العين: راشد النعيمي قبل أن يوجه إليها المغفور له الشيخ زايد الاهتمام ويطلق لها مخططاً في عقله لم يطلع عليه أحد، لم تكن منطقة المبزرة الخضراء أسفل جبل حفيت منطقة معروفة أو جذابة، بل كانت مجرد صخور جرداء متناثرة، وفيما بعد أصبحت من أجمل المناطق السياحية في الإمارات بعد توجيهاته، طيب الله ثراه، والذي طلب حفر آبار استكشافية للمياه سرعان ما تفجرت المياه الكبريتية من آبارها العشرة، فأوصى بتحويل هذه المنطقة إلى منطقة سياحية والاستفادة من هذه المياه والتي دلت المسوحات الجيولوجية فيها إلى وجود المياه بعمق 320 - 600 قدم تحت سطح الأرض وبإمكانية استخراج 25 ألف جالون في الساعة وتتفاوت درجة العذوبة ما بين 1800 إلى 6 آلاف جزء من المليون، ولذلك تم استغلالها في إقامة المزارع وزراعة أشجار النخيل والعشب الأخضر لتحويل هذه المنطقة الجبلية المهجورة التي لم يكن يعرفها أحد إلى منتجع سياحي جميل صار يشهد مئات الزوار يومياً من مختلف أنحاء الإمارات ومن الدول المجاورة.قامت دائرة بلدية العين وتخطيط المدن آنذاك بتوجيهات زايد المحب للزراعة والرقعة الخضراء بإقامة العديد من المشاريع السياحية والزراعية بالمنطقة، شملت إنشاء بحيرة للمياه المتدفقة من الآبار، وشق الطرق وإقامة المظلات وكراسي الجلوس ومواقف السيارات والاستراحات للزوار، بالإضافة إلى مسابح للرجال وأخرى للنساء، وفي وسط البحيرة المحاطة بكورنيش للتنزه انطلقت واحدة من أعلى النوافير في الشرق الأوسط بارتفاع 80 مترا، ويستطيع زوار مبزرة ركوب القوارب في البحيرة والتي تكونت من جراء تجمع المياه من الآبار الحارة، ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل وانطلاقاً من توجيهات زايد تم تخضير الجبال وإنشاء حديقة أطفال مفتوحة في منطقة مبزرة وشاليهات للإقامة. دائما خضراء يقول عبدالله حسن حمر عين الظاهري، وكيل دائرة البلدية وتخطيط المدن 1998-2004، إن الشيخ زايد كان كثيراً ما يقول لنا: «خلو مبزرة دائماً خضراء» وهذا ما نجحنا فيه والحمد لله، بل وأمرنا بمد المواطنين في كل المناطق في مدينة العين بمعدل 15 نخلة لكل بيت. ويضيف: أذكر أن الشيخ زايد كان يأمرنا بالاهتمام بزوار مبزرة الخضراء حتى أنه كثيراً ما أمرنا بتقديم وجبة العشاء لكل من يحضر لها، وبدوره سار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، على نفس خطى الراحل في هذا النهج حيث كثيراً ما يزوران مبزرة الخضراء ويتفقدان الأوضاع فيها.ويضيف أن الشيخ زايد كان مهتماً بتوصيل الخدمات للناس حتى قبل نفسه، وكثيراً ما يأمرنا في الدائرة بالعمل الميداني والتأكد من تقديم الخدمة للجميع من مواطنين ووافدين، ويقول لنا إن الأجهزة والمعدات الجديدة التي توفرت لنا يمكن أن تساعدكم على أداء عملكم من المكاتب، ولكن الشخص يجب أن يتابع عمله بنفسه وخصوصاً الذين هم في مواقع قيادية بالدولة. العين من المدن المحظوظة من جانبه يؤكد الدكتور مصعب عرفات، مختص أدوية النانو والصيدلة الصناعية، أستاذ مساعد بكلية الصيدلة بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، أن منطقة العين تعتبر من المدن المحظوظة التي حباها الله عز وجل بانبعاث هذه النوعية من المياه الطبيعية المزودة بالمعادن المهمة جدا للإنسان، مشيراً إلى أن الاهتمام الكبير من قبل بلدية مدينة العين في تحديد مصبات للمياه وأيضا توفير مواقع عالية المستوى للسباحة فيها يعتبر إضافة صحية ترفيهية لزوار الموقع.وقال إن المياه الغنية بالمعادن في المبزرة الخضراء تجعل من الجائز إطلاق عليها لقب المياه الشافية، وذلك لما تتضمنه من معدن الكبريت المسمى بمعدن «الجمال الطبيعي» المفيد جداً في تحسين وحماية البشرة ويمدها بمادة الكولاجين التي تجعل الجلد مرناً وأكثر نضارة وتعمل على تعزيز مقاومة مظاهر الشيخوخة لدى الإنسان. تطوير مستمر وأنجزت بلدية مدينة العين مؤخرا صيانة المسابح المخصصة للرجال في منطقة مبزرة الخضراء بتكلفة تصل إلى 200 ألف درهم، كما تم البدء بصيانة مسابح النساء تحقيقاً لرؤية دائرة الشؤون البلدية والنقل في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز معايير جودة الحياة في إمارة أبوظبي وحرصت البلدية من خلال مشروع تطوير مسابح منطقة المبزرة الخضراء على تضمينه لكافة عناصر الأمن والسلامة وإضفاء لمسات الرقي والجمال فيها بحيث تتناسب مع مستوى التطور السياحي الذي تشهده المدينة بشكل عام ومنطقة مبرزة التي تعتبر مقصداً سياحياً وعلاجياً لكثير من الزوار من داخل وخارج الدولة، حيث تم توفير مشرف إنقاذ في المسابح لحماية مرتادي المسابح من أي أضرار تصيبهم أثناء فترة السباحة وتنظيم أوقات استخدام المسابح. قيمة سياحية كبيرةتعد مبزرة الخضراء في مدينة العين التي أمر بإنشائها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واحة غناء تستقطب الزوار ليس من الإمارات فحسب ولكن أيضا من الدول المجاورة، وتم تكليف مجموعة من بيوت الخبرة والمكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة في مجال المنتجعات السياحية والتجميل وتنسيق المواقع بوضع المخططات اللازمة لتطوير المبزرة الخضراء تنفيذا لرؤية الشيخ زايد التي أراد لها أن تكون متنفساً سياحياً يلبي متطلبات الزوار القاصدين لمدينة العين.هذه الواجهة السياحية الفريدة بحدائقها وبحيرتها التي تمتد لأكثر من 3 كيلومترات يقصدها السياح خاصة في أيام العطلات وتتعانق الطبيعة الصحراوية مع عناصر الحضارة الحديثة، حيث فندق ميركيور جراند في قمة جبل حفيت في جو سياحي غير معهود، ليؤكد فكرة الانعزال في مكان هادئ وخلاب يطل على مدينة العين بأكملها، خاصة لمن يبحثون عن الهدوء. ولوقوعها أسفل جبل حفيت، فقد كان يرتادها الأهالي في الماضي للصيد، حيث الظباء والأوعال والأرانب وغيرها.والمبزرة عبارة عن مجموعة من الشعاب تكونت في الوادي المتاخم لجبل حفيت، وتحتوي على 26 بئراً لتشكل معا شبكة من المجاري الأرضية. كما تمتاز بآبارها الكبريتية الساخنة، حيث تحولت مياهها إلى قنوات سطحية مثالية لغمس القدمين والتمتع بخواصها الطبية، وقد تم اكتشاف الكهوف فيها في السنوات الحديثة، ويعتقد أن بعضها مواقع لمدافن قديمة.
مشاركة :