللعبة أيضاً، يمكن للأطفال المشاركة في نشاط»فنون وحرف»، حيث يمكنهم الاستمتاع بفترة بعد الظهر وابتكار أشكال جميلة في منزل الشجرة، وحياكة أنماط ملوّنة وجميلة لتزيين السياج، أو الابتكار في فن الباتيك أو صنع أوراق هوائية ملوّنة، أو المشاركة في نشاط«الورود المضيئة»لصناعة مصباح متعدد الأسطح، باستخدام مواد بسيطة مثل البطاقات والدوائر الكهربائية والمصباح الثنائي الباعث للضوء، حيث يمكن ابتكار وردة متوهّجة والتعرّف بالعلوم الأساسية للهندسة. وبعد قضاء يوم حافل من النشاط والحيوية والتعلم، يمكن للعائلة التوجه إلى منطقة «مطاعم الشاطئ» حيث تكتمل المتعة مع خيارات متنوعة وعديدة من المأكولات والمشروبات التي تقدمها شاحنات الطعام والأكشاك، وتتعدد خيارات الأطعمة بين المحلية والعالمية، إضافة إلى مناطق مجهزة لتناول الطعام في أجواء منعشة في الهواء الطلق.
مشاركة :