الحرب التجارية وعواصف البيت الأبيض «تنهك» الأسهم العالمية

  • 3/25/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: بنيمين زرزور عاشت أسواق الأسهم العالمية أسبوعاً هو الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية تلبدت فيه غيوم الحرب التجارية وسارعت فعاليات الأسواق إلى الملاذات الآمنة تجنباً لمزيد من الهبوط وسط مخاوف من اضطرابات في واشنطن سواء على صعيد إنهاء خدمات جديدة في أعضاء الإدارة أو الخلافات حول تمويل الحكومة.بدأت تداولات الأسبوع وجلة بانتظار ما يصدر عن اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الدوري يومي الثلاثاء والأربعاء، لكن تطورات الأحداث السياسية عاجلت الأسواق بما هو أشد وطأ يوم الخميس مع صدور قرار فرض التعرفة على الواردات الأمريكية من الصين والتي تصل إلى 60 مليار دولار سنويا وانتظار ردة الفعل الصينية، ثم تهديد ترامب بالفيتو على قرار الكونجرس الخاص بتمويل الحكومة بمبلغ 1.3 تريليون دولار، ثم توقيعه لاحقا مساء الجمعة.ووقع الرئيس الأمريكي مشروع القانون لتمويل الحكومة حتى الثلاثين من سبتمبر/ أيلول، منهياً حالة من الترقب بعد تهديد مفاجئ لوح به قبل ساعات بأنه سيستخدم الفيتو الرئاسي لنقض الميزانية وإغلاق الحكومة الاتحادية. منغصات ومنذ يوم الاثنين كانت هناك منغصات في الأسواق الآسيوية نتيجة مكاسب حققها الين على حساب الدولار وأشاعت مزاجا سلبيا أضيف إلى ما أحدثه تقرير بلومبيرج حول تصنيع شركة «آبل» شاشات «مايكرو إل إي دي» وتأثيره على اسهم قطاع التقنية. وجاءت أخبار استقالة مدير شركة «مايكرو فوكاس» لصناعة البرمجيات على خلفية شراء حصة في «هيولت باكار» لتفقد قطاع التقنية الأوروبي توازنه وتدفع مؤشرات القارة إلى اللون الأحمر حيث تراجع مؤشر فاينانشل تايمز في لندن بنسبة 1.5%. وفي وول ستريت قاد سهم «فيسبوك» على خلفية فضيحة انتهاك بيانات 50 مليون مشترك من قبل شركة «كامبريدج أناليتيكا»، تراجع المؤشرات ليخسر داو جونز 350 نقطة.واستمرت سلسلة التراجع في آسيا وأوروبا على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء بانتظار صدور نتائج اجتماع الفيدرالي وحالة الترقب التي فرضت نفسها على الأسواق العالمية في ظل غياب المحفزات الأمر الذي كبح شهية المستثمرين للمخاطر وأبقى على حجم التداولات في الحدود الدنيا.إلا أن هدوء اليومين كان الهدوء الذي سبق عاصفة الخميس الذي شهد أعلى معدلات الهبوط في وول ستريت وأفقد داو جونز 700 نقطة وسط جو مشحون بالقلق حيال صدور قرار فرض التعرفة على الصادرات الصينية وهي الشعرة التي قصمت ظهر المؤشرات ودفعتها باتجاه أسوأ تراجع منذ بداية العام. وكانت الأسهم الأوروبية قد شهدت موجة تراجع هي الأخرى بسبب سوء أداء أسهم التقنية أضيفت إليها عوامل دفع مالية كان أبرزها قرار البنك المركزي البريطاني تثبيت أسعار الفائدة لينهي مؤشر فاينانشل تايمز على تراجع اخترق معه حاجز 7 آلاف نقطة هبوطا لأول مرة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2014. وتراجع يوروستوكس 1.4%. الحرب التجارية واستمرت موجة الهبوط يوم الجمعة في ظل تصاعد المخاوف من الحرب التجارية بعد أن أعلنت الصين بسرعة عن اتخاذ اجراءات انتقامية تطال ما قيمته 3 مليارات دولار من الصادرات الأمريكية. ولم تفلح المؤشرات الآسيوية في التقاط أنفاسها لتسجل معدلات خسائر هي الأكبر منذ بداية العام انعكست في تراجع مؤشر نيكي قريبا من ألف نقطة في يوم واحد. ولم يكن حال المؤشرات الأوروبية أفضل حيث شهدت يوما هو الأسوأ لتهبط إلى أدنى مستوى بلغته هذا العام حيث قادت أسهم قطاع السيارات الهبوط بفقدانها 2% وانتهى اليوم على تراجع مؤشر يوروستوكس بنسبة 0.9%. وتكرر المشهد في وول ستريت وسط مخاوف من تأجيج نار النزاعات العالمية بعد أنباء عن تعيين جون بولتون المتشدد في منصب مستشار الأمن القومي. وانتهت التداولات إلى خسائر عكسها داو جونز بفقدانه 400 نقطة.وعلى مدار الأسبوع لم يغب اللون الأحمر عن مؤشرات أسواق العالم سوى الثلاثاء لفترة وجيزة في بعضها لينتهي الأسبوع على مجزرة أسهم أسفرت عن تراجع لم يقل عن 3% في أحسن المؤشرات حالا بينما زاد عن 6% في أسوئها حالا. وتصدر قائمة الخاسرين خلال أيام التداول الخمسة مؤشر ناسداك فاقدا 6.54% ومنهيا عند 6992.67 نقطة تلاه مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الذي تراجع بنسبة 5.95% وأنهى عند 2588.26 نقطة ثم داو جونز الذي فقد 5.67% وأنهى على 23533.20 نقطة. وبلغت خسائر نيكي 4.88% وخسائر مؤشر داكس 4.06% بينما خسر فاينانشل تايمز 100 أكثر من 3.38%. الملاذات الآمنة وكان الأسبوع برداً وسلاماً على الملاذات الآمنة خاصة الذهب والين الياباني والفرنك السويسري وكلها استفادت من تراجع قيمة الدولار الذي كان أداؤه الأسبوعي الأسوأ منذ خمسة أسابيع تاركا الباب مفتوحا أمام الين الذي حقق مكاسب بنسبة 0.54% وأنهى عند 104.75 ين. وقد تراجع مؤشر قياس الدولار أمام سلة العملات الرئيسية بنسبة 0.48% على مدار الأسبوع ليستقر عند 89.43 نقطة. وسجل الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي أفضل أداء أسبوعي في ثمانية أسابيع بعد أن توصلت بريطانيا إلى اتفاق بشأن الفترة الانتقالية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ومع توقع المستثمرين زيادة محتملة في أسعار الفائدة البريطانية في مايو/ أيار. وصعد الاسترليني 0.3% الجمعة إلى 1.4134 دولار في نهاية جلسة التداول موسعا مكاسبه على مدى الأسبوع إلى 1.4 بالمئة. واستقرت معدلات العائد على السندات عموما وسط بيئة عدم اليقين التي سادت وحالت دون إقدام المستثمرين على اتخاذ قرارات حاسمة في تغيير حيازاتهم. وراوح معدل العائد على سندات الخزانة الأمريكية فئة السنوات العشر حول 2.18 % بعد تراجع طفيف يوم الخميس رغم قرار رفع أسعار الفائدة. وكانت مكاسب الذهب لافتة مستفيدا من ضعف الإقبال على الأصول عالية درجة المخاطر خاصة الأسهم والهروب إلى الملاذات الآمنة. وبلغت مكاسب الأونصة الأسبوعية 2.1% في أحسن أداء لها منذ خمسة أسابيع لتنهي على 1349 دولارا في عقود أبريل/نيسان الآجلة. واستعاد النفط تصدره العناوين الرئيسية بعدما تجاوز حاجز 70 دولارا في تداولات الجمعة على خلفية إعلان السعودية ودول أوبك مع روسيا عن تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى عام 2019. وقد تجاوزت مكاسب البرميل 2.1% على مدار الأسبوع بعد أن أغلق خام برنت مساء الجمعة على 70.4 دولار. أسهم FANG تبقى الأكثر استقطاباً للاستثمار أجرى بنك أوف أمريكا ميريل لينش استبياناً لآراء مديري صناديق الاستثمار خلال الفترة ما بين 9 و15 مارس 2018، شارك فيه 201 عميل يديرون 579 مليار دولار من الأصول. واستجاب 176 مشاركاً يديرون 514 مليار دولار من الأصول للأسئلة العالمية، كما استجاب 81 مشاركاً يديرون 182 مليارات دولار، لأسئلة آراء مديري صناديق الاستثمار الإقليمية.واعتبر مديرو صناديق الاستثمار (30%) أن مخاطر عودة نشوب حرب تجارية تأتي على رأس قائمة المخاطر التي تتهدد الاقتصاد العالمي، وذلك للمرة الأولى منذ يناير 2017، تلتها عن كثب مخاطر ارتفاع معدلات التضخم (23%)، ثم تباطؤ معدلات النمو العالمي (16%)، في المرتبة الثالثة من المخاطر.ويعتقد 74% أن الاقتصاد العالمي في «مرحلة متأخرة»، وهي أعلى نسبة في تاريخ الاستبيان، كما تراجعت توقعات تسارع نمو الاقتصاد العالمي 19 نقطة أساس عند نسبة 18% في مارس، في أدنى مستوى لها منذ أن صوتت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016، وكذلك أشار المستثمرون إلى أن الاستثمار طويل الأجل في أسهم FANG (فيسبوك وأمازون ونيتفليكس وجوجل) (38%) ما يزال الأكثر استقطاباً للمستثمرين، يليه في المرتبة الثانية الاستثمار قصير الأمد في الدولار الأمريكي (17%)، بينما تراجع الاستثمار قصير التقلبات (18%) من المرتبة الأولى في يناير، إلى المرتبة السادسة. ويتوقع 58% من المستثمرين ارتفاع زخم مشاعر المستثمرين بنسبة تفوق 10% خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، كما وصلت نسبة المستثمرين الذين يرغبون في رؤية الشركات تعزز ميزانياتها إلى أعلى مستوى منذ أكثر من 8 سنوات. وعزز مديرو صناديق الاستثمار إقبالهم بعناد على شراء الأسهم العالمية، وأسهم البنوك وقطاع التكنولوجيا، والإبقاء على الاستثمار في السندات والأسهم الدفاعية. ويقوم المستثمرون بتقليل المخاطر من خلال زيادة مخصصات الاستثمار في الأسهم ذات الطبيعة الدفاعية مثل أسهم شركات السلع الاستهلاكية، والصناديق الاستثمارية العقارية والأسهم الأمريكية، وأسهم البنوك، مع التخارج من الأسهم المرتبطة بالدورات الاقتصادية ذات القيمة مثل أسهم شركات الطاقة، والمنتجات الاستهلاكية الاستنسابية والمواد الأولية، وأسهم المملكة المتحدة.

مشاركة :