قردة الأورانغوتان تصارع من أجل البقاء في إندونيسيا

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

 ساتور بورنيو (إندونيسيا) - قضت “أجيس”، وهي أنثى قرد من فصيلة الأورانغوتان التي موطنها إندونيسيا، (الأورانغوتان كلمة مالاوية تعني إنسان الغاب)، الساعات الـ24 الأخيرة في قفص، أولا على متن شاحنة ثم على ظهر قارب قبل أن تصل إلى منتزه بوكيت باكا بوكيت رايا الوطني في جزيرة بورنيو الإندونيسية. وتجلس أجيس، البالغ وزنها 40 كيلوغراما، الآن على قمة شجرة بينتانغور تشاهد ثلاثة قردة أخرى تطلق سراحها جمعية بورنيو أورانغوتان سيرفايفل، وهي جمعية معنية بإنقاذ الحيوانات. وتخرج القردة من أقفاصها وتنطلق صوب الأشجار. وتقضي قردة الأورانغوتان معظم وقتها على الأشجار في الغابات، رغم أنه تم تدمير أكثر من سبعة ملايين هكتار من الغابات المطيرة في جزيرة بورنيو وجزيرة سومطرة المجاورة للموطن الأصلي لهذه الفصيلة المتوسطة الحجم. ويتم الاستغناء عن الموطن الطبيعي للقردة من فصيلة الأورانغوتان على نحو مطرد لتحل محلها مزارع زيت النخيل، وهي حقول لا نهاية لها تحتوي على صفوف من أشجار النخيل التي يبلغ طولها 30 مترا، وأوراقها ضخمة وتحتوي على الآلاف من الثمار. ولا تزال القوانين، التي تحمي الغابات هنا، متراخية للغاية. ويقول جامارتين سيهيبت، مدير جمعية بورنيو أورانغوتان سيرفايفل، “يتم إيداعك السجن عندما تقتل قردا واحدا من فصيلة الأورانغوتان، لكن إذا قمت بإحراق غابة مطيرة بأكملها وقتلت قردة من الأورانغوتان، فلا يحدث شيء على الإطلاق”. وتدمير الغابات يمكن أن يعني حقا نهاية فصيلة الأورانغوتان، ففي منتصف القرن التاسع عشر، كانت بورنيو مغطاة بالكامل بالغابات، واليوم لم يبق منها إلا ما يقرب من نصفها تقريبا. وكانت السنوات القليلة الماضية سيئة بشكل خاص، حيث أشارت دراسة حديثة إلى أن عدد القردة من فصيلة الأورانغوتان في بورنيو قد انخفض بمقدار 150 ألفا منذ عام 1999 إلى ما بين 50 ألفا و100 ألف. وأنثى القرد أجيس، على سبيل المثال، كان احتفظ بها قروي لمدة سبعة أشهر، وعندما تم إنقاذها في عام 2006 كانت تزن 8 كيلوغرامات ونصف فقط، وتعاني من الملاريا والتيفوس، ولا يكاد يكسو جسمها أي شعر تقريبا. ويقع أحد مركزي الإنقاذ التابعين لجمعية بونيور أورانغوتان سيرفايفل في نيارو مينتينج أربوريتوم، وهو مقام على قطعة أرض حكومية. يتم الاستغناء عن الموطن الطبيعي للقردة من فصيلة الأورانغوتان على نحو مطرد لتحل محلها مزارع زيت النخيل والمركز موجود هناك منذ ما يقرب من 20 عاما، واليوم يأوي حوالي 450 قردا من فصيلة الأورانغوتان يتوقع أن يعود معظمها إلى الغابة في يوم ما. وأضاف جامارتين (52 عاما) “نحن أكبر مركز لإعادة تأهيل القردة من فصيلة الأورانغوتان في العالم، لكننا نأمل في أن نكون يوما ما الأصغر”. ويتم تمويل مراكز الإنقاذ عن طريق التبرعات من جميع أنحاء العالم.  ويكلف تبني قرد من فصيلة الأورانغوتان حوالي 30 دولارا في الشهر. وتقول جمعية بورنيو أورانغوتان سيرفايفل إن رعاية قرد من تلك الفصيلة تكلف 300 دولار في الشهر.وقبل بضعة أشهر، بدأت جمعية بورنيو أورانغوتان سيرفايفل العمل مع الشركة الزراعية “ساويت سومبيرماس سارانا” التي تعمل في إنتاج زيت النخيل، لشراء جزيرة يمكن أن تشارك فيها قردة من فصيلة الأورانغوتان كنوع من مخيم الغاب قبل أن يُعاد إطلاق سراحها إلى البرية. ويوجد حاليا حوالي 30 قردا من الأورانغوتان في الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 20 كيلومترا مربعا، والتي تبعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة عن المركز. لكن رغم هذا العمل الشاق للغاية، فإن مركز الإنقاذ يواصل عمله في كل الأحوال. ففي العام الماضي أعاد المركز 75 قردا من الأورانغوتان إلى البرية، ويخطط هذا العام لمضاعفة هذا العدد. وفي بعض الأحيان يتم نقل الحيوانات من هذه الفصيلة جوا إلى الغابة بواسطة مروحيات حكومية يتدلى منها قفص مربوط بحبل. وهذا يمكن أن يشكّل خطرا لكلا الطرفين، ففي ديسمبر الماضي هاجم قرد ذكر القفص ومقدمي الرعاية له بعد إطلاقه. وقبل أن يتم إطلاق كل قرد من هذه فصيلة، يتم إدخال شريحة في رقبته مع بطارية تدوم لمدة عامين، مما يسمح لجمعية بونيور أورانغوتان سيرفايفل بمتابعته أثناء تحركه في جميع أنحاء الغابة. وتعطي إحصائيات جمعية بونيور أورانغوتان سيرفايفل كل قرد من فصيلة الأورانغوتان نسبة نجاح تبلغ 85 بالمئة، وهذا يعني أنه مقابل كل 100 قرد تتم إعادتها إلى البرية، لا يزال 85 منها على قيد الحياة بعد ذلك بعامين. وعلى الرغم من نجاح جمعية بورنيو أورانغوتان سيرفايفل، إلا أن هناك أناسا يعتقدون أن هذا الأمر لا يستحق كل هذا العناء.  وتعتقد منظمة بورنيو فيوتشرز، المعنية بالحفاظ على البيئة، أن ما تقوم به جمعية بورنيو أورانغوتان سيرفايفل يصرف الأنظار عن قضية تدمير مواطن الحيوانات. وقال الخبير ميشائيل كروتزن، من جامعة زيوريخ، إن إعادة إطلاق الحيوانات إلى البرية “أمر منطقي في الأساس”. وأضاف “لكن عليك تتبع الحيوانات لعدة سنوات بعد ذلك لترى كيف تعيش أو بصراحة أكثر لمعرفة ما إذا كانت على قيد الحياة فعلا”.

مشاركة :