حصلت الفنانة ليلى طاهر على تكريمات عدة في الفترة الأخيرة لتعود من خلالها إلى الحضور في المناسبات الفنية بعد غياب. في دردشتها مع «الجريدة» تتحدث عن هذه التكريمات وسبب قلة أعمالها الفنية وغيرها من تفاصيل. نلت أخيراً تكريمات عدة بين المركز الكاثوليكي والمسرح القومي ومهرجان شرم الشيخ في دورته الأخيرة. حدثينا عنها. ربما تكون مصادفة جميلة تكريمي من أماكن لها معزة في قلبي بشكل متتالٍ. المركز الكاثوليكي أحد أهم المراكز التي تهتم بالسينما ولدى مهرجانه السينمائي مصداقية، ويحظى باحترام كبير. شاركت في دورات سابقة عدة، واختياري لتكريمي في الدورة الأخيرة أسعدني. أما تكريم المسرح القومي، فكان بمنزلة وسام اعتز به لأنني وقفت على هذه الخشبة كثيراً. في ما يتعلق بمهرجان شرم الشيخ، تربطني بالقيمين عليه علاقة جيدة، وأثق فيهم لذا لم أتردد في قبول دعوتهم لي. تشهد المهرجانات تكريمات لفنانين لم يقدموا أعمالاً تستحق، هل ترين أن التكريمات فقدت جزءاً من بريقها؟ بالتأكيد. نسمع اليوم عن تكريمات لأشخاص مجهولين باعتبارهم فنانين، والواقع يقول عكس ذلك. لذا أفكر جيداً قبل الموافقة على قبول أي تكريم، وأرفض حضوري في أماكن مجهولة أو استغلال اسمي ومكانتي في حفلات تحت مسمى التكريمات. لكنك تعرضت لمشكلة في مهرجان شرم الشيخ بسبب الطائرة. لا أعرف سبب إعطاء الموضوع أكبر من حجمه على المستوى الإعلامي. كان القيمون على المهرجان حريصين على تسهيل الإجراءات، وما حدث كان مجرد خطأ لأن من حجز لي مقعداً على متن الطائرة كتب اسم الشهرة وليس الاسم الحقيقي، وتمّ تدارك الموضوع. وشعرت بسعادة بسبب كلمات الحب في ندوة تكريمي، وكان لها أثر إيجابي في نفسي. كيف وجدت تصريحات ليلي علوي وإلهام شاهين عنك خلال المهرجان؟ ليلي وإلهام بمنزلة ابنتيّ، وثمة علاقة قوية تجمعني بهما منذ سنوات. والحقيقة أنهما ممثلتان موهوبتان وقدمتا أعمالاً جيدة. حديثهما عني أسعدني طبعاً، كذلك ترؤس ليلى الشرفي للمهرجان كان أحد أسباب موافقتي على السفر وحضور الفعاليات واستلام التكريم رغم أن المهرجان حديث نسبياً، وهذه هي دورته الثانية فحسب. إنتاج تحدثت عن خسارة أموالك بسبب الفن، فما السبب؟ عندما خضت تجربة الإنتاج كانت لدي رغبة في تقديم أعمال فنية جيدة بغض النظر عن المكسب المادي، وخسارتي الأموال لم تشعرني بالضيق بقدر سعادتي بأن المشاريع حملت اسمي كمنتجة، فالمكسب المادي ليس كل شيء. لكن للإنتاج الفني معايير أخرى. طالما عرفت السينما المصرية المنتجين الراغبين في تحقيق مكاسب مادية فحسب من أعمالهم، كذلك منتجين فنانين يسعون إلى تقديم أعمال جيدة، ورغم التفاوت في النسبة لصالح الأعمال التجارية فإن ثمة تجارب مهمة وقف خلفها فنانون بحق. مثلاً، تجربة «الناصر صلاح الدين» التي قدمتها الفنانة آسيا لا يمكن أن تنسى، ويتذكرها الجميع حتى الآن، كذلك تجارب إلهام شاهين الأخيرة الهادفة، ما يؤكد استمرار هذه النماذج حتى لو كانت قليلة نسبياً، فالمسألة ليست سهلة إطلاقاً. تجارب بعد نجاح تجربتك في «رمضان مبروك أبو العاملين» غبت مجدداً. ما السبب؟ بطل الفيلم محمد هنيدي أحد الفنانين الكوميديين الموهوبين بحق، وكنت سعيدة بالعمل معه. لكن للأسف الأعمال التي عُرضت عليّ بعد فيلمه لم تكن مناسبة. ثمة معايير وضعتها لنفسي في اختياراتي ونجحت في الحفاظ عليها منذ بداياتي، ولا يمكن أن أتنازل عنها أو أن أغيرها راهناً، فلا أرغب بعد هذه المسيرة في أن أقدِّم عملاً أشعر بالندم عليه، وهو ما لم أفعله على مدار خمسة عقود. وماذا عن التلفزيون؟ أتلقى عروض أعمال دائماً، لكن المشكلة تكمن في عدم قناعتي بالأدوار التي أرشح لها، أو بالأعمال نفسها. وليست لدي رغبة في العمل من أجل الظهور فحسب، بل يجب أن يتحقق حضوري بمشروع يضيف إلي. بمناسبة الحديث عن مسيرتك الفنية، تطرقت في شرم الشيخ إلى دور الفنان عبد المنعم مدبولي في حياتك. إنه أحد اهم العمالقة الذين أثروا في حياتي وأدين له بفضل كبير، فهو كان ينقل الخبرات إلى الشباب باستمرار وكان حريصاً على مساندة الجميع. تعلمت منه الكثير، خصوصاً في الكوميديا، وفن إلقاء «الإيفيه» واختيار توقيته، ومن يعتقد أن الأداء الكوميدي سهل مخطئ. خوف من أي جديد تعاملت ليلي طاهر مع عمالقة كثيرين في مسيرتها، فأي الأعمال تعتز بها؟ تقول في هذا المجال: «الأعمال كافة التي أعتزّ بها كنت أخشاها في البداية، وفكرت في الاعتذار عنها، من بينها فيلم «الناصر صلاح الدين» ولكن المخرج يوسف شاهين منعني، وقال لي إنه يراني في الدور ولن يقبل اعتذاري، كذلك كنت مرتعبة من «الأيدي الناعمة» ومن فريق العمل، ولكني تراجعت عن الاعتذار بعد نقاشات عدة مع أساتذتي». هل ما زالت تخشى المشاريع الجديدة؟ تجيب: «بالتأكيد، أتعامل مع كل مشروع جديد كأنني أقف إزاء الكاميرا للمرة الأولى، فأن تنجح في أعمال عدة لا يعني أنك وصلت إلى القمة. الفن مثل الهرم الذي تبنى قاعدته تدريجياً، وأي خلل في القمة سيعني السقوط، من ثم ضرورة إعادة البناء».
مشاركة :