أورام الغدةالنخامية.. الكشف المبكر يقي من المضاعفات

  • 3/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس الغدة النخامية حجمها صغير موجودة في منطقة قاعدة الدماغ خلف الأنف، وتفرز العديد من الهرمونات، التي تتحكم بعمليات الجسم الأساسية؛ حيث تؤثر في ضغط الدم، الوزن، النمو، جهاز التكاثر، كما أنها تعد جزءاً أساسياً من الجهاز الصمّاوي المسؤول عن إفراز الهرمونات؛ مثل: هرمون النمو، والبرولاكتين وغيرهم؛ ولذلك عند حدوث أورام في الغدة النخامية، فإنه يعيق إفراز الهرمونات بشكل سليم، وغالبية الأورام، التي تصيب الغدة النخامية حميدة، لا تقتحم الطبقات القريبة منها، ولا تنتقل إلى الأعضاء البعيدة، وفي السطور القادمة يحدثنا الخبراء والاختصاصيون عن الأمراض والأورام، التي تصيب الغدة النخامية، وعلامات حدوثها، وطرق علاجها.يقول الدكتور راجيش كومار مختص جراحة المخ والأعصاب، إن الغدة النخامية هي عضو صغير في الجسم، يساوي حجم الغدة حبة البازلاء، وهي تقع في قاعدة الدماغ ويحميها تجويف عظمي يُسمى «السرج التركي»، ولها 3 فصوص: الأمامي، والأوسط، والخلفي، ويبلغ وزن هذه الغدة 0.5 جرام، وتصنف الغدد النخامية بناء على كمية الإفرازات وحجمها (إذا كان حجمها أقل من 1 سنتم، فإنها تُسمى بورم غدي مكروي، وأما إذا كان حجمها أكثر من 1 سنتم فإنها تُسمى بورم نخامي عرطل؛ ولأنها أهم غدة في جسم الإنسان، فإنها تقوم بإفراز هرمونات إلى جميع أجسام الجسم؛ لتقوم بتنظيم الوظائف، التي تقوم بها هذه الأعضاء). الأورام يفيد د.راجيش بأن أورام الغدة النخامية هي نمو غير طبيعي يتطور في الغدة النخامية، ومعظمها حميدة في طبيعتها بنسبة 99%، وتعد سبباً بنسبة 10-15% لجميع الأورام الدماغية، وما زالت حتى الآن أسباب الإصابة بأورام الغدة النخامية غير معروفة؛ لكن أعراض هذه الأورام تتمثل في:-- الصداع الذي يحدث بسبب تأثيرات الضغط.- مشاكل في الرؤية، بسبب الضغط على العصب البصري.- عدم انتظام الحيض عند النساء؛ نظراً لحدوث اختلالات هرمونية في الجسم.- العقم، وعدم القدرة على الإنجاب.} الإصابة بمتلازمة كوشينغ، التي يصاحبها زيادة في الوزن، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وسهولة الإصابة بكدمات؛ نتيجة لفرط إنتاج الهرمون الموجه لقشر الكظر، الذي تنتجه الغدة الكظرية.- ضخامة الأطراف كـ(اليدين والقدمين)، وسماكة الجمجمة والفك الناجم عن فرط في إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية.- تعب وتغير المزاج وتهيج غير مبرر.- الإصابة بالسكتة النخامية.- القصور النخامي الشامل.- ربما يظهر ورم رغدي اجتياحي ويصاحبه تسرب للسائل النخاعي. وسائل تشخيصية يشير د. راجيش إلى أن تشخيص الإصابة بأورام الغدة النخامية يعتمد على التاريخ المرضي المفصّل للمريض، والفحص البدني الكامل، وفحص مجال الرؤية (فحص الحقل البصري)، وبعض الاستقصاءات الطبية مثل:-- اختبارات كيمياء الدم (نسب ومستويات هرمون الغدة النخامية).- ورم برولاكتيني، الذي يحدد مستويات البرولاكتين في الدم.- فحص اختلالات مستويات هرمون النمو وعامل النمو شبيه بالأنسولين.- الكشف عن وجود مرض كوشينغ، بعمل اختبار البول على مدار 24 ساعة لتحليل هرمون الكورتيزول، وفحص التثبيط بالديكساميثازون، ومستويات البرولاكتين في الهرمون الموجه لقشر الكظر.- هرمونات الغدة الدرقية، الثيروكسين (T3/T4) ومستويات الهرمون المنبه للدرقية (TSH).- الهرمون اللوتيني (LH) والهرمون المنبه للجريب (FSH)، وهرمون الاستروجين، وهرمون الاستراديول، ومستويات هرمون التستوستيرون.- تصوير الدماغ- أشعة الرنين المغناطيسي التصوير العادي وبالتباين.- التصوير المقطعي للدماغ. مضاعفات الإصابة يبين الدكتور رافي باراسرام مختص جراحة المخ والأعصاب، أن سبب الإصابة بأورام الغدة النخامية مجهول إلى حد كبير، بالرغم من البحوث العلمية الهائلة، التي تم إجراؤها، ولا توجد عوامل خطورة أخرى لهذه الأورام، وبالرغم من أنها تزن فقط 0.6 جرام، إلا أن تأثيرها يكون إما مباشراً أو غير مباشر على جميع أجهزة الجهاز الرئيسية للجسم، ويرتبط هذا التأثير في المقام الأول على إفرازها لهرمونات مختلفة، وهذا بعينه، الذي يعد أكثر الأعراض شيوعاً للإصابة بورم الغدة النخامية؛ ولأن هذه الأورام تؤثر سلباً في إفراز الهرمونات عند النساء، فإنهن الأكثر شيوعاً في التشخيص بهذه الأورام والخضوع للعمليات، ومن أكثر الأعراض الهرمونية شيوعاً عند النساء انقطاع الطمث أو غيابه وانعدامه، وتوفر الحليب في غير أوقات الحمل، كما يمكن أن تؤثر أورام الغدة النخامية أيضاً في وظيفة الغدة الدرقية عند كلٍ من الرجال والنساء، وربما تسبب نمواً مفرطاً أو «العملقة» عندما تصيب الأطفال. الأورام الصامتة يشير د. رافي إلى أن هناك مضاعفات أخرى ربما تحدث عند الإصابة بأورام الغدة النخامية، مثل: مرض كوشينغ، ومتلازمة نيلسون، فبعض الأورام ربما لا تنتج أي هرمونات أو تثبط من إنتاجها، وهنا تُسمى بـ«الأورام الصامتة»؛ حيث تظهر سريرياً عندما تنمو إلى أحجام كبيرة، وتضغط على تراكيب الدماغ الحيوية المجاورة، ومن ناحية أخرى هناك بعض الأعراض الأخرى، التي لا تتعلق بالهرمونات؛ لكنها تصيب شخصاً مصاباً بورم الغدة النخامية؛ وهو: الصداع الشديد، الذي يتركز في الجهة العلوية أو الخلفية للرأس، وعادة لا تستجيب للمسكنات الاعتيادية، وتعرف تراكيب الدماغ المجاورة للغدة النخامية بأنها الأعصاب البصرية، التي تساعد على الرؤية، كما يتسبب الورم بالضغط على هذه الأعصاب في حدوث درجات متفاوتة من العمى أو عدم وضوح الرؤية، إضافة إلى أنه يؤدي إلى التعب المفرط والخمول وضعف العظام (هشاشة العظام) وغيرها. يضيف: هناك العديد من الطرق لتشخيص أورام الغدة النخامية، بالاستعانة بأكثر من طبيب مختص في أمراض النساء، الأعصاب، الغدد الصماء، جراحة الأعصاب، أو الطبيب العام؛ وذلك لأنها تؤثر في العديد من المناطق المتنوعة من أجسام المرضى المصابين. طرق العلاج يذكر د.رافي أن عدداً قليلاً فقط من هذه الأورام، تستجيب للأدوية ويتقلص حجمها على مدى فترة من الزمن؛ لكن هناك العديد من الأنواع التي ربما تتطلب إجراء عملية جراحية للمرضى المصابين؛ حيث يتم تقديم العلاج غير الجراحي لهذه الأورام من قبل طبيب الغدد الصماء، ويتم تقديم العلاج الجراحي من قبل مختص علاج الأعصاب، كما أن هناك طرقاً متعددة لإجراء العمليات على هذه الأورام؛ حيث إن الطريقة التقليدية من خلال إحداث فتح في الجمجمة، والعديد من العمليات الجراحية تمت عبر الأنف؛ حيث يتم إجراؤها إما بمساعدة المجهر أو المنظار، وتكون النتيجة العامة لهؤلاء المرضى جيدة؛ لكن ربما تتكرر الإصابة بالورم بنسبة 10% من المرضى، وفي هذه الحالة يتم اللجوء للعلاج الإشعاعي. السكتة النخامية يذكر الدكتور محمد نور الدين جبار، مختص جراحة الأعصاب، أن السكتة النخامية تدهور مفاجئ في الجهاز العصبي، أو الغدد الصماء؛ نتيجة تضخم كتلة داخل الجمجمة، ويطلق على النزيف أو الخلل في التروية الدموية للغدة النخامية في قاعدة الدماغ اسم السكتة النخامية، وتحدث بسبب الإصابة بأورام في الغدة النخامية، أو نتيجة حدوث نزيف داخل الغدة النخامية، أو بسبب توقف تدفق الدم إليها، أو النخر، أو الاحتشاء داخل هذه الغدة؛ حيث إنه في العادة يعاني المريض ورماً في الغدة النخامية؛ لكن ربما يحدث ذلك أحياناً في الغدة الطبيعية، ما يفضي إلى تضخم مفاجئ داخلها، وعلى الرغم من أن نسبة صغيرة من أورام الغدة النخامية تسبب السكتة، إلا أن معظم حالاتها تنشأ من الورم الحميد للغدة النخامية، وغالباً ما يكون المرضى غير مدركين للحالة عند تشخيصها، ومن النادر التعرض لمخاطر الإصابة بالسكتة النخامية للأشخاص الذين لا يعانون ورماً بما فيها حالات الاضطراب النزفي، أو داء السكري، أو الإصابة بالرأس، أو علاج الغدة النخامية باستخدام الأشعة، أو استخدام جهاز تنفس. علامات يفيد د.جبار بأن المريض يشعر في البداية بصداع مفاجئ ترافقه اضطرابات في الرؤية وتدهور في الحالة العقلية؛ نتيجة زيادة الضغط داخل الجمجمة، ما يسبب الغثيان، والتقيؤ، وانخفاض ضغط الدم، والخمول، والدوار، والدخول في غيبوبة، وفي حال امتداد النزيف إلى منطقة السائل النخاعي، ربما يحدث صداع شديد وحمى وتصلب في الرقبة، كما تسبب زيادة ضغط الغدة العادية نقصاً في الإفرازات الهرمونية، ما يطلق عليه قصور الغدة النخامية، الذي يمكن أن يؤدي إلى قصور في الغدة الدرقية أو انخفاض مستويات الكورتيزول في الجسم بشكل غير طبيعي، ما يهدد حياة المريض، وتشتمل أعراض قصور الغدة النخامية الشديد على فقدان الشهية، وخسارة أو زيادة الوزن، والتعب، والخمول، وتراجع في الوظائف الدماغية، والدوار، وتعد فئة الشباب (بين 20 و40 سنة) أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة. التشخيص يؤكد د.جبار، أن التشخيص يتم بشكل سريري وشعاعي باستخدام تصوير الطبقي المحوري أو التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، ويمكن معرفة قوة النزيف خلال التصوير؛ ولذلك يوصى بإجراء فحوص الهرمونات للمرضى الذين تشير الأعراض لديهم على الإصابة بقصور نشاط الغدة النخامية، كما يستلزم الأمر إجراء تقييم شامل لنظام الغدد الصماء في مثل هذه الحالة، وفي حال كان المريض يعاني أعراضاً تتعلق بالرؤية، يوصى بإجراء الفحوص اللازمة من قبل طبيب عيون مختص. العلاج يشير د.جبار إلى أنه يجب نقل المريض إلى المستشفى مباشرة وتلقي العلاج بالستيروئيدات القشرية على الفور؛ حيث إن المريض سيحتاج إلى إجراء تقييم للهرمونات وعمل جراحي على الفور، وتخفيف الضغط؛ من خلال الجيب الوتدي (أو في بعض الأحيان عبر الجمجمة) لإنقاذ حياة المريض وقدرته على الرؤية، وعلى الرغم من أن هذه الحالة غير شائعة الحدوث في الإمارات، إلا أنه يمكن علاج الحالات الخطرة في حال تم تلقي العلاج في وقت مبكر.حيث إنه يستحيل التنبؤ بتطور هذه الحالة حتى بالاعتماد على الدراسات الإشعاعية والمخبرية المتطورة؛ لذا يعد توافر الوعي اللازم بهذه الحالة لدى الأفراد- وخاصة من العاملين بالمجال الطبي- واتخاذ التدابير اللازمة مبكراً الحل الأمثل المتوافر في الوقت الراهن. إحصاءات الخطر تشكل أورام الغدة النخامية حوالي 15٪ من كافة الأورام التي تصيب المخ، ونسبة 25٪ من أورام المخ «غير المسرطنة»، كما كشفت دراسات التصوير الحديثة أن أورام الغدة النخامية تصيب حوالي 1/4 إلى 1/5 من عامة السكان، حيث إن العديد من هذه الأورام تُعرف بأنها صامتة سريرياً، بمعنى أنها لا يصاحبها أو تنشأ معها أي أعراض، كما أنها ربما تكون بطيئة النمو بدرجة كبيرة، وعادة لا توجد هنالك فئة عمرية تستهدفها هذه الأورام، ولكن الأشخاص الأكثر إصابة بها ما بين 30 و 60 سنة من العمر، ومن النادر أن تصيب الأطفال.

مشاركة :