قصة «كابوس» تسبب في هلاك ملايين البحارة: تحدث عنه الفراعنة منذ 1500 سنة قبل الميلاد

  • 3/24/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

خلال العصور القديمة لم يشكل مرض «الأسقربوط» تهديدا حقيقيا لحياة البحارة، لكن مع بداية ظهور الرحلات الطويلة التي امتدت نحو بلاد الهند والقارة الأمريكية سجل هذا المرض بروزا مرعبا ليتحول سريعا إلى «كابوس» كل البحارة والمستكشفين فخلال رحلته نحو بلاد الهند سنة 1499 خسر الرحالة فاسكو دي جاما، ثلثي طاقمه بسبب «الأسقربوط»، في غضون ذلك خسر ماجلان خلال عبوره للمحيط الهادئ سنة 1520 أكثر من 80% من طاقمه بسبب المرض نفسه. ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر فتك مرض «الأسقربوط» بملايين الأرواح البشرية، في غضون ذلك جاء ذكر هذا المرض الناتج عن نقص في فيتامين سي منذ القديم حيث حدّث عنه الطبيب الإغريقي أبقراط ووصف الفراعنة أعراضه منذ 1500 سنة قبل الميلاد، حسبما جاء في «العربية.نت». منذ أواخر القرن الخامس عشر وخلال فترة الرحلات والهجرات نحو العالم الجديد عانى البحارة كثيرا من مرض الأسقربوط، حيث إنهم كانوا غير قادرين على نقل كميات كبيرة من الغلال الغنية بفيتامين- سي على متن سفنهم وذلك بسبب طول مدة الرحلة نحو العالم الجديد في غضون ذلك ابتكر البرتغاليون طريقة ساهمت نوعا ما في الحد من انتشار هذا المرض حيث أنهم أقدموا على غراسة الكثير من أشجار القوارص في جزيرة سانت هيلينا وأرخبيل الرأس الأخضر الذي كان يقع في منتصف الطريق نحو العالم الجديد وبالتالي كان بإمكان البحارة النزول بتلك الجزر من أجل التزود بالغلال الغنية بفيتامين- سي وتجنب الكارثة. سنة 1536 وخلال رحلته عبر نهر سانت لورنس بأميركا الشمالية، لاحظ البحار والمستكشف الفرنسي جاك كارتييه إصابة أحد أفراد السكان الأصليين للمنطقة بمرض الأسقربوط لكن بعد مضي بضعة أيام انتبه المستكشف الفرنسي أن نفس الشخص قد شفي تماما من المرض وعندما سأل جاك كارتييه السكان الأصليين عن ذلك قدموا له وصفة أعشاب ترتكز أساسا على نبتة العفص الغنية بفيتامين- سي وخلال تلك الفترة استغل كارتييه ذلك لإنقاذ نسبة كبيرة من طاقمه. مع حلول أربعينات القرن الثامن عشر تعرف المجتمع البريطاني بشكل أكبر على مرض الأسقربوط الذي أصبح حديث الجميع فخلال تلك الفترة هلكت نسبة كبيرة من طاقم البحار البريطاني جورج أنسون بسبب هذا المرض خلال صراعها مع البحرية الإسبانية. تزامنا مع ذلك قدّم البحار الأنجليزي ريتشارد والتر وصفا للأسقربوط أرعب المجتمع البريطاني حيث حدّث قائلا عن أعراض المرض: يتحول لون بشرة المصاب إلى الأسود ويعاني من تقرحات وصعوبة في التنفس وتتقلص أطرافه وتتساقط أسنانه تدريجيا وتظهر داخل فمه مادة لزجة غريبة وتنبعث منه رائحة كريهة لا تحتمل. ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر أرعب مرض الأسقربوط جميع البحارة وخلال تلك الفترة التي امتدت على حوالي ثلاثة قرون تسبب هذا المرض في هلاك ما لا يقل عن مليوني بحار.

مشاركة :