مع التعادل الثمين الذي حققه المنتخب الإسباني لكرة القدم مع مضيفه الألماني في المباراة الودية التي أقيمت بينهما أول من أمس في مدينة دوسلدورف، لم يعد لدى المنتخب الإسباني ما يخشاه قبل عدة أسابيع على انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. وقدم الماتادور الإسباني أداء راقياً في مباراة الأمس التي شهدت تألق المهاجم رودريغو مورينو بشكل واضح. ونال المنتخب الإسباني بقيادة مديره الفني جولين لوبيتيغي دفعة معنوية هائلة بهذا التعادل مع المنتخب الألماني (مانشافت) بطل العالم في عقر داره. وارتدى توماس مولر ثوب المنقذ مجدداً ليفلت المنتخب الألماني لكرة القدم من كمين ضيفه الإسباني وينتزع تعادلاً ثميناً 1 - 1. وحافظ مولر على سجل فريقه خالياً من الهزائم في 22 مباراة متتالية حتى الآن حيث كانت آخر هزيمة مني بها الفريق عندما سقط أمام نظيره الفرنسي 0 - 2 في المربع الذهبي لبطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا. كما حافظ المنتخب الإسباني على سجله خالياً من الهزائم في آخر 17 مباراة خاضها. وقدم الفريقان عرضاً ممتعاً وقوياً على مدار الشوطين ليؤكد كل منهما أنه أحد المرشحين بقوة للفوز بلقب المونديال في روسيا. وبخلاف الهدف الذي سجله كل منهما، سنحت للفريقين العديد من الفرص في هذه المواجهة الكلاسيكية التي أقيمت أمام أكثر من 50 ألف مشجع في دوسلدورف. وبادر المنتخب الإسباني بالتسجيل عن طريق مهاجمه رودريغو مورينو في الدقيقة السادسة ولكن مولر سجل هدف التعادل للمنتخب الألماني (مانشافت) في الدقيقة 35. 150 وشهدت المباراة احتفال سيرخيو راموس مدافع ريال مدريد وقائد المنتخب الإسباني بخوض المباراة الدولية رقم 150 له مع الماتادور الإسباني. ودفع لوف في تشكيلته بسبعة من اللاعبين الذين فازوا مع الفريق بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل. وشهدت المباراة عودة الظهير الأيسر جوناس هيكتور لصفوف المانشافت بعد غياب لفترة طويلة بسبب الإصابة. ولجأ جولين لوبيتيغي المدير الفني للمنتخب الإسباني إلى الدفع بمهاجمه رودريغو مورينو على حساب دييغو كوستا الذي بدأ اللقاء على مقاعد البدلاء وشارك في وسط الشوط الثاني. وكافأ مورينو مدربه من خلال تسجيل هدف الفريق في هذه المباراة بتسديدة رائعة في شباك الحارس الألماني مارك أندري تير شتيغن. وفيما عاد الماتادور الإسباني إلى مدريد أمس مفعماً بالثقة والسعادة، سيطر التفاؤل الحذر على لوبيتيغي الذي ينتظر مع فريقه مواجهة مثيرة مع المنتخب الأرجنتيني في مدريد بعد غدٍ ودياً في إطار نفس الاستعدادات لبطولة كأس العالم. وعلقت صحيفة «آس» الإسبانية الرياضية في عنوانها على مباراة الأمس بقولها: «في مستوى الأبطال» في إشارة للأداء القوي الذي قدمه الفريق في مواجهة المانشافت بطل العالم. كما أوضحت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية في صفحتها الأولى: «فليبدأ كأس العالم الآن». حذر ولم يكن غريباً أن يبدو لوبيتيغي أكثر حذراً رغم الاقتناع التام بمستوى أداء فريقه. وقال لوبيتيجي: «اللعب أمام أفضل الفرق في العالم يمثل تحدياً جيداً». وأوضح: «أظهرنا كثيراً من الثقة في طريقة لعبنا. وكنا سعداء للغاية بطريقة أداء كل لاعب. هناك العديد من الإيجابيات». وكانت أكبر إيجابية في هذه المباراة هي المستوى الذي ظهر عليه المهاجم رودريغو مورينو الذي سجل هدف الفريق في هذه المواجهة. واختارت معظم وسائل الإعلام الإسبانية مورينو مهاجم بلنسية كرجل المباراة أمس. وذكرت وسائل الإعلام، بعد المباراة،: «كان أداء جيدا على مستوى الفريق وعلى المستوى الفردي. تكتيك وينتظر أن يعتمد المنتخب الإسباني في المونديال الروسي على رأس حربة وحيد. وحتى الآن، يبدو أن المفاضلة ستكون بين دييجو كوستا مهاجم أتلتيكو مدريد وألفارو موراتا مهاجم تشيلسي الإنجليزي. ولكن رودريغو مورينو وياجو أسباس مهاجم سلتا فيغو، والذي يتصدر قائمة الهدافين الإسبان في الدوري الإسباني هذا الموسم، بزغا في الموسم الحالي ودخلا في المنافسة مع كوستا وموراتا. ومع الأداء الراقي الذي قدمه رودريغو أول من أمس، يبدو أنه سيكون المرشح الأقوى لشغل هذا المركز خلال مشاركة الفريق في المونديال الروسي. وذكرت»ماركا«، في أحد عناوينها،:»رودريغو يتقدم على كوستا«فيما وصفت»آس«أداء كوستا بعد نزوله في الشوط الثاني من المباراة بأنه»بطيء وغير حاسم«. وأظهرت المباراة التي انتهت بالتعادل 1 - 1 أمس مدى أهمية سيرخيو بوسكيتس في صفوف المنتخب الإسباني. تأثير وظهر تأثر الفريق كثيراً بغيابه في العشر دقائق الأخيرة من الشوط الأول وبالتحديد عندما حصل المهاجم الألماني توماس مولر على الوقت والمساحة الكافيين لتسديد الكرة من حدود منطقة الجزاء لتعانق شباك الحارس الإسباني ديفيد دي خيا محرزاً هدف التعادل للمانشافت. وقال لوبيتيغي:»كنا بدون بوسكيتس، ودفعنا في الشوط الأول باللاعب تياغو ألكانتارا الذي افتقد التركيز لوهلة«. ودفع لوبيتيغي في الشوط الثاني باللاعب ساؤول نيغويز. وقبل تسع دقائق على نهاية المباراة، منح لوبيتيغي الفرصة لرودري لاعب وسط فياريال لخوض مباراته الدولية الأولى مع المنتخب الإسباني. وينتقل رودري إلى أتلتيكو مدريد في صيف هذا العام. وقد يحصل في مباراة الأرجنتين بعد غدٍ على فرصة أخرى لإثبات جدارته بأن يكون البديل الاستراتيجي لبوسكيتس. ولكن معظم المعلقين في إسبانيا يرون أن بوسكيتس من اللاعبين الذين يصعب إيجاد البديل الكفء لهم وهو ما ينطبق أيضا على المدافع سيرخيو راموس الذي خاض أمس مباراته الدولية رقم 150 مع الماتادور الإسباني. وقال راموس مدافع ريال مدريد:»نحن على الطريق الصحيح... تحدينا وتعادلنا مع أبطال العالم. 17 حافظ المنتخب الإسباني على سجل مدربه جولين لوبيتيغي خالياً من الهزائم على مدار 17 مباراة متتالية منذ توليه المسؤولية في سبتمبر 2016.
مشاركة :